إن نظرنا إلى رأيه وتدبيره وجدناه أصوب الناس رأيا وأحسنهم تدبيرا فهو الذي أشار على عمر بوضع التاريخ للهجرة وبترك حلي الكعبة لما أراد أخذه وأشار لما اجتمعت الفرس على غزو بلاد الاسلام أن لا يذهب بنفسه لأن الأعاجم إذا رأوه قالوا هذا رجل العرب فان قطعتموه فقد قطعتم العرب وكان أشد لكلبهم وأن لا يشخص أهل الشام ولا أهل اليمن خوفا على ذراريهم من الروم والحبشة ولا أهل الحرمين لئلا تنتفض عليه وقال أن القتال ليس بالكثرة بل بالبصيرة وأن يبعث إلى أهل البصرة فلتقم فرقة منهم على ذراريهم أخرى على أهل عهدهم لئلا ينقضوا ولتسر فرقة منهم إلى اخوانهم مددا لهم فقبل ذلك عمر وكان هو الرأي وهو الذي أشار على عثمان بأمور كان صلاحه فيها لو قبلها .