أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-17
1516
التاريخ: 12-12-2017
2206
التاريخ: 2023-10-11
1185
التاريخ: 28-7-2017
4629
|
ان المؤمن الواقعي لن ينحني مطلقاً أمام أصعب اللحظات وأشد الظروف وتحت مختلف الضغوط وجبال المصائب، بل وانه يمشي بكل ثقة واطمئنان قدماً نحو استقبال الحوادث وحرب المشاكل ويحارب الهزيمة والفشل وينتصر في النهاية.
ويعتبر نفسه مرتبطاً برب قادر حكيم، عليم، رحيم يعينه ويؤمنه ويرى أن هذه القوة الغيبية والمعنوية تسنده دائماً وتلاحظه دائماً في كل أقواله وأعماله، وان إرادة ذلك الرب العظيم مؤثرة في صياغة مستقبله ومصيره، ولذا فهو يعمل وفق المصلحة التي يعملها الله وبإرشاد منه، وهو ينتظر الأجر الدنيوي والأخروي الذي يعطيه إياه بفضله ومنه، مثل هذا الإنسان الذي يعتقد بكل هذا ويعمل وفق ما يتطلبه اعتقاده أليس من الطبيعي ان يكون مطمئناً يعيش في أقصى درجات الإيمان؟
وفي مقابل هذا لنلاحظ ذلك الفرد الذي لا يمتلك قراراً فكرياً وملجأً معنوياً يطمئن إليه وليس لديه أية مقدسات فهو يسبح مثل قشة حقيرة - في فضاء لا نهائي تتقاذفه عواصف الحوادث تارة إلى هنا وأخرى إلى هناك فهو حائر في أمره قلق على مستقبله، مثل هذا الإنسان لابد وأن يحتويه القلق ويخيم عليه الإضطراب، أي هذين ينبغي أن ينعم بالسكينة الروحية يا ترى؟
إن القرآن الكريم يجيب بكل صراحة ووضوح - حينما يقارن بين المشركين والكفار وبين المؤمنين فيقول -:
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 81 ـ 82].
ويمكنكم ان تلاحظوا بيتاً يقع في مسير مائي منحدر، ان هذا البيت لو كان واهي البنيان قد بني من الطين والطوف وأمثال ذلك من المواد التي لا تملك مقاومة تذكر، فإنه سينهدم وينجرف مع مسير التيار بمجرد ازدياد الضغط المائي عليه، ولكنه إذا كان محكم الأساس قوي البنيان قد استعمل الحديد والإسمنت المسلح فيه فان الأمواج ستبقى عاجزة أمامه، حائرة أمام صموده فهو بالتالي مأمن وثيق وملجأ حصين.
وقد تكون قدرة المقاومة والصمود عند الرجال المؤمنين مقابل الحوادث والمشكلات والقلق أشد من الجبال، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (المؤمن أشد في دينه من الجبال الراسية) (1).
إن للمؤمن روحاً كبيرة وقلباً واسعاً لا تستطيع الحوادث والمشاكل ان تذيبه أو تحوله إلى الشكل الذي تريده.
ومع ان القلق يشبه بعض أنواع الأسيد الذي إذا تساقط قطرة قطرة على الحديد فانه سيثقبه في النهاية وكذلك يشبه الأرضة في كونه يذيب روح الإنسان من الداخل فيقضي عليه.
(مع هذا فان المؤمنين الذين ارتبطوا بالأبدية واللانهاية والذين وضعوا أملهم بالله العظيم وعونه اللامحدود هؤلاء لهم أرواح كالبحر المائج تتقاطر عليه قطرات السحاب المدلهم من القلق ولكن هذه القطرات تخجل وتتوارى أمام ذلك البحر المواج من التحمل والصبر
يقول الإمام الصادق (عليه السلام):
(ان المؤمن أشد من زبر الحديد إن زبر الحديد إذا ادخل النار تغير وان المؤمن لو قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير) (2).
من خلال ما تقدم نلاحظ أن الإنسان المسلم المؤمن مستعد للتضحية في سبيل الله ويتحمل ما يعجز الآخرون عن تحمله. وكل ذلك يعبر أصدق تعبير عن الدور الذي يلعبه الإيمان في خلق الإطمئنان والرفعة نحو البناء الأفضل بكل ثبات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ سفينة البحار: ج 1، ص37.
2ـ المصدر السابق.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|