المدُّ اللازمُ ومَدُّ الصِّلةِ

المدُّ اللازمُ:

هو ما جاءَ فيه بعدَ حرفِ الــمـــدِّ سكونٌ لازمٌ مِنْ أصلِ بُنيةِ الكلمةِ، وسُمِّيَ مــدّاً لازماً للـزومِ مـــدِّهِ 6 حركاتٍ.

ويُقسمُ المدُّ اللازمُ إلى قسمينِ: كَلِمِيٍّ وحَرْفيٍّ، لكنْ نحنُ سوف نأخذُ المدَّ اللازمَ الكلميَّ فقطْ، بقسميهِ: المثقَّلِ والمخفَّفِ.

1- المدُّ اللازمُ الكلميُّ المثقَّلُ:

هو ما جاء فيه بعدَ حرفِ المدِّ حرفٌ مشدَّدٌ في الكلمة نفسِها، ويُمدُّ ستَّ حركاتٍ لزوماً. وَسُمِّيَ "كَلِمِيّاً" لمجيئِهِ في كلمةٍ واحدةٍ، و"مُثَقَّلاً" لأنَّهُ ثُقِّلَ بالتشديدِ:

{الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 1، 2].

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} [الزمر: 64].

{قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} [الأنعام: 80].

2- المدُّ اللازمُ الكلميُّ المخفَّفُ:

هو ما جاءَ فيهِ بعدَ حرفِ المدِّ سكونٌ لازمٌ في كلمةٍ، ويُمدُّ ستَّ حركاتٍ.

ولمْ يردْ في القرآنِ إلّا في كلمةٍ واحدةٍ، كُرِّرَتْ مرتينِ في سورةِ يونس:

{ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس: 51].

{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91].

مدُّ الصِّلةِ:

هو مدُّ هاءِ الضميرِ المفردِ الغائبِ المذكَّرِ المتحرِّكةِ بضمٍّ أو كسرٍ، والواقعةِ بين متحرِّكَينِ. فتوصَـلُ بـ "واوٍ" إذا كانت مضمومةً، وتوصلُ بـ "يـاءٍ" إذا كانت مكسـورةً.

أقسامُ مدّ الصِّلةِ:

1- مدُّ الصِّلةِ الصغرى:

هو أنْ تأتيَ هــــــاءُ الضـمـيـرِ متحرِّكةً بين متحرِّكينِ، ولا يأتي بعدها هــمــــزٌ. وتُمدُّ مقدارَ حركتين وصلاً:

{إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } [الأنبياء: 75] - تُقرأ هكذا (إنّهو من).

{يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } [النور: 35] - تُقرأ هكذا (لنورهي من).

2- مدُّ الصِّلةِ الكبرى:

هو أن تأتيَ هــاءُ الضـمـيـرِ متحرِّكةً بين متحرّكَينِ، ويأتي بعدَها هـمــزةُ قطعٍ. وتُمدُّ مقدارَ أربعِ حركات:

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} [الأنعام: 84] - تُقرأ هكذا (لهو إسحاق)، مع مدّ الواو 4 حركات.

{فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: 142] - تُقرأ هكذا (ربهي أربعين)، مع مدّ الياء 4 حركات.

مثالٌ يجمعُ قسمَي مدِّ الصلة:

{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا } [نوح: 21].

{يَزِدْهُ مَالُهُ}: لا مدّ (لأنّ ما قبلها ساكن).

﴿مَالُهُ وَوَلَدُهُ﴾: صلة صغرى.

﴿وَوَلَدُهُ إِلَّا﴾َّ: صلة كبرى.

تطبيقات

{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } [الأنعام: 80].

{وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ} [الشعراء: 65 - 70].

تمارين حول أحكامِ المدِّ اللازم ومدّ الصلة:

1- نقرأ هذه الصفحةَ مع تطبيق أحكام المدِّ اللازم ومدّ الصلة.

{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (} [يونس: 89 - 97].

2- بيّن نوع المد ومقدارَه في الكلمات الآتية: