أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3713
التاريخ: 20-01-2015
3478
التاريخ: 1-5-2016
3425
التاريخ: 9-4-2016
3168
|
ترك الزبير الحرب ولم يحارب مع علي وتوجه من فوره إلى وادي السباع قاصدا المدينة ومعه غلام له يدعى عطية ، والأحنف بن قيس هناك معتزل في جمع من بني تميم ، فقال الأحنف : جمع الزبير بين عسكرين من المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم بعضا لحق ببيته وقال من يأتينا بخبره ؟ فقال عمرو بن جرموز انا ، فاتبعه وكان فاتكا فلما نظر إليه الزبير قال ما وراءك قال انما أريد أن أسألك فقال غلام الزبير أنه معد فقال ما يهولك من رجل ، وحضرت الصلاة فقال ابن جرموز الصلاة فقال الزبير الصلاة فنزلا واستدبره ابن جرموز فطعنه من خلفه فقتله واخذ فرسه وخاتمه وسلاحه وخلى عن الغلام فدفنه بوادي السباع ورجع إلى الناس بالخبر ؛ فاما الأحنف فقال والله ما أدري أحسنت أم أسأت ثم انحدر إلى علي وابن جرموز معه وقيل ذهب ابن جرموز إلى علي وحده فدخل عليه فأخبره فدعا بالسيف فهزه فقال : سيف طالما كشف به الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وفي رواية أنه قال له أنت قتلته ؟ قال نعم ، قال والله ما كان ابن صفية جبانا ولا لئيما ولكن الحين ومصارع السوء ، فقال ابن جرموز الجائزة يا أمير المؤمنين ، فقال اما اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول بشر قاتل ابن صفية بالنار ، ثم خرج ابن جرموز على علي (عليه السلام) مع أهل النهر فقتله معهم فيمن قتل ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج .
وروى أبو مخنف أنه لما تزاحف الناس يوم الجمل قال علي (عليه السلام) لأصحابه لا يرمين رجل منكم بسهم ولا يطعنن أحدكم فيهم برمح حتى يبدؤوكم بالقتال وبالقتل فرمى أصحاب الجمل عسكر علي (عليه السلام) بالنبل رميا شديدا متتابعا فضج إليه أصحابه وقالوا عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين ، وجئ إليه برجل فقيل له هذا فلان قد قتل ، فقال اللهم اشهد ثم قال : اعذروا إلى القوم فاتي برجل آخر فقيل وهذا قد قتل فقال اللهم اشهد ، أعذروا إلى القوم ثم اقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وهو من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يحمل أخاه عبد الرحمن قد أصابه سهم فقتله فقال يا أمير المؤمنين هذا أخي قد قتل ، فاسترجع علي (عليه السلام) ودعا بدرع رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات الفضول فلبسها فتدلت على بطنه فرفعها بيده وقال لبعض أهله فحزم وسطه بعمامة وتقلد ذا الفقار ، ودفع إلى ابنه محمد راية رسول الله السوداء وتعرف بالعقاب ، وقال لحسن وحسين (عليه السلام) انما دفعت الراية إلى أخيكما وتركتكما لمكانكما من رسول الله (صلى الله عليه واله) قال وطاف علي على أصحابه وهو يقرأ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن نصر الله قريب ثم قال أفرغ الله علينا وعليكم الصبر وأعز لنا ولكم النصر وكان لنا ولكم ظهيرا في كل أمر ، ثم رفع مصحفا بيده فقال من يأخذ هذا المصحف فيدعوهم إلى ما فيه وله الجنة ؟ فقام غلام شاب اسمه مسلم عليه قباء أبيض فقال انا آخذه ، فنظر إليه علي وقال يا فتى إن أخذته فان يدك اليمنى تقطع فتأخذه بيدك اليسرى فتقطع ثم تضرب بالسيف حتى تقتل ، فقال الغلام لا صبر لي على ذلك فنادى علي ثانية فقام الغلام وأعاد عليه القول وأعاد الغلام القول مرارا حتى قال الغلام : انا آخذه وهذا الذي ذكرت في الله قليل ، فاخذه وانطلق فلما خالطهم ناداهم : هذا كتاب الله بيننا وبينكم فضربه رجل فقطع يده اليمنى فتناوله باليسرى فضربه أخرى فقطع اليسرى فاحتضنه وضربوه بأسيافهم حتى قتل فقالت أم ذريح العبدية في ذلك :
يا رب أن مسلما اتاهم * بمصحف أرسله مولاهم
للعدل والايمان قد دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
فخضبوا من دمه ظباهم * وأمهم واقفة تراهم
تامرهم بالغي لا تنهاهم
فعند ذلك أمر علي (عليه السلام) ولده محمدا أن يحمل بالراية فحمل وحمل معه الناس واستحر القتل في الفريقين وقامت الحرب على ساق .
