أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-28
617
التاريخ: 2024-07-12
684
التاريخ: 2023-08-29
1567
التاريخ: 2024-01-07
760
|
أصلها
وفي السنة 717 اعتلت عرش الروم أسرة ظلَّ المؤرخون يعتبرونها إسورية حتى نهاية القرن التاسع عشر، ولكن في السنة 1896 كتب العالم الألماني شينك في مجلة الأبحاث البيزنطية مقالًا قيِّمًا في مؤسس هذه الأسرة لاوون الثالث، فجعله سوريًّا لا إسوريًّا (1)، ثم جاء بعده من أيَّده (2)، ومن عارضه (3)، والسبب في هذا الاختلاف في الرأي هو أن ثيوفانس المرجع الرئيس في سيرة لاوون قال عنه إنه من أبناء جرمانيكية «مرعش» ومن أصلٍ إسوريٍّ (4)، وأن أنسطاسيوس الذي نقل كتاب ثيوفانس إلى اللاتينية في منتصف القرن التاسع قال في ترجمته: إن لاوون كان من أبناء جرمانيكية وإنه كان سوري المولد (5)، والواقع أن إسطفانوس الأصغر يؤيد القول بالأصل السوري ويوافقُهُ على ذلك المؤرخ العربي المجهول صاحب كتاب العيون والحدائق الذي صنف فيما يظهر في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، فهذا المؤرخُ المجهولُ يجعل لاوون سوريًّا يجيد العربية كاليونانية.
وشجرة النسب الواردة في الصفحة السابقة تشمل الأسرتين الإسورية والعمورية، ويتضح منها أن لاوون الثالث، المؤسس المنظم المصلح كما سيمرُّ بنا، تُوُفي في السنة 741 وأن ابنه قسطنطين الخامس الذي تزوج من ابنة خاقان الخزر جلس بعده على العرش، فساس البلاد أربعًا وثلاثين سنة أثبت في أثنائها أنه خيرُ خَلَف لوالده المؤسس. وجاء بعده ابنه لاوون الرابع «الخزري» نسبةً إلى والدته، وتزوج من آثينيَّة اسمها إيرينة، ولكن كان مريضًا بداء السل فمات صغيرًا بعد أن حكم مدة وجيزة (775–780)، وكان ابنه وخلفه قسطنطين السادس لا يزال في العاشرة فأصبحت إيرينة الوصية الوحيدة على العرش واقترن اسمها باسم ابنها القاصر في جميع شئون الدولة. وكانت إيرينة هذه ذكية محبوبة من الجماهير، إلا أنها كانت شديدةَ الطموح، فما إن تولَّت منصب الوصاية حتى أفعمها جاه المنصب استبدادًا وطمعًا يشوبُهُ الغرور، ومع ذلك نالتْ عطف الجماهير وتأييد رجال الدين؛ لأنها أوقفت حرب الأيقونات، وقد ملأت جميع المناصب الهامة برجال من بطانتها، وطالت مدة حكمها عشر سنوات وهي مستأثرة بالسلطة لا يشاركها فيها أحد، واستولى عليها الغرورُ وعظمت ثِقَتُهَا بنفسها فبقيتْ على استئثارها بالسلطة حتى بعد أن بلغ سن الرشد، فثار عليها لما بلغ الثانية والعشرين من عمره وتسلم أَزِمَّة الأحكام بالقوة، فبقيت إيرينة أمًّا شاذةً لا ترضى عن استئثار ابنها بالسلطة وظلَّت تحلم باستعادة نفوذها، حتى كانت السنة 797 فتمكن المتآمرون الذين كانوا يعملون لحسابها من القبض على ابنها قسطنطين السادس فسملوا عينيه وحبسوه في أحد الأديرة، وبذلك انتهى حكم هذه الأسرة الإسورية أو السورية، أما قسطنطين فإنه عاش سنوات عدة راهبًا أعمى، وراقب عن بعد خمسة أباطرة تعاقبوا على العرش من بعده، وأول هؤلاء أمه إيرينة التي جلست على العرش خمس سنوات متتالية، والظريف الطريف عنها أنها كانت تلقب فسيلفسًا لا فسيلسَّة؛ (6) لأن الروم في عهدها كانوا يرون أَنَّ حق الاشتراع من خصائص الرجال لا النساء، ولم تسقط إيرينة قبل السنة 802 عندما سيطر وزير ماليتها الكبير نقفور على بعض الخصيان ورجال البلاط، فقبض عليها بهدوء وحبسها في أحد الأديرة، ولم يحرك أحدٌ ساكنًا من أجلها، واعتلى نقفور العرش بهدوء (7).
.....................................
1- Schenk, K., Kaiser Leones, III, Byz. Zeit. V, 296ff
2- Iorga, N., Origines des l’Iconoclasme, Bulletin Acad. Roumaine, XI, (1924) , 147
3- Kulakovsky, J. A., Hist., of Byzantium, III, 319
4- Theophanes, Chronographia, ed. Boor. 391
5- Chronographia Tripertita, ed. Boor. 251
6- Lingenthal, K. E. Z., Jus Graeco-Romanum, III, 55; Zepos, P., Jus Graeco-Romanum I, 45
7- أومان، الإمبراطورية البيزنطية، تعريب الدكتور مصطفى طه بدر، ص 155 ــ 156.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|