أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-15
![]()
التاريخ: 12-1-2017
![]()
التاريخ: 2024-06-14
![]()
التاريخ: 2024-06-08
![]() |
وإنه لمن خطل الرأي أن يستنتج الإنسان من اسم هذين الملكين شيئًا عن تاريخ «شط الرجال»؛ على أننا لم نعثر حتى الآن على أسماء أفراد من عهد الدولة القديمة في هذه المنطقة، والحقيقة أن تاريخ «شط الرجال» قد عُرف فقط من النقوش التي نُحتت على صخور الوادي الملساء، وأول ما يشاهده زائر هذه الجهة عندما يدخل الوادي نقشًا جميلًا قد نُحت فوق النقوش التي من عصر ما قبل التاريخ في شكل لوحة، صور فيها أربعة أشخاص أطولها رُسم بالحجم الطبعي، ونُقش أمام وجهه «حور» موحد الأرضين ملك الوجه القبلي والبحري «نب حبت رع» عاش مخلدًا وعلى رأسه التاج المزدوج، وقد ارتدى الجلباب القصير المحلى بذيل الأسد، وفي يده عصا وبالأخرى «مضرب الحرب» وقد رسم خلفه أم الملك التي يحبها «اعح» وتتحلى بصورة عقاب على رأسها، وتحمل في يدها عصا وفي الأخرى زهرة بشنين، وأمام الملك رُسم شخصان، الأول كُتب فوقه «الوالد المقدس» المحبوب من الملك ابن الشمس «أنتف» عاش مخلدًا، وهو يلبس زي الملوك، فعلى جبهته الصل والكوفية (نمس) ويلبس جلبابًا ملكيًّا وذيل أسد كالذي يلبسه «نب-حبت-رع» وذراعاه متدليتان على جانبيه، ويقف خلفه شخص يحمل لقب مدير الخزانة الشمالية حامل الخاتم «خيتي»، وقد وقف بوضع يدل على الخضوع لابسًا الجلباب الطويل الذي يرتديه العظماء، وبطنه قد ظهر فيه الثنايات التي تُشعر بالأبهة وعيشة الترف والنعيم، وعلى نحو ستة خطوات غربي هذا النقش يوجد نقش آخر على صخرة مفصولة عن الجبل، وهي لوحة تمثل الملك «نب حبت رع» وأمامه حامل الختم «خيتي» فقط. والملك «منتو حتب» الثاني الذي لا يحتاج إلى تعريف قد حكم البلاد على أقل تقدير نحو 51 عامًا، ويعد حكمه أطول حكم في هذه