أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-4-2017
4193
التاريخ: 20-4-2022
2277
التاريخ: 24-4-2017
4136
التاريخ: 26-7-2016
18586
|
إن أهم ما يجب الإلتفات إليه في هذا البحث هو أن الضمير الأخلاقي هو غير العقل، وثمة فروقات بين الإثنين. فالعقل يحتاج إلى تنظيم مقدمات وإجراء تحليلات دقيقة كي يتمكن من أن يستنتج من مجموعها حكمه أو موقفه إزاء أمر ما ، أما الضمير الأخلاقي فهو قادر على التمييز بين الخير والشر وإعلان موقفه حيال أمر معين دونما حاجة إلى مقدمات أو تحليلات. كما أن العقل قد يخطئ أحياناً في تنظيم المقدمات والاستنتاجات ويتخذ موقفاً تجاه أمر معين يتناقض والواقع ، بينما الضمير الأخلاقي تأتي مواقفه دائماً متطابقة مع الواقع. والعقل يخوض في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والأخلاقية والاجتماعية والتربوية ، بينما يقتصر حكم الضمير الأخلاقي على المحاسن والمساوئ الأخلاقية. وبخلاصة نقول إن الضمير الأخلاقي والعقل يشكلان قوتين مستقلتين عن بعضهما البعض ، ولكل منهما دوره في توجيه وهداية الإنسان.
«يقول «جان ديوئي»: إعتبر رجال وعلماء الأخلاق القدامى الضمير بأنه وحدة مستقلة ، وقد جاءت كافة المدارس الأخلاقية فيما بعد لتشاركهم هذا الرأي ، حيث قالت باستقلالية الضمير ، وأكدت ان الضمير ما هو إلا نور ذاتي يشع على الحقائق ليجسدها كما هي أمام مرأى الإنسان» .
«ثمة اختلافات في وجهات نظر أنصار هذه العقيدة إزاء أهداف نشاط الضمير. فمنهم من يعتقد أن جل اهتمامات الضمير ينصب على تحديد المبادئ الكلية للأخلاق، ومنهم من يعتقد أن الضمير يتحكم بالإجراءات الآنية، واعتبرت مجموعة أخرى أن مسؤولية الضمير تنحصر في تحديد قيمة الأهداف الإنسانية، بينما اعتبرت مجموعة ثانية أن دائرة نشاط الضمير هي الاحساس بالمسؤولية ، وأخيراً جاءت مجموعة اخرى لتؤكد أن العلم بالحقائق الأخلاقية مصدره إلهام الضمير. ولكن يوجد قاسم مشترك واحد يجمع بين أنصار كل هذه المدارس وهو التأكيد على وجود قوة غير طبيعية ومنفصلة لعلم الأخلاق ، فليس لنشاط الإنسان أي معنى أخلاقي ما لم يكن خاضعاً لإشراف ومراقبة هذه القوة الطبيعية المنفصلة التي اسمها الضمير»(1).
_____________________________
(1) الأخلاق والشخصية، ص177.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|