أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
2764
التاريخ: 11-10-2014
1726
التاريخ: 11-10-2014
2148
التاريخ: 11-10-2014
3178
|
قال تعالى : { وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَينَمَا يُوَجّههُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيم }[ النحل : 76].
تفسيرُ الآية
كان التمثيل السابق يبيّن موقف الآلهة الكاذبة بالنسبة إلى العبادة والخضوع وموقفه تبارك وتعالى حيالها ، ولكنّ هذا التمثيل جاء لبيان موقف عبدة الأصنام والمشركين وموقف المؤمنين والصادقين ، فيُشبّه الأول بالعبد الأبكم الذي لا يقدر على شيء ، ويشبّه الآخر بإنسان حرّ يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم .
نفترض عبداً رِقّاً له هذه الصفات :
أ : أبكم لا ينطق وبالطبع لا يسمع لِما في الملازمة بين البُكم وعدم السماع ، بل الأول نتيجة الثاني ، فإذا عطل جهاز السمع يسري العطل إلى اللسان أيضاً ؛ لأنّه إذا فقدَ السمع فليس بمقدوره أن يتعلّم اللغة .
ب : عاجز لا يقدر على شيء ، ولو قلنا بإطلاق هذا القيد فهو أيضاً لا يُبصر ، إذ لو أبصرَ لا يصحّ في حقّه أنّه لا يقدر على شيء .
ج : { كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ } : أي ثقل ووبال على وليّه الذي يتولّى أمره .
د : { أَينَمَا يُوَجّههُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ } ؛ لعدم استطاعته أن يجلب الخير ، فلا ينفع مولاه ، فلو أُرسل إلى أمرٍ لا يرجع بخير .
فهذا الرقّ الفاقد لكلّ كمال لا يُرجى نفعه ولا يَرجع بخير .
وهناك إنسان حرٌّ له الوصفان التاليان :
أ : يأمر بالعدل .
ب : وهو على صراط مستقيم .
أمّا الأول : فهو حاكٍ عن كونه ذا لسان ناطق ، وإرادة قوية ، وشهامة عالية يريد إصلاح المجتمع ، فمثل هذا يكون جامعاً لصفات عُليا ، فليس هو أبكمَاً ولا جباناً ولا ضعيفاً ولا غير مدرك لِما يُصلح الأمّة والمجتمع ، فلو كان يأمر بالعدل فهو لعلمه به ، فيكون معتدلاً في حياته وعبادته ومعاشرته التي هي رمز الحياة .
وأمّا الثاني : أي كونه على صراط مستقيم ، أي يتمتّع بسيرة صالحة ودين قويم .
فهذا المَثل يبيّن موقف المؤمن والكافر من الهداية الإلهية ، وقد أشارَ سبحانه إلى مغزى هذا التمثيل في آية أُخرى ، وقال : { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ }[ يونس : 35] .
هذا التفسير مبني على أنّ التمثيل بصدد بيان موقف الكافر والمؤمن ، غير أنّ هناك احتمالاً آخر وهو : أنّ التمثيل تأكيد للتمثيل السابق ، وهو تبيين موقف الآلهة الكاذبة والإله الحقّ .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|