أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-15
1156
التاريخ: 2023-12-24
1200
التاريخ: 2024-07-27
623
التاريخ: 2024-08-01
689
|
وفشل الصليبيون في حملتهم الثانية، وقتل ريمون أمير أنطاكية في الحرب ضد المسلمين في السنة 1149 فشمل الفسيلفس أرملته قسطنسة بعطفه وحمايته، وعلى الرغم من عدم انصياعها له في أمر زواجها وإقدامها على التزوُّج من رينو دي شاتيون؛ فإنه ظل يعتبر نفسه سيد أنطاكية وتوابعها، وفي السنة 1150 اندثرت قومسية الرها، فشمل الفسيلفس أميرتها بعطفه وعرض عليها ابتياع حقوقها فيها(1)، وفي السنة 1152 ثار طوروس بن لاوون الأرمني على عمانوئيل، واعتصم بتلال قيليقية، واستولى على طرسوس وغيرها، فاستعان عمانوئيل برينو أمير أنطاكية ووعده بمكافأة مالية جزيلة، فجرد رينو حملةً على طوروس وكاد يضايقه، ولكنه شعر أن مكافأة الروم قد تكون غير كافية فانضم إلى طوروس وتعاون معه في إغارة كبيرة على قبرص (1156)(2)، فاستشاط الفسيلفس غيظًا، وجاءت معاهدة السنة 1158 تنهي الحرب في إيطالية فنهض عمانوئيل بنفسه إلى قيليقية فأخضع طوروس ثم أنفذ رجاله إلى أنطاكية، فخشي رينو عاقبة خيانته والتجأ إلى سيده بودوان الثالث ملك القدس طالبًا توسُّطه في الأمر، ولكن بودوان كان قد ساءه تصرف رينو وكان قد صاهر الفسيلفس فلم يجب سؤله، فحار رينو في أمره، ولما لم يجد من يعينه أمَّ مصيصة مقر عمانوئيل في قيليقية أعزل، عاري القدمين، حاسر الرأس، ممسكًا بسيفه من طرف نصلته، وارتمى عند موطئ قدمي الفسيلفس، وما فتئ كذلك حتى أمره عمانوئيل بالنهوض، فنهض واعترف بسيادة الفسيلفس، ثم رضي بتسليم قلعة أنطاكية وبعودة البطريرك الأرثوذكسي إلى مقره فيها (3) ، ووفد على الفسيلفس في أنطاكية ملك القدس بودوان الثالث فاعترف بسيادة عمانوئيل أيضًا ووعد بتقديم المساعدة العسكرية التي يتطلبها سيده منه(4)، وقام الفسيلفس إلى أنطاكية فدخلها ممتطيًا حصانه يواكبه رينو وغيره من أمراء الصليبيين مشيًا على الأقدام، ثم دخلها بعده ملك القدس ممتطيًا جواده ولكن دون أَيَّةِ شارة من شارات الملك والسيادة، وفي أثناء إقامته في أنطاكية فاوض عمانوئيل نور الدين أمير حلب في أمر الأسرى الإفرنج فأخلى سبيل ستة آلاف منهم، وتعهد نور الدين بتأمين سير الحجاج داخل منطقته(5)، وعاد عمانوئيل في السنة 1159 مكللًا بالظفر والمجد. وظلت علاقاتُ الروم مع الصليبيين حسنة طيبة حتى نهاية عهد عمانوئيل، وظل هو محافظًا على احترامه لأمراء الفرنجة مكبرًا فيهم مُثُلَهم العليا في الفروسية طوال أيامه. وبعد وفاة زوجته الأولى برتة الألمانية اتجه نحو قصور هؤلاء الأمراء يفتش عن فسيلسة جديدة، وكاد يجدها في طرابلس في شخص شقيقة أميرها الصليبي، ثم آثر الاقتران بمريم ابنة قسطنسة وريثة أنطاكية فتزوج منها في السنة 1161،(6) وفي السنة 1164 وقع بوهيموند الثالث في يد المسلمين أسيرًا فتدخل عمانوئيل وأطلق سراحه، فقام هذا الأميرُ الصليبي إلى القسطنطينية يشكر للفسيلفس صنيعَه وتزوج من أميرة رومية، وفي السنة 1162 تُوُفي بردوان الثالث ملك القدس فتسنم العرشَ بعده أخوه أموري، فتزوج هذا أيضًا من أميرةٍ رومية واعترف بسيادة عمانوئيل، وأنفق الفسيلفس على كنائس الأماكن المقدسة وآثارها واعترف الملك أَموري بذلك وأقام النقوش؛ تخليدًا لاهتمام سيده، ولا تزال هُنالك كتابةٌ باليونانية تحفظ ذكر عمانوئيل في كنيسة بيت لحم حتى يومنا هذا، وقد جاء في مطلعها ما يدل على سيادة الفسيلفس، فإن هذا النقش التاريخي يبدأ بالعبارة: «في عهد عمانوئيل، ولما كان أموري ملك أورشيلم.»(7) وتعاون الاثنان في حملة على دمياط في السنتين 1167 1169 ولكن دون جَدْوَى، ثم تحالفا لهذه الغاية(8)، ولكن وجه صلاح الدين كان بدأ يتألق في سماء مصر؛ إذ أصبح وزير الخليفة الفاطمي في السنة 1169، ثم خلفه على العرش في السنة 1171، ولما تُوُفي نور الدين في السنة 1174 جمع صلاح الدين في شخصه إمارة الموصل ومصر، وعلى الرغم من وُصُول أسطولٍ روميٍّ إلى مياه عكة في السنة 1177 فإن موقعة عسقلان كانت آخر نصر أحرزه الصليبيون على صلاح الدين(9).
......................................
1- Schlumberger, G., Renaud de Chatillon, Prince d’Antioche.
2- Chalandon, F., Les Comnènes, II, 435–439.
3- Dolger, F., Regesten, 1430-1431.
4- Dolger, F., Regesten, 1428-1429.
5- Dolger, F., Regesten, 1432.
6- Chalandon, F., Op. Cit., II, 517–524; Grousset, R., Croisades, II, 428–433.
7- Corpus Inscript. Graecarum, 8736; Vincent ET Abel, Bethlehem, 156–161.
8- Dolger, F., Regesten, 1481; Bréhier, L., Byzance, 338–340.
9- Grousset, R., Croisades, II, 636ff.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|