إن مصدر المركبات العضوية في الترسبات القاعية، هو العوالق الحيوانيــة وبراز الأحياء المائية وجثثها، بالإضافة إلى المبيدات الزراعية وفائض الأسمدة المحملة بالتربة. بذلك يكون هناك تنوع كبير بأنواع المواد العضوية الموجودة في الأوساط المائية والراسبة. حيث تؤثر هذه المركبات الموجودة في الجسم المائي على تفاعلات المواد المعلقة المائية والترسبات القاعية، وتساهم المعلقات والغرويات أثناء ترسبها بامتزاز ونقل هذه المواد العضوية من ضمن الأوساط المائية إلى الترسبات القاعية. تلعب عملية الامتزاز هذه دوراً هاماً في حركة المواد العضوية، وإزالة نسبية لتأثيرها الملوث. بالإضافة لذلك، ومقارنة بالمواد العضوية الموجودة بالمياه النقية، قــد تعــــاني المواد العضوية الممتزة من عمليات تحطم وتفكك حيوي بنسب متفاوتة وبطرق مختلفة. حيث يساعد وجودها بشكل ممتز مع المعلقات المائية على سر. رعة تحطمها، لأن هذه المعلقات غالباً ما تحوي زمر أوكسيدية أو هيدروكسيلية ماصة للضوء والتي تلعب دوراً محفزاً في التفاعل، بالإضافة إلى إمكانية امتزاز بعض البكتيريا المحطمة. تساهم عمليات التحطم بتنوع المركبات العضوية الموجودة في الأوساط المائية وفي الترسبات القاعية ووجود نتائج تحطم وسطية ونهائية.

أهم المركبات الرابطة للمواد العضوية في الترسبات القاعية، هي الدبال والغضار أو معقدات الدبال والغضار معاً، حيث تلعب هذه المواد دور مبادل شاردي موجب. أهم

مركبات الغضار   KAl₂ (OH)₂ (AlSi₃) O₁₀ , Al₂(OH)₄ Si₂O₅ ,Fe₂ (OH)₂ Si₄ O₁₀ , Al2(OH)₂ Si₄ O₁₀  , باعتبار أن الترسبات القاعية مركبات ضعيفة التبادل الشاردي السالب، فإن ارتباط المواد العضوية المتشردة سلبياً يكون ضعيفاً نسبياً ووجودها يكون بشكل حر ومتجول في الأوساط المائية، ومعرضة للتفكك الحيوي. أما امتزاز المواد العضوية غير المشحونة، مثل المواد البترولية، فلا يمكن تفسيره وفق قوى فاندرفالس Van der Waals للتجاذب الساكن أو روابط هيدروجينية أو تشكيل معقدات. يرتبط انحلال المركبات العضوية في الماء بشكل عام عكسياً مع درجة امتزازها على الأجسام الصلبة. فالمركبات قليلة الانحلال بالماء، يمكن أن تمتز بشكل قوي على السطوح المحبة للدهون (الليبوفيلية) Lipophilic مثل معقدات الدبال. أما المركبات ذات ضغط البخار المرتفع، يمكن أن تتطاير، حيث تلعب العمليات الضوئية دوراً كبيراً بتحطيمها.

تحدث بعض عمليات الارتباط باتجاه واحد، أي من الصعب إعادة تفككهـا وإزالتها، حيث تحفز عملية الارتباط بعض الانزيمات الموجودة في المركبات المائية، والتي تساهم ببعض الأحيان بتحفيز عمليات بلمرة المركبات العطرية. من المركبات التي تم دراستها ومتابعتها بشكل جيد في الأوساط البيئية، هي مبيد الأعشاب Herbicide، ومنها (dichlorophenoxyacetic acid-2)، حيث تم دراسة امتزازه وارتباطه مع الحلقات العطرية على سطح مركبات الدبال :

من الملاحظ أن عمليات امتزاز وارتباط بعض المركبات العضوية في الأوساط المائية، تعد من العمليات الهامة للإزالة النسبية لبعض المواد السامة.