وروى الطبري في تاريخه هذه القصة بما يخالف ذلك بعض المخالفة فقال : اخذ علي مصحفا يوم الجمل فطاف به في أصحابه وقال من يأخذ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول فقام إليه فتى من أهل الكوفة عليه قباء أبيض محشو اسمه مسلم بن عبد الله فقال انا ، فاعرض عنه ثم اعاده ثانيا ، فقال الفتى انا ، فاعرض عنه ثم اعاده الثالثة ، فقال انا ، فدفعه إليه فدعاهم فقطعوا يده اليمنى فاخذه بيده اليسرى فدعاهم فقطعوا يده اليسرى فاخذه بصدره وفي رواية بأسنانه والدماء تسيل على قبائه فقتل ، فكان أول قتيل بين يدي أمير المؤمنين وعائشة ، فقال علي ، الآن حل قتالهم فقالت أم الفتى ترثيه :
لا هم أن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
فرملوه رملت لحاهم
وفي رواية أخرى للطبري :
لا هم أن مسلما اتاهم * مستسلما للموت إذ دعاهم
إلى كتاب الله لا يخشاهم * فرملوه من دم إذ جاءهم
وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون العي لا تنهاهم
واقتتل الناس وركبت عائشة الجمل المسمى عسكرا الذي كان اشتراه لها يعلى بن منية في مكة بمائتي دينار والبسوا هودجها الرفرف وهو البسط ثم البس جلود النمر ثم البس فوق ذلك دروع الحديد وكان الجمل لواء أهل البصرة لم يكن لهم لواء غيره وخطبت عائشة والناس قد أخذوا مصافهم للحرب فقالت : اما بعد فانا كنا نقمنا على عثمان ضرب السوط وامرة الفتيان وموقع السحابة المحمية الا وانكم استعتبتموه فأعتبكم فلما مصتموه كما يماص الثوب الرحيض عدوتم عليه فارتكبتم منه دما حراما وأيم الله إن كان لأحصنكم فرجا وأتقاكم لله واخذ كعب بن سور وهو قاضي البصرة بخطام الجمل وجعل يرتجز ويقول :
يا أمنا عائش لا تراعي * كل بنيك بطل المصاع
ينعي ابن عفان إليك ناعي * كعب بن سور كاشف القناع
فارضي بنصر السيد المطاع * والأزد فيهم كرم الطباع
وكان اخذ مصحف عائشة فبدر به بين الصفين يناشدهم الله في دمائهم فرشقوه رشقا واحدا فقتلوه وكان في الجاهلية نصرانيا وكان أول قتيل بين يدي عائشة من أهل البصرة والكوفة . واقتتلوا إلى صدر النهار وقيل إلى الزوال ثم انهزم عسكر عائشة .
قال الطبري : ضرب محمد بن الحنفية يد رجل من الأزد فقطعها فنادى يا معشر الأزد فروا واستحر القتل في الأزد فنادوا نحن على دين علي بن أبي طالب واقبل المنهزمون يريدون البصرة فلما رأوا الخيل أطافت بالجمل عادوا إلى الحرب وكان القتال في صدر النهار مع طلحة والزبير وفي وسطه مع عائشة أكثرهم ضبة والأزد .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
كوكبة من طلبة الكلية العسكرية الثالثة يؤدون عهد الولاء عند مرقد أبي الفضل (عليه السلام)
|
|
|