المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18130 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدارات الأقمار الصناعية Satellites Orbits
2025-01-11
كفران النعم في الروايات الإسلامية
2025-01-11
التلسكوبات الفضائية
2025-01-11
مقارنة بين المراصد الفضائية والمراصد الأرضية
2025-01-11
بنات الملك شيشنق الثالث
2025-01-11
الشكر وكفران النعمة في القرآن
2025-01-11



عاقبة نور الحق ونار النفاق  
  
1325   01:49 صباحاً   التاريخ: 2023-09-23
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج2 ص388-389.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

عاقبة نور الحق ونار النفاق

قال تعالى : {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [البقرة: 17، 18].

إن الله جل وعلا يعد المؤمنين ويطمئنهم بأن يحفظ نوره ويحرسه لهم، ويهدد الكافرين ويتوعدهم بأن يطفئ نيران فتنهم ويتم نوره: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] ، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ } [التوبة: 32] ، {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} [المائدة: 64] ثم يقول للمنافق: ان بأي نور تسير؟ فمن المحال أن تكون نار النفاق بديلا عن النور الإلهي. فمثلكم كمثل الذي استوقد نارا صغيرة في ظلمات حالكة كي يتسنى له رؤية ما حوله وإبصار طريقه، ولكن بمجرد أن تضيء له النار ما حوله، يخطف الله منه ذلك النور، كي يغرق مرة أخرى في ظلام دامس فلا يكتشف الصراط المستقيم.

أما السر من وراء إعطاء الله الفرصة للمنافقين لأن يشعلوا هذا النور ثم يعمد إلى إطفائه، فيعود إلى أنه لو حرمهم فرصة إشعال النور منذ اللحظة الأولى، لتوقفوا عن المسير في بداية الطريق، ومن يتوقف في أول مسيرته فلن يتحير كثيراً، لكن إذا خطف منه النور وهو في منتصف الطريق، لغمرته حيرة شديدة (1).

لقد بينت هذه الحقيقة في الآيات القرآنية بصور شتى؛ كقوله تعالى بخصوص أهل الدنيا: إننا نضيق عليهم لعلهم يرجعون إلى رشدهم ويعودون عن غيهم. لكن إذا لم يتنبهوا، رفعنا عنهم الضيق، ومتعناهم بأصناف النعم، حتى إذا فتحت عليهم أبواب النعم كافة، أخذناهم بغتة: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } [الأنعام: 43، 44]. إذن، فإعطاء الله المنافقين والكفار فرصة ضئيلة ليبصروا موطئ أقدامهم، إنما هو لأجل أن يتقدموا خطوة، حتى إذا بلغوا منتصف الطريق، أخذهم فجأة، وتركهم في الظلمة كي يزداد تحيرهم ويتفاقم عذابهم.

ـــــــــــــــــــــــــــ

1. لعل هذه الملاحظة (السر في منح الفرصة لإشعال النار) ناظرة إلى حال بعض المنافقين، ممن حظوا بداية بصيص من نور الإيمان والفطرة التوحيدية، فكان لهم نصيب من الحركة الإيمانية، التي بدلوها فيما بعد بعتمة النفاق. فقصة مثل هذا الشخص شبيهة بالقصة التي وردت في  الآية  محل البحث من باب المثل.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .