أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-27
1101
التاريخ: 8-11-2014
2100
التاريخ: 2024-06-10
784
التاريخ: 21/9/2022
1710
|
عاقبة نور الحق ونار النفاق
قال تعالى : {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 17، 18].
إن الله جل وعلا يعد المؤمنين ويطمئنهم بأن يحفظ نوره ويحرسه لهم، ويهدد الكافرين ويتوعدهم بأن يطفئ نيران فتنهم ويتم نوره: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] ، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ } [التوبة: 32] ، {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64] ثم يقول للمنافق: ان بأي نور تسير؟ فمن المحال أن تكون نار النفاق بديلا عن النور الإلهي. فمثلكم كمثل الذي استوقد نارا صغيرة في ظلمات حالكة كي يتسنى له رؤية ما حوله وإبصار طريقه، ولكن بمجرد أن تضيء له النار ما حوله، يخطف الله منه ذلك النور، كي يغرق مرة أخرى في ظلام دامس فلا يكتشف الصراط المستقيم.
أما السر من وراء إعطاء الله الفرصة للمنافقين لأن يشعلوا هذا النور ثم يعمد إلى إطفائه، فيعود إلى أنه لو حرمهم فرصة إشعال النور منذ اللحظة الأولى، لتوقفوا عن المسير في بداية الطريق، ومن يتوقف في أول مسيرته فلن يتحير كثيراً، لكن إذا خطف منه النور وهو في منتصف الطريق، لغمرته حيرة شديدة (1).
لقد بينت هذه الحقيقة في الآيات القرآنية بصور شتى؛ كقوله تعالى بخصوص أهل الدنيا: إننا نضيق عليهم لعلهم يرجعون إلى رشدهم ويعودون عن غيهم. لكن إذا لم يتنبهوا، رفعنا عنهم الضيق، ومتعناهم بأصناف النعم، حتى إذا فتحت عليهم أبواب النعم كافة، أخذناهم بغتة: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } [الأنعام: 43، 44]. إذن، فإعطاء الله المنافقين والكفار فرصة ضئيلة ليبصروا موطئ أقدامهم، إنما هو لأجل أن يتقدموا خطوة، حتى إذا بلغوا منتصف الطريق، أخذهم فجأة، وتركهم في الظلمة كي يزداد تحيرهم ويتفاقم عذابهم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1. لعل هذه الملاحظة (السر في منح الفرصة لإشعال النار) ناظرة إلى حال بعض المنافقين، ممن حظوا بداية بصيص من نور الإيمان والفطرة التوحيدية، فكان لهم نصيب من الحركة الإيمانية، التي بدلوها فيما بعد بعتمة النفاق. فقصة مثل هذا الشخص شبيهة بالقصة التي وردت في الآية محل البحث من باب المثل.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|