تضمنت الشريعة الاسلامية حالات ينتهي بتوافرها اللجوء ، وتتمثل في الاتي:

1.الوفاة : وهو من الاسباب الطبيعية لانتهاء اللجوء.

2. زوال الاضطهاد : من ذلك رجوع كثير من المسلمين الذين هاجروا الى الحبشة عندما علموا بإسلام عمر بن الخطاب ، وحمــــزة بن عبد المطلب رضــي الله عنهما(1) .

3. الاستخفاف بالدين الاسلامي والمسلمين : ذلك في حال ما اذا بدر من اللاجئ ما يدل على استهزائه بالدين الاسلامي وتعاليمه او بالمسلمين وائمتهم ، فان اللجوء يصبح منتهيا لان المسلمين لم يعطوه اللجوء ليسخر منهم ويستهزئ بدينهم .

4.الخيانة : ويقصد بها خيانة دولة الملجأ التي قد منحته اللجوء ، وهي تشمل صورا عدة ، منها التواطئ مع العدو ، او الاشتراك في عمليات التهريب ، او التجسس لصالح العدو.

وذلك بدليل قوله تعالى : " وَإِمّا تَخَافَنّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىَ سَوَآءٍ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الخَائِنِينَ " (2).

وبذلك نرى ان الشريعة الاسلامية قد ارست قواعد ومبادئ حقوق الانسان في زمن كانت فيه البشرية غارقة في غياهب الجهل والضياع ، وجعلت لحياة الانسان على الارض قيمة بعد ان لم يكن شيئا مذكورا ، واسقطت كل اوجه التمايز والاستعلاء التي يدعيها بعض البشر لأنفسهم ، وكان تحرير الانسان من الخوف والبطش والاضطهاد من اسمى مقاصد الشريعة الاسلامية ، فقد اولت حق الانسان في الاحساس بالأمان ورفع الظلم والعسف عنه ، وتحرير ارادته عناية كبيرة ، ومن اهم ما قررته الشريعة الاسلامية في هذا الصدد ( حق الامان ) والذي يعطي لصاحبه ان يكون امنا على نفسه وماله وعرضه  .

______________

1- اسماعيل ابن عمر بن كثير القريشي الدمشقي ، البداية والنهاية ، الجزء الاول ، الطبعة الاولى ، هجر للطباعة والنشر والتوزيع والاعلان ، 1997م ، الجيزة ،  ص 114 .

2-  سورة الانفال الآية (58) .