أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2020
1229
التاريخ: 24-2-2016
2026
التاريخ: 11-8-2020
1789
التاريخ: 16-8-2020
1274
|
تكشف مجرد نظرة لسطح القمر عن وجود عدد كبير من الفجوات التي تنتشر على سطحه. ويكاد يجمع الباحثون على أن هذه الفجوات ناتجة عن تأثيرات التصادمات النيزكية مع سطح القمر. وبمقارنة كثافة الفوهات الموجودة على سطح القمر، بتلك المعروفة على سطح الأرض، يتضح أن عدد الفوهات النيزكية المعروفة على الأرض يقل كثيرا عن عدد الفوهات النيزكية المعروفة التي توجد على سطح القمر. والسبب يرجع إلى عدد من العوامل منها المياه التي تغطي أغلب سطح الأرض، ونشاط العمليات الأرضية السطحية، التي تقود إلى إخفاء أو محو مواقع الصدمات النيزكية. ومن هنا يرى الباحثون أنه من المنطقي أن يكون معدل الصدمات النيزكية بالأرض كبيرًا نسبيا، ولا يعبر عنه بالضرورة عدد الفوهات النيزكية المعروفة حتى الآن. وهنا موضوع يتصل بنفس السياق، وهو معدلات التصادمات النيزكية خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة، وهل تسقط النيازك العملاقة على الأرض بمعدل ثابت منذ تكون الأرض، أم أن هذا المعدل يتناقص مع الزمن؟ من المنطقي أن يتوقع بعض الباحثين أن معدلات ارتطام نيازك الفوهات بالأرض كان كبيرًا في الأزمنة القديمة، نظرًا لكثافة الأجسام النيزكية في الفضاء، خلال العصور القديمة، وتناقصها مع الزمن، من خلال استهلاكها بسقوطها على الأرض، وبقية كواكب المجموعة الشمسية الأخرى. وهذا يعني أن حزام الكويكبات كان في الأزمنة الجيولوجية القديمة أكثر ازدحامًا بالأجسام الصلبة، عنه في الوقت الراهن؛ ومن ثم فإن فرص اندفاع بعض هذه الأجسام لتسقط على الأرض يتناقص مع الزمن. وهذه القضية عرض لها وناقشها منذ زمن بعيد أحد المؤلفين العرب (المرزوقي المتوفى في سنة 421 هـ / 1030م)، في كتابه «الأزمنة والأمكنة».
ويختلف الباحثون فيما بينهم، في حساب معدلات سقوط نيازك الفوهات على الأرض. ومن بين المحاولات الكثيرة التي تحظى بالاهتمام، لتحديد معدل سقوط مثل هذه النيازك على الأرض، تلك التي قدمها «هوفيس» في عام 1979م، 20 والتي يتوقع فيها أن نيزكا ضخمًا يمكن أن يحدث ارتطامه بالأرض فوهة قطرها يبلغ حوالي 200 كم، يسقط كل حوالي 14 مليون سنة على سطح الأرض، من خلال معادلة بسيطة لحساب معدلات سقوط النيازك العملاقة على الأرض، كل عام:
R2 1400 / 1= ɸ
ɸ: تشير إلى معدل سقوط نيازك الفوهات خلال العام الواحد.
R: تشير إلى قطر الفوهة التي تتكون من هذا التصادم مقدرًا بالكيلومتر.
ومن خلال دراسة أعمار التكتيت وزجاج الصدمات النيزكية بالأرض، يتوقع بعض الباحثين أن نيزكا ضخمًا أحدث فوهة قطرها 50 كم، وقع خلال عصر البليستوسين (1 مليون عام). ويرى البعض الآخر أن نيزكًا أو مذنبًا كتلته تعادل 10-15 كجم ويتولد عن ارتطامه بالأرض طاقة تعادل 10-31 إرج، صدم الأرض خلال الفانيروزويك (خلال فترة 570 مليون سنة الأخيرة من عمر الأرض). ويرى «والتر الفاريز» Walter Alvarez، أن هذا هو ما حدث خلال الفترة الزمنية الفاصلة بين حقب الحياة المتوسطة، وحقب الحياة الحديثة، أي منذ قرابة 65 مليون عام، والذي أودى بحياة الديناصورات، وقضى على وجودها تماما من على الأرض.
ویری «قيصر إميلاني» 21 أن معدلات ارتطام النيازك تتباين حسب مواقعها، فعلى سبيل المثال، مجموعة «أمور»، من الكويكبات التي ينتمي إليها الكويكب «إيكاروس» والكويكب «إيروس» وتضم حوالي 1000 - 2000 كويكب، يحتمل أن يصدم واحد منها الأرض كل حوالي 500 ألف عام (نصف مليون عام). أما مجموعة «أتين»، وتضم حوالي 100 كويكب، فإن احتمال أن يرتطم واحد منها بالأرض قد يحدث خلال 1 مليون عام. بينما مجموعة «أبولو»، التي تضم حوالي 1000 كويكب، فإن احتمال حدوث تصادم بين واحدٍ منها والأرض، قد يحدث خلال 2 مليون عام. فكل أعضاء هذه المجموعات من الكويكبات تدور في مدارات مائلة بالنسبة لدائرة الكسوف وتقترب من الأرض، فيما يُعرف بأنه اقتراب خطر يزيد من فرص ارتطامها بالأرض، مما يهدد الحياة واستمرارها على الأرض.
ولا شك أن نتائج المحاولات الحالية لحساب معدلات وقوع الصدمات النيزكية بالأرض لا يمكن الاعتماد عليها بصورة قاطعة؛ إذ إنها عرضة للتغير من الزمن. فهذه النتائج تعتمد على البيانات التي توفرها عمليات رصد الكويكبات والمذنبات في مداراتها. ونتائج عمليات الرصد تتغير بمعدلات سريعة وبمرور الوقت تتوافر لدى الباحثين بيانات أكثر دقة لحسابات معدلات الصدمات النيزكية، على سطح الأرض. وكذلك تتراكم نتائج عمليات المسح الجيولوجي الأرضي، واستكشاف مواضع الصدمات النيزكية، خاصة مع ازدياد الاهتمام العلمي بموضوع النيازك.
___________________________________________________
هوامش
(20) Hughes, D. W. (1979): Earth’s cratering rates. Nature, 281, p. 11
(21) Emiliani, C. (1995): Planet Earth: Cosmology, Geology and the Evolution of Life and Environment. Cambridge University Press, Cambridge .UK. 1995
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|