يُعد «مجلس الأبحاث القومي الكندي» إحدى المنظمات القليلة التي تبحث في الشؤون المعقدة تكنولوجيا، بما فيها تكنولوجيا النانو وأصدر أوراقا علمية أورد فيها مقاربة لموضوع تحضير أجهزة دقيقة جدا، تستطيع الإحساس والتجاوب مع المعلومات التي تأتي من محيطها. وافترضت إحدى الدراسات التي صدرت عن هذا المجلس إمكانية اللجوء إلى مواد عضوية في صناعة شرائح السيلكون؛ لكي تحل محل التوصيلات التي تنهض بأمرها الأسلاك الدقيقة. وإذا تحقق ذلك فسينفتح المجال أمام إدخال أنسجة (مثل: الخلايا العصبية) تملك القدرة على التفكير؛ لتصبح جزءا من شريحة الحاسوب. ومن الواضح أنّ إدماج تلك الأنسجة مع الرقاقات الإلكترونية أمر يحتاج إلى تقنيات علم تقنية النانو. وتضيف تلك الدراسة أنّ هذه المواد العضوية تستطيع تشكيل خطوط تنقل المعلومات بمقدار سرعة الضوء. وهناك أسباب عدة تثير الانتباه لتقنية النانو؛ وذلك لما نشهده في ظل اكتشافات صناعة الأجهزة الدقيقة باستخدام هذه التقنية، وأهمها ما يلي:

1. قانون مور (Moore Law) الذي يوجه مسارات كثيرة في صناعة الحاسوب، أنّ قوة الشرائح الإلكترونية تتضاعف كل 18 شهرا، وذلك بفضل الله – عزّ وجلّ – ثم بتصغير المكوّنات الدقيقة، والأسلاك الموصلة في الرقاقة. فإذا قدر للعلماء النجاح مع المواد العضوية، واستخدامها في تمرير الإلكترونيات، فقد يسير التضاعف في قوة الرقاقات الإلكترونية بسرعة أكبر مما توقع «قانون مور» ⁽⁶⁹⁾.
2. ترخي الأبعاد المثيرة لتقنية النانو بظلها أيضًا على التطبيقات التكنولوجية البيولوجية، حيث يعمل بعض العلماء في وادي السيلكون على محاكاة الجهاز العصبي للإنسان باستخدام الأجهزة الذكية، بما فيها الروبوت. ويتوقع بعضهم تكوين بدائل للأعصاب، وأنسجة الدماغ؛ لتوضع في أجهزة الحاسوب، والرجال الآليين.

_______________________________________________

هوامش

(69) مغربي؛ أحمد. صحيفة الحياة. العدد 15551 (16/10/2007 م).