أقرأ أيضاً
التاريخ: 21/12/2022
1744
التاريخ: 7-10-2014
5339
التاريخ: 25-09-2014
5123
التاريخ: 2023-04-07
1966
|
العبادة وازدهار حقيقة الإنسان
لقد طرحت في الآية مورد البحث بضعة أصول: الأول: هو أنه يتعين على الإنسان أن يعبد؛ والثاني: أنه لابد أن يكون معبوده هو ربه، وليس شيئاً أو شخصاً آخر؛ والثالث: هو أن رب الإنسان لا يكون إلا خالقه. من هنا فإن الآية تقول لعامة الناس: اعبدوا الرب الذي خلقكم أنتم والذين من قبلكم.
إن القرآن الكريم يدعو الناس أجمعين إلى «التوحيد العبادي» وهو جل وعلا يسند التوحيد العبادي إلى (التوحيد الربوي)، ويسند التوحيد الربوبي إلى (التوحيد الخالقي)، وهو يعتبر أن السر من وراء هذه الدعوة هو تحقق (التقوى)، ثم يثبت -في آخر الآية اللاحقة - نداء الدعوة الإثباتية بالنهي عن الشرك.
يرى القرآن الكريم أن العبادة والارتباط بالله هما اللذان يمنحان الحياة الإنسانية. فالإنسان محتاج إلى الله ليس فقط عند مبدأ خلقته بل في استمراريتها أيضاً، وإنه من غير الممكن تحقق الحياة الإنسانية من دون العبادة والارتباط بالحي المحض، أي الله عز وجل؛ فإن انفصمت الآصرة بين العبد والمولى، فلن يكون للإنسان المحتاج من سبيل لتلبية متطلباته، ولأصبح من الهالكين، ولتحول في النهاية إلى حيوان، أو نبات، أو صخرة. وتوضيح ذلك هو ان الإنسان إذا كان سعيه مقتصراً على تأمين متطلباته الجسدية، فهو «نبات بالفعل» و(حيوان بالقوة)، وإذا انهمك في تلبية حاجاته العاطفية فقط، فهو «حيوان بالفعل» و«إنسان بالقوة».
فالإنسان الذي يكون أميناً في أعماله ولا تصدر منه الخيانة هو حيوان مروض، ككلب الصيد الذي يتحمل مشاق الصيد وألم الجوع، لكنه لا يخون الأمانة التي لديه (الصيد) لأنه يلتذ بكونه أميناً. وعلى هذا الأساس فإن الشخص الذي يخون الأمانة هو أدنى وأخس من الحيوان المروض. كذلك فإن الإنسان الذي لا يفكر إلاً بالمسائل العاطفية، وتكون حميته في الدفاع عن الأسرة والأقارب وضمن نطاق القومية والقبيلة فهو حيوان عطوف كالدجاجة التي تحمي فراخها.
إلا أن الذي تلقى المعارف التوحيدية الراقية، واستطاع أن يصبح نموذجاً لقوله تعال: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31] ، وإن الذي تمكن، من خلال عبور كافة العقبات الكؤود للتعلق بالدنيا، ليصير أهلا ًللإيثار، وأن يسمع نداء {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً } [الفجر: 27، 28] ، هو إنسان بالفعل، وهو قد اوصل حقيقة الإنسانية لديه إلى الازدهار؛ وهذا يوازي قول امير المؤمنين ع في كتابه إلى معاوية بخصوص شهداء ال الرسالة والإمامة: لقد استشهد اناس كثيرون لكنهم ليسوا جميعاً مثل شهدائنا: كجعفر الطيار وحمزة سيد الشهداء: «ألا ترى ... أن قوماً استشهدوا في سبيل اله تعالى من المهاجرين والأنصار ولكل فضل حتى إذا استشهد شهيدنا قيل: سيد الشهداء، وخصه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه. أولا ترى أن قوماً فطعت أيديهم في سيل اله ولكل فضل حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم قيل: الطيار في الجنة، وذو الجناحين»(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1.نهج البلاغة، الرسالة 28.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|