أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05
565
التاريخ: 9-05-2015
2407
التاريخ: 6-4-2022
1521
التاريخ: 3/10/2022
1973
|
يقول تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75]
إنّ المراد من: «فريق منهم..» هو إما اليهود على عهد موسى الكليم (عليه السلام) أو أولئك المعاصرون لنزول القرآن. لقد ذهب الفخر الرازي إلى تقوية الوجه الثاني؛ لأن ضمير «منهم» يعود إلى جملة: «أن يؤمنوا» التي تعني المعاصرين لنزول القرآن [1]. فالذي تلقى كلام الله سبحانه وتعالى عن علم، سواء من دون واسطة، كما يتصور البعض بخصوص السبعين المرافقين لموسى الكليم (عليه السلام) [2] أو بالواسطة التكوينية لموسى (عليه السلام)، أو بواسطة محاورته (عليه السلام) وتلاوته وقراءته هو، أو بتلاوة النص المقدس فإنَّ حجة الله عز وجل على مثل هذا الشخص بالغة وإذا أراد تحريفه فهو مصداق للآية مورد البحث. لذا فإن أبناء وذرية شخص كهذا لا يستحقون الطمع بفلاحهم وصلاحهم.
مما يجدر الاهتمام به هو أن أي فساد في الدين سيكون منشأ لآثار قبيحة، حتى وإن لم يكن المرتكب لهذا الإثم قاصداً للبدعة؛ كما أن القدماء من مجرمي قوم يهود لم يكن في نيتهم تشريع وإبداع وتأسيس طريقة ونهج فكري أو قومي، أو إذا كان من بينهم من ابتلي بجعل البدع لم يكن مرض التشريع عنده سارياً إلى حد تلوث الجميع به، إلا أن نسل هؤلاء يستحقون مثل هذا التعيير والتقريع فلا ينبغي الطمع بإيمانهم وإصلاحهم؛ ذلك أنهم إذ ابتلوا بالمعاصي العقائدية فقد يكونون مشمولين بكلام نبي الله نوح (عليه السلام) حيث قال: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]؛ فالآباء المبتلون بالمعاصي والأمهات المدنسات بالجريمة والفساد لن يلدوا إلا أبناء مذنبين عاصين. فإن ما يكون للجد العاصي من أثر سيئ في نسله القادم لا يختص بذنوب معينة دون أخرى؛ هذا على الرغم من أن الأثر السيئ لاختلاق البدع، والتحريف في الدين، وأمثال ذلك من المسائل العقائدية المهمة يفوق الآثار المشؤومة لغيره من الذنوب.
التعبير ب {فَرِيقٌ مِنْهُمْ} [البقرة: 75] يدل على أن المحرفين كانوا فريقاً خاصاً من اليهود (كالعلماء والأحبار) فقط ولم يكونوا جميعاً متورطين في هذه الخطيئة العظمى؛ كما يستشف من بعض آيات القرآن الأخرى أن أناساً متعبدين وصالحين كانوا على الدوام موجودين بين اليهود حيث ذكروا بالفلاح والصلاح بتعابير من قبيل: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: 113]
تنويه:
أ: للتحريف أنحاء شتى؛ فتارة يكون بإعدام النسخة الأصلية والاحتفاظ ببعض المباحث المستنسخة، وحيناً يكون بحفظ الأصل وكتمانه وإظهار مقدار منه يكون مطابقاً للنسخة الأصلية مع الزيادة والنقصان وأمثال ذلك. فإنه يستفاد من التعبير: {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93] أن بعض المحرفين كانوا يحتفظون بالنسخة الأصلية في طي الكتمان ولم يتلفوها.
ب: ما نزل بخصوص ماضي اليهود لأمارة على ما يتمتع به خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم) من علم بالغيب وإعجاز علمي؛ وذلك لأن أمثال هذه المباحث لم تكن مدونة في النصوص الدارجة آنذاك، كما أن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) يكن قد تلقى العلوم في أي مدرسة.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تستضيف مؤتمر أبناء الإمام الرضا الدولي الرابع
|
|
|