أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-24
1158
التاريخ: 1-2-2022
1892
التاريخ: 2023-09-20
941
التاريخ: 11-2-2022
1409
|
إذا ذكرت الذرة تبادر إلى الذهن معنى الصغر، فالذرة في لغتنا العادية هي الجزء الصغير من المادة. وربما تبادر إلى ذهن الرجل المثقف العادي إذا ذكرت الذرة معنى آخر، وهو أن الأجسام تتألف أو تتكون من ذرات فتكون الذرة وحدة من الوحدات التي تنبني منها المادة. هذان المعنيان مجتمعين يصلحان كأساس لا بأس به في بدء هذا المقال. ولعل بعض حضرات القراء يشعر أنني إذ أتحدث إليهم عن الذرة إنما أضيع عليهم الوقت في الكلام عن صغائر الأمور، فالذرة باعتراف الجميع شيء صغير وإذن فهي في عرف الكثيرين شيء ضئيل وتافه لا يستحق أن نصرف الوقت والمجهود في التحدث عنه. ولكي أنفي عن نفسي أية تهمة يمكن أن تُوَجَّهَ إليَّ من هذا النوع أذكر أن الذرة وإن كانت صغيرة الجسم والوزن، إلا أنها عظيمة القوة شديدة القدرة، فلو أننا استطعنا أن نحصل على الطاقة الكامنة في ذرات جرام واحد من المادة العادية لكفى مقدار هذه الطاقة لتحريك قطار وزنه مئات الأطنان حول الكرة الأرضية بأسرها. فالذرة إذن ليست بالشيء الحقير الذي لا يُحْفَل به إذا كانت الأمور تقاس بمقياس القوة، وهو مقياس مألوف وشائع بيننا كثيرًا ما نعتمد عليه لسوء الحظ في تقدير قيم الأشياء.
أقول لسوء الحظ لأن العقل البشري والنفس البشرية يدركان أن القوة ليست كل شيء، وأن هنالك من المقاييس ما هو أقرب إلى الحقيقة من مقياس القوة الغشوم. والواقع أن البحث في الذرة وتركيبها لم يكن الباعث عليه الرغبة في استخدام القوة الكامنة فيها أو الاستفادة من الطاقة المدخرة بين ثناياها. وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر فكر العالم الألماني لايبنتز في مقدرة الجسم على الحركة هذه، ولكنه ارتأى فيها رأيًا آخر، فمن المعلوم أننا إذا قذفنا جسما في اتجاه رأسي إلى أعلى فإن أقصى ارتفاع يصل إليه يتناسب لا مع السرعة ذاتها ولكن مع مربعها، فإذا تضاعفت السرعة ضرب الارتفاع في أربعة وإذا ضربت السرعة في ثلاثة ضرب الارتفاع في تسعة وهكذا، وقد اعتبر لايبنتز بناءً على ذلك أن مقدرة الجسم على الحركة يجب أن تتناسب مع مربع السرعة، وسمَّى هذه المقدرة على الحركة بـ «القوة الحية».
وفي أوائل القرن الثامن عشر نُشِرَ كتاب كان قد وضعه العالم الهولندي هايجنز (1629–1695م) وضمنه بحوثا أجراها على تصادم الأجسام المرنة وقد ذكر هايجيز في كتابه أن «القوة الحية» هذه تنتقل من جسم إلى آخر عند التصادم بحيث يكتسب أحد الجسمين منها ما يفقده الآخر، فكأنما هذه القوة الحية سلعة تباع وتشترى بين الأجسام.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|