أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-2-2017
2658
التاريخ: 2023-08-28
1004
التاريخ: 2-2-2017
5245
التاريخ: 5-2-2017
1857
|
ولي بعد أبيه عمرو، وهو أشجع ملوك كندة، كان معاصرًا لقباذ ملك الفرس وكان ملكًا كثير المطامع، في أيامه فتح الأحباش اليمن، وأذهبوا دولة التبابعة، فضعف شأن ملوك كندة؛ لأنهم إنما كانوا يستمدون نفوذهم من اليمن، فوجه الحارث التفاته إلى المناذرة، وما زال يحسدهم على تقربهم من الأكاسرة، ويترقب الفرص لضم الحيرة إلى دولته حتى حانت عندما تغير قباذ ملك الفرس على المنذر الثالث وطرده من الحيرة بسبب رفضه اعتناق المزدكية، فاعتنقها الحارث وظفر من قباذ بتوليته الحيرة بدلًا من المنذر كما بينا ذلك آنفًا؛ ولقد رحبت قبائل معد وغيرها بملكه على الحيرة وتقربوا إليه بالطاعة، وطلبوا إليه أن يُولي عليهم من أبنائه من يحكمهم ليبطل ما قام بينهم من القتل، ففرق أولاده فيهم على النحو الآتي:
(1) حجر بن الحارث على أسد وغطفان.
(2) شرحبيل بن الحارث على بكر بن وائل بأسرها.
(3) معد يكرب بن الحارث على قيس عيلان بأسرها.
(4) سلمة بن الحارث على تغلب والنمر بن قاسط.
على أن مقام الحارث في الحيرة لم يطل، فما هو إلا أن مات قباذ سنة 531م وآل الملك إلى أنو شروان حتى أعاد المنذر الثالث وطرد الحارث، ففر بماله وأولاده فتبعتهم خيل المنذر، ولحقتهم بأرض كلب؛ فهرب الحارث تاركًا ماله وإبله فانتهبها المنذر، وأسر ثمانية وأربعين من بني آكل المرار من بينهم عمرو ومالك ابنا الحارث، فأمر المنذر بهم فقتلوا في ديار بني مرين، وفيهم يقول امرؤ القيس الشاعر الكندي:
ملوك من بني حجر بن عمرو يساقون العشية يقتلونا
فلو في يوم معركة أصيبوا ولكن في ديار بني مرينا
ولم تغسل جماجمهم بغسل ولكن في الدماء مرملينا
تظل الطير عاكفة عليهم وتنتزع الحواجب والجفونا
أما الحارث فظل في بني كلب حتى قُتل، وقيل: مات عقب تتبعه ظبيًا مدة ثلاثة أيام.
أما أبناؤه قد ظلوا على ما خلفهم أبوهم عليه، ولكن المنذر الثالث أخذ يسعى بينهم بالوقيعة انتقامًا لنفسه منهم ومن أبيهم حتى تحاربوا، فقُتل شرحبيل ملك بكر في معركة تُعرف عند العرب بيوم الكلاب «وهو ماء بين البصرة والكوفة» قتله رجال أخيه سلمة الحاكم على تغلب، وبلغ أخاه معد يكرب قتله فجزع، وكذلك أدرك سلمة في الآخر نوايا المنذر السيئة، فخرج من تغلب، والتجأ إلى بكر بن وائل فأذعنت له، وقالوا: لا يملكنا غيرك، فبعث إليهم المنذر الثالث يدعوهم إلى طاعته فأبوا، فسار إليهم وكانت بينه وبينهم المعركة المعروفة عند العرب بيوم أوارة الأول الذي انتصر فيه المنذر عليهم، وأسال دمهم على جبل أوارة، وأحرق النساء. وكان طبيعيًّا بعد قتل الأخوين سلمة وشرحبيل أن يضعف أثر ملوك كندة ويتضعضع نفوذهم، وأول ما ظهر ذلك كان في خروج بني أسد على حجر بن الحارث ونبذهم طاعته ورفضهم دفع الإتاوة إليه، فحاربهم عليها وأخضعهم، وأباح أموالهم، وحبس أشرافهم، وكانت النتيجة أنهم حقدوا عليه، واغتنموا فرصة فقتلوه.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|