أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-6-2018
6908
التاريخ: 27-5-2017
1637
التاريخ: 24-5-2017
3402
التاريخ: 16-11-2016
3118
|
حقق الثقفي للأموية الانتصار على أعدائهم الذين كانوا ينازعونهم في الخلافة، وعادت بلاد العرب إلى خمول الذكر، ونشأ من ذلك ذهاب شهرة البلاد العربية إلا بموسم الحج، وعود سكان نجد والحجاز إلى ما كان عليه آباؤهم من الاستقلال في المعيشة عن غيرهم، وانعزالهم عن الانتظام في سلك الجيوش الإسلامية، وتخلُّق خلفاء الأموية بأخلاق الملوك الذين غلبوهم، فإنهم رأوا دناءة النفوس في رعاياهم، فداخلهم ما كان عند إمبراطرة القسطنطينية والفرس من الكبرياء مع استقلالهم بالسياسة دون الديانة، وجراءتهم على تعدي الحدود الشرعية، وإعراضهم عن حث الوعاظ بإحياء القرآن واعتباره دستور الأحوال، بل كانت خلفاء الأموية قدوة لغيرهم في المخالفات كشرب يزيد بن معاوية الخمر ورسم عبد الملك صورته مقلدة بسيف على نقود ضربها؛ ولذا ذهبت الحَمِيَّة الدينية التي السبب الأقوى في تقوية عزائم الجيوش الإسلامية؛ فظهرت فرق ادَّعَتْ أنها متمسكة بالعروة الوثقى داعية إليها، فتمادت في التعصُّب للدين حتى اتخذت قتل النفوس ذريعة إلى نصر معتقداتها، كالخوارج الذين توجهوا لقتل علي ومعاوية وابن العاص ظانين أن في ذلك هدوا للناس، والمعتزلة المتظاهرين بثأر عثمان، والأزارقة الذين لم يُبقوا صغيرًا ولا كبيرًا مع إدامتهم التهليل والتكبير، بل كان بين تلك الفرق حروب في جزيرة دجلة والفرات وأذربيجان، لا سيما العراق العجمي. ولم يؤخّر غير تلك الفرق عن الانتقام منها إلا خشية سطوتها، فإنها طالما بارزت وهي مائة أو مائتان آلافًا ربما نُصِرَتْ عليهم؛ ولذا نفذت أوامرها بالقتل لدى نواب الأموية خشية منها. وبالجملة كانوا هم وغيرهم على غاية من الإفساد كما فعل الحجاج؛ فإنه ذبح مائة وعشرين ألف، نفس ومات وبحبوسه أكثر من خمسين ألفًا يكابدون الذل والهوان. هذا ما كان بالجهة المشرقية، وأما المغربية فلم يظهر بها شيء من ذلك، بل ازداد فيها التمسك بالدين الإسلامي.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|