أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2353
التاريخ: 2024-07-08
784
التاريخ: 2023-09-22
1222
التاريخ: 2024-10-23
376
|
إذا كان ما يُنقل بصورة المعجزة والكرامة صادراً من إنسان معصوم كالرسول الأكرم (صلى الله عليه واله والسلام) وأهل بيت العصمة (عليه السلام) أو منقولاً في كتاب معصوم نظير القرآن الكريم ولم يكن هناك برهان عقلي على خلافه أيضاً فلابد من التصديق به وقبوله، ومن هذه الموارد استسقاء النبي موسى (عليه السلام) وانفلاق الصخرة وتفجر الماء منها؛ وذلك لأن الناقل لهذه القصة هو القرآن المعصوم والصادق من جهة، وأنه ليس لتحققها محذور عقلي من جهة أخرى؛ إذ أنّه يمكن لأي عنصر في عالم الطبيعة أن يتحول إلى آخر؛ كما يقول صدر المتألهين في هذا المضمار: فلان مادة العناصر قابلة لأن تتكون منها الصور غير المتناهية على التعاقب، فيجوز أن يستحيل بعض أجزاء الحجر ماء (1).
أي إن كل عنصر من عناصر عالم الطبيعة بإمكانه التحول إلى عنصر آخر وإن المصحح لهذا التحول هو الجهة المشتركة بينها جميعاً وهي التي يُقال لها المادة الأولية.
وكما يمكن للتحول المذكور أن يتحقق على المدى البعيد بشكل طبيعي فإن تحققه خلال فترة وجيزة على نحو الإعجاز هو أمر ميسور أيضاً؛ كما هو الحال في تبدل العصا إلى حيوان وهو ما يمكن وقوعه بشكل طبيعي؛ حين تتحول العصا إلى تراب بعد مدة من الزمن فتكون إلى جانب نبتة فتبعث على نمائها، فتأكل حية من هذا النبات النامي فيتحول قسم من هذا الغذاء إلى نطفة ليتبدل في نهاية المطاف إلى حية أخرى، كما ويمكن تحقق جميع تلك المراحل في فترة قصيرة وعلى خلاف العادة والطبيعة فيُطلق عليها عنوان المعجزة والعمل الخارق للعادة. بالطبع إن تحول الحجر إلى ماء لن يُطرح إلا في حالة كون المراد منه حجراً خاصاً حيث طبقاً لما مر من الأخبار فإنّه هبط من الجنة وان نبي الله موسى (عليه السلام) كان يحمله معه. في هذه الحالة سيعد كل من تحول الحجر إلى ماء وتحقق ذلك التحول بضرب العصا معجزة (2). أما إذا كانت الصخرة في سفح جبل فإن مجرد انفلاقها بالعصا يُعد معجزاً؛ بمعنى أن الصخرة قد انفلقت بفعل ضرب العصا وتدفق منها الماء الذي كان في جوف الجبل والذي ادخره الله في أعماق الأرض بصورة ينابيع وعيون: {فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 21]، لا أن الصخرة تحولت إلى ماء. حصيلة الأمر إن المعجزة في الحالة الثانية هي واحدة أما في الحالة الأولى فهما اثنتان.
من الجدير بالذكر أن الذي بمقدوره الإيمان بهذه الظاهرة هو الذي يؤمن بمبدأ العالم وقدرته غير المتناهية وأن كافة الأمور الإمكانية قد استمد سببيته منه خاضعة لقدرته وذائبة فيها وأن كل تعالى: "ذلت لقدرتك الصعاب، وتسببت بلطفك الأسباب" (3) والذي يعلم بأن انفلاق البحر وانتصاب الماء السائل على صورة جبل ضخم، ونزول المن والسلوى من السماء وصيرورة النار برداً وسلاماً على إبراهيم، عيسى من غير أب وإحياء الموتى وخلق الطير من الطين على يديه كلها بإرادة الله عزّت أسماؤه وبمجرد قوله: "كن" تتحقق وتكون"، وإلا فلا يُنتظر من منكر الأصول المذكورة الإيمان بفروعها (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. تفسير صدر المتألهين، ج 3، ص 438.
2. نظير ما جاء في بعض الروايات في تفسير الآية: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ... وَالدَّمَ .... (سورة الأعراف الآية (133) من أن ماء النيل كان يتحول إلى دم؛ أي نفس هذا الماء الذي كان يأخذه بنو إسرائيل من النيل ويستعملونه بصورة ماء كان يستحيل إلى دم في يد آل فرعون (مجمع البيان، ج1-2، ص721 - 722؛ وتفسير نور الثقلين، ج2، ص 59).
3. الصحيفة السجادية، الدعاء السابع.
4. لمزيد من التوضيح راجع التبيان، ج 1، ص270. و مجمع البيان، ج 1 - 2، ص 251.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|