أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015
7283
التاريخ: 18-11-2014
1622
التاريخ: 2024-07-15
654
التاريخ: 2024-07-14
643
|
نحن نعرف أنّ أعظم الجهاد في الإسلام هو جهاد النفس ، الذي عُبّر عنه في حديث عن النّبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بـ«الجهاد الأكبر» أي هو جهاد أعظم من جهاد العدوّ الذي عبّر عنه بالجهاد الأصغر .. وإذا لم يتوفّر في الإنسان الجهاد الأكبر بالمعنى الواقعي ـ أساساً ـ فلن ينتصر في جهاده على أعدائه.
وفي القرآن المجيد ترتسم صور شتّى في ميادين الجهاد ، وتتجلّى فيها علاقة الأنبياء وأولياء الله الصالحين. وقصّة يوسف وما كان من عشق امرأة العزيز الملتهب واحدة من هذه الصور ، وبالرغم من أنّ القرآن لم يوضّح جميع ما في القصّة من خفايا وزوايا ، إلاّ أنّه أجملها بصورة موجزة في جملة قصيرة هي {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } [يوسف : 24] وبيّن شدّة هذا الطوفان.
لقد خرج يوسف من هذا الصراع منتصراً بوجه مشرق لثلاثة أسباب :
الأوّل : إنّه التجأ إلى الله وإستعاذ به ، وقال : { قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ} [يوسف : 23]
الثّاني : التفاته إلى الإحسان الذي أسداه إليه عزيز مصر ، وما تناوله في بيته فأثّر فيه ، فلم ينس فضله طيلة حياته ، ومع ملاحظة نعم الله التي لا تُحصى وإنقاذه له من غيابة الجبّ الموحشة إلى محيط الأمان والهدوء جعلته يفكّر في ماضيه ومستقبله ، ولا يستسلم للتيارات العابرة.
الثّالث : بناءُ شخصيّته وعبوديّته المقرونة بالإخلاص التي عبّر عنها القرآن {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف : 24] يستفاد منها أنّها منحته القوّة والقدرة ليخرج من ميادين الوسوسة التي تهجم عليه من الداخل والخارج بإنتصار.
وهذا درس كبير لجميع الناس الأحرار الذين يريدون أن ينتصروا على عدوّهم الخطر في ميادين جهاد النفس.
يقول الإمام علي بن أبي طالب «أمير المؤمنين» في دعاء الصباح ، باُسلوب جميل رائق : «وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان ، فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان» (1).
ونقرأ في بعض الأحاديث أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث سرية فلمّا رجعوا قال : «مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر ، وبقي عليهم الجهاد الأكبر» فقيل : يارسول الله ، وما الجهاد الأكبر قال : «جهاد النفس» (2).
ويقول الإمام علي (عليه السلام) أيضاً «المجاهد من جاهد نفسه» (3).
كما ينقل عن الإمام الصادق أنّه قال : «من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرّم الله جسده على النار» (4).
____________________
1. بحار الانوار ، ج84 ، ص339.
2. وسائل الشيعة ، ج11 ، ص122 : اصول الكافي ، ج5 ، ص12 ، ح3.
3. المصدر السابق ، ص124.
4. وسائل الشيعة ، ج11 ، ص123.
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم خدماته لزائري الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|