أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-29
![]()
التاريخ: 2023-08-07
![]()
التاريخ: 2024-04-27
![]()
التاريخ: 2023-04-18
![]() |
خداع المنافقين لأنفسهم
قال تعالى : {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } [البقرة: 9].
إن خداع المنافقين لله وللمؤمنين هو خداع لأنفسهم؛ وتفسير ذلك هو أن عمل الإنسان - سواء كان خيراً أو شراً - هو حي ولايفنى، وإن كل موجود في النظام العلي والمعلولي للعالم هو مرتبط بمبدإ ما، وليس من مبدأ ومنشأ لعمل المر، سوى روح العامل نفسه إذن فعمل أي إنسان غير منفعل عنه إطلاقاً: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7]. وإن العامل يشاهد أصل عمله: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} [النجم: 40] ، وإن جزاءه هو عين ذاك العمل، وليس أثراً مترتباً عليه، كما هو الحال بالنسبة للتصرف العصبي في مال اليتيم فهو عين أكل النار: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10]:
بناء على ما مر، فإن ما يصل إلى الآخرين من الضرر الناجم من جرم الإنسان الطالح لا يتعدى حد الرائحة النتنة للكنيف الذي حفره المر، في بيته والتي تؤذي شامة عابر السبيل، وإن ما ينال الاخرين من خير صلاح الإنسان الصالح هو نظير الرائحة الطيبة للرياحين التي يزرعها الإنسان في بستانه فتعبق بها مشام المار بالطريق، وإلا فضرر الكنيف النتن وخير البستان المعطر هما بالأساس لصاحبيهما وليس للآخرين.
على هذا الأساس، فخداع المنافقين وحيلهم لا تحيق إلاً بهم، وإن الضرر الذي يلحق الآخرين من خداعهم لا يتعدى أثر الرائحة النتنة لكنيف البيت بالنسبة للمار بالطريق؛ فالمنافق بخداعه إنما يحفر في نفسه كنيفاً نتن الرائحة، فهو يقاسي عذابه وأذاه على الدوام، وليس من سبيل لمقارنة ما يعانيه هو من أذى كنيفه الداخلي بما يصل إلى مشام الآخرين منه. من هذا المنطلق فقد قال تعالى في الآية مورد البحث بلسان الحصر: {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} [البقرة: 9] ، وهذا هو عين خداع الله الجزائي لهم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]. إذن فالمنافق هو في الواقع يخدع نفسه، كما أن مكر الماكر لا يحيق إلاً به: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43]. وأن خيانة الخائنين لا تؤثر إلاً بأرواحهم الشريرة: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 107].
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|