أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-01
1200
التاريخ: 2023-11-11
1056
التاريخ: 2023-11-02
1054
التاريخ: 2023-10-06
878
|
وخلا الجوُّ لأليكسيوس في إيطالية الجنوبية؛ إذ أصبحت هذه المناطقُ وليس فيها سيدٌ كبيرٌ يدبرُ شئونها، واشتد النزاع بين هنريكوس الخامس والبابا باسكال الثاني (1099–1118) وطلب حبر رومة معونة الفسيلفس، فأرسل أليكسيوس وفدًا مفاوضًا إلى رومة في صيف السنة 1112، وكانت محادثاتٌ ووعودٌ حول اتحاد الكنيستين وتوحيد التاج الإمبراطوري بين الشرق والغرب، ولكنها لم تُثمرْ؛ فالإكليروس الشرقي أَظْهَرَ استعدادًا تامًّا للعودة إلى ما كانت عليه الحالُ قبل الانشقاق؛ أي إلى التَّمَشِّي بموجب قرارات المجامع المسكونية، ولكن حبر رومة لم يَرْضَ بالتقدُّم بالكرامة فقط بل طالب بالسلطة (1). وكانت الفوضى قد عَمَّتْ جميعَ دوائر الدولة، فعمل أليكسيوس الأول على إعادة النظام وتوطيد الأمن وتوزيع العدل، ورأى أن شيئًا من هذا لن يكون إلا إذا استعاد هو السلطةَ كل السلطة إلى يَدَيْهِ، ولم يرضَ بمجرد تسيير دفة الحكم، بل رغب في السيطرة؛ كي يصبح سيدَ الموقف فيُعيد الهيبة والوقار اللازمين للحكم. وبدأ بالجيش، ولمس نقصًا مخيفًا في عدد الخيالة ونوعهم، فأدخل تعديلًا على نظام الإقطاع العسكريِّ وأنشأ البرونية، فأقطع الرجال عددًا من القُرى وسمح لهم بجباية الضرائب فيها شرط أن يقدموا للجيش عددًا معينًا من الفرسان بخيولهم وأسلحتهم، وكان النظامُ القديمُ يقضي بإقطاع الجنود أرضًا معينة يستغلونها للقيام بالخدمة العسكرية في زمن الحرب، وأضاف إلى هؤلاء الخَيَّالة الجدد عددًا من الفرسان المرتزقة، وجاء هؤلاء من شُعُوب أوروبة ولا سيما السكسون (2)، فاستعاض بذلك عن النقص الذي حلَّ بفِرَق الخَيَّالَة مِنْ جراء تَقَلُّص الدولة في آسية الصغرى، ثم التفت الفسيلفس إلى الأُسطول فرأى أن معونة البندقية لم تكن كافية وأنه لا يجوز الاعتمادُ عليها وحدها، فعاد إلى إنشاءِ أُسطول روميٍّ جديدٍ، ثم رأى أَنْ يعهد بقيادةِ قُوَّاتِهِ البرية والبحرية إلى أنسبائه الأقرباء؛ ليضمن بذلك ولاءَ القادة للعرش. وكانت طبقةُ الأشراف قد خسرت شطرًا كبيرًا من نفوذها واحترامها في القرن الحادي عشر، وكان عددُ أعضائها قد قلَّ، فأنشأ أليكسيوس طبقةً جديدةً بألقابٍ أَفْخَمَ وأعظم، كانت مخصصة من قبل لأفراد الأسرة المالكة، فمنح هذه الألقاب لعدد كبير من أنسبائه وأقربائه، فأحاط نفسه بطبقةٍ جديدةٍ من الأشراف موالية له، وقلَّ اكتراثُ الفسيلفس بمن بقي من أعضاء مجلس الشيوخ وأنشأ مجلسًا خاصًّا من الأشراف ذوي النسب العالي ومن كِبَار الموظفين المدنيين والعسكريين، وامتعض بعضُ الشيوخ وبعض القادة وبعض أفراد الطبقة الأرستوقراطية القديمة، وكثر التآمر فصادر الفسيلفس أموال المتآمرين المنقولة وغير المنقولة وزاد هؤلاء ضعفًا على ضعف. وكان دَخْلُ الخزينة قد نقص نقصًا فاضحًا لأسباب أهمها: كثرة الحروب الداخلية والخارجية، وتَقَلُّص مساحة الدولة، وقلة النتاج في الأرياف، فأمر أليكسيوس بمسح جديد وضمَّ إلى أملاك الدولة جميع الأراضي التي احتلها الكبار دون حقٍّ شرعيٍّ (3)، ثم لجأ إلى تزييف النقد فَسَكَّ نُقُودًا لا تحمل القيمة نفسها من معدنها التي كانت تحملها قطع العملة السابقة، وفرض الضرائب على أساس العملة الجديدة ولكنه جباها بقيمة العملة الصحيحة، فأحدث عملُهُ هذا اضطرابًا في الأسواق وهياجًا في النفوس مما حمله على إعادةِ النظر في الضرائب بين السنة 1106 والسنة 1109 وطُرُق جبايتها، وعدل أليكسيوس في فرض الضرائب وجبايتها فقلَّ الإعفاء وتساوى القوم (4)، وكثر دخل الخزينة فأورث الفسيلفس ابنه جيشًا منظمًا مدربًا ومالًا وافرًا (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- Patrologia Latina, 127 (Chrysolaras), 911ff; Chalandon, F., Alexis Comnène, 263; Bré-hier, L., Byzance, 318
2- Vasiliev, A. A., Anglo-Saxon Immigration to Byzantium, (Annales Kondakov) , 1937, 58
3- Rouillare, G., Un Ouvrage Recent sur l’Etat Byzantun, Rev. de Philologie, 1942
4- Chalandon, F., Alexis Comnène, 302
5- Diehl, C., Europe Orientale, 31–33
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|