أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2019
17950
التاريخ: 2023-05-12
1172
التاريخ: 3-5-2017
1655
التاريخ: 2023-08-29
1379
|
أبقى العرب في الجزيرة كثيرًا من عاداتهم، وهي باقية إلى اليوم، وتركوا ألفاظا كثيرة من لغتهم في اللغة الصقلية والإيطالية، ولا تزال عدة أماكن بصقلية تحمل أسماء عربية، ولا سيما أسماء القلاع والمراسي والشوارع وتبدأ أسماء القلاع بلفظ «قلتا» أي قلعة، ومنها ما أصبح اليوم مدنا ، مثل : قلعة النساء وقلعة فيمي وقلعة الحسن وقلعة البلوط، وكذلك كلمة مرسى ومرسى علي، مرسى المينا منزل الأمير، منزل يوسف، رمل الموز، رمل السلطانة، القنطرة، وادي الطين رأس القلب، رأس الخنزير، رأس القرن، والقصر من أعظم شوارع بلرم ، وفي بلرم الآن قصران جليلان من مباني العرب: اسم أحدهما القبة واسم الآخر قلعة العزيزة، وكان تأثير العرب بعلمهم في هذه الجزيرة أكثر من تأثيرهم بمبانيهم. يقول رينالدي: إن الجزء الأعظم من الكلمات العربية الباقية في الإيطالية التي تفوق الحصر دخلت الإيطالية لا بطريق الاستعمار العربي بل بطريق المدنية التي كثيرًا ما تؤلف بين مظاهر الحياة المختلفة، وقد عدد من هذه الكلمات جانبًا ولا سيما في لغة العلم، ثم قال: إن جنوة اضطرت أن تؤسس سنة 1207م مدرسة لتعليم العربية، ويدل على ذلك وجود كلمات عربية في لغة هذه المدينة، وفي اللغات العامية في جميع المدن الإيطالية التي كانت تتجر مع الشرق وصقلية كلمات كثيرة من أصل دخلت إليها عربي مع التجارة العربية، ولا تزال معاجم لغتهم تحفظ كثيرًا منها. قال وما الهندسة الغوطية إذا أنعمنا النظر إلا الهندسة العربية تقريبًا، ثم أورد أسماء الموازين والمكاييل والألفاظ البحرية التي سرت إلى الطليانية من العربية، وقال: إن آماري «المستشرق الصقلي» أثبت أن صقلية مدينة للعرب، وكذلك إيطاليا مدينة لصقلية بابتكار الشعر الوطني، بمعنى أنه من قلد البلاط الصقلي البلاط الملكي الإسلامي، بدأت العناية بقرض الشعر، تلك العناية التي كانت السبب في نهوض الشعر الإيطالي، قال رينالدي: لم يساعد العرب فقط على إنهاض الشعر الصقلي والإيطالي بل إنهم أمدوا قصصنا بشكلها ومادتها، قلنا: وهذا يؤيد ما ذهب إليه وأثبته بالأدلة المعقولة آسين من رجال المشرقيات في إسبانيا من أن دانتي شاعر الطليان اقتبس موضوع روايته المهزلة الإلهية من رسالة الغفران للمعري. وفي بلرم أنشأ العرب أول مدرسة للطب، وما عُهد مثلها في جميع أوروبا، بل إن مدارس الطب في الغرب أُنشئت بعد مدرسة صقلية العربية بأعوام، ومنها انتشر الطب في بلاد إيطاليا، وساعد أن الباباوات كانوا رحلوا إلى أفينيون من أرض فرنسا فخلا الجو للعلم العربي، وأخذ يسري إلى كل من استعد للأخذ بمذاهبه من الطليان، هذا مع أن المدنية التي أدخلها العرب إلى جزيرة صقلية كانت أضعف من مدنيتهم في مصر والأندلس، ودلت الآثار أن العرب لما خرجوا من هذه الجزيرة كانت أرقى من اليوم التي دخلوا فيها، فعظم تأثيرهم النافع في صقلية، والتحسين الذي يدخله شعب على شعب هو معيار نفوذ الحضارة التي يحملها الأول إلى الثاني على ما قال لبون. وتقول آماري: إنه لا يوجد اليوم في صقلية كلها بناء واحد يرد عهده إلى الحكم العربي. ويقول حسن حسني عبد الوهاب: (1) إن جزيرة صقلية تفاخر، وحق لها الفخر، بأن فيها العزيزة والقبة والفوارة وفي بلرم ومدائنها الباسمة «البيضاء» ومعاملها الغنية ومارر وقلاعها التي كانت مما يذكر بالفخر خلال ثلاثة قرون على لسان الشعراء، كان لهم من الشهرة وسلاسة الشعر ورقته ما كان مثله لمن خلدوا قديمًا اسم قرطبة وإشبيلية وغرناطة.
………………………………..
1- استيلاء المسلمين على صقلية لحسن حسني عبد الوهاب H. H. Abdul-Wahab: La Domination musulmane en Sicile002E
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|