مثال ( 1 ) { وَلَا تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً }[الاسراء : 32]. 
مثال ( 2 ) { وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }[الاسراء : 34].
مثال ( 3 ) ‏{ لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً }[آل عمران : 130].
مثال ( 4 ) { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ }[الاسراء : 33]‏.
ومثل هذا كثير في كتاب الله تعالى.
لا بد أن نفرق بين التفسير والتأويل، فإن التفسير هو بيان دلالة النص ( المعنى )وقد مرت بنا بعض قواعد التفسير كالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ والاشباه والنظائر، بينما التأويل هو ( تشخيص مصاديق النص ) وله قواعد تخصه مثل قاعدة الايمان والكفر، قاعدة الخير والشر، قاعدة الجنة والنار، وسنتناول كل قاعدة وندرس عنوانها ومنطوقها وأمثلتها.
1 ـ قاعدة الايمان والكفر
وهي من قواعد التأويل ، ان آيات الايمان والكفر كثيرة في القرآن ومعنى الكفر والايمان واضح ، ولكن مصاديقه الخارجية غير مشخصة وهذا يضر بالتولي والتبري بحيث لا تعرف من توالي ومن تعادي ، فقاعدة الايمان والكفر الواردة عن أهل البيت
(صل الله عليه واله وسلم) تعطي كلية واضحة بحيث أينما تستقرأ لفظة الايمان او الكفر تشخص مصاديقها. 
منطوق القاعدة : 
حدثنا جعفر بن علي بن نجيح قال : حدثنا الحسن (عليه السلام) يعني ابن الحسين (عليه السلام) عن إسماعيل بن زياد السلمي : عن جعفر عن أبيه (عليه السلام) قال : ما نزل في القرآن ( يا أيها الذين آمنوا ) إلا وعلي أميرها وشريفها.
حدثنا القاسم بن جمال قال : حدثنا يحيى يعني ابن الحسن قال : حدثنا محمد بن عمرو عيسى بن راشد عن علي بن بذيمة عن عكرمة : عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ما نزلت ( يا أيها الذين آمنوا ) البقرة : 153 إلا كان علي بن أبي طالب رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب النبي (صل الله عليه واله وسلم) فما ذكر علي إلا بخير.
مثال ( 1 ) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام)‏ فِي قَوْلِهِ‏ { حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ‏ } [الحجرات : 7] يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏
{وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ‏ } [الحجرات : 7]، فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ. فالايمان علي واولاده، والكفر ومشتقاته هم اعداء الايمان .
مثال (  2 ) بصائر الدرجات : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏{ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‏} [المائدة : 5]. قَالَ تَفْسِيرُهَا فِي بَطْنِ الْقُرْآنِ يَعْنِي مَنْ يَكْفُرْ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ وَعَلِيٌّ هُوَ الْإِيمَانُ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى‏ { وَكانَ الْكافِرُ عَلى‏ رَبِّهِ ظَهِيراً }[الفرقان : 55] قَالَ تَفْسِيرُهَا عَلَى‏ بَطْنِ الْقُرْآنِ يَعْنِي عَلِيٌّ هُوَ رَبُّهُ فِي الْوَلَايَةِ وَالطَّاعَةِ وَالرَّبُّ هُوَ الْخَالِقُ الَّذِي لَا يُوصَفُ.
2 ـ قاعدة الخير والشر
ان في القرآن شجرتان الاولى طيبة والثانية خبيثة ، ولكل منهما تفرعات واغصان واوراق وثمار ، بل لكل شجرة رجال واصحاب فأما الشجرة الطيبة هي شجرة الانبياء والاوصياء وأتباعهم ، وبالتقابل معها فان الشجرة الخبيثة هي اعداء الانبياء والاوصياء .
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء } [إبراهيم : 24] ومثال الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة ، كما قال تعالى { وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }[ إبراهيم : 26].
منطوق القاعدة: 
تفسير العياشي : عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر يا محمد إذا سمعت الله ذكر أحدا من هذه الأمة بخير فنحن هم وإذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا (35). قال الإمام علي الهادي (عليه السلام) : { إِنْ ذُكِرَ الْخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأَصْلَهُ وَ فَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْوَاهُ وَمُنْتَهَاه‏ } .
مثال ( 1 )  تفسير العياشي : عن مسعدة بن صدقة عن أبي جعفر (عليه السلام) عن أبيه عن جده قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام)‏ سموهم بأحسن أمثال القرآن يعني عترة النبي (عليهم السلام)، { هذا عَذْبٌ فُراتٌ ‏} فاشربوا، { وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ‏ } [الفرقان : 53] فاجتنبوا .
مثال ( 2 ) ومن ابرزها حديث جنود العقل وجنود الجهل : قال الإمام الصادق (عليه السلام) : فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِينَ الْجُنْدَ الْخَيْرُ وهُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ وَجَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ وَالْإِيمَانُ وَ ضِدَّهُ الْكُفْرَ...الخ . وفي هذا الحديث خارطة القرآن للخير والشر فلا بد من تتبعها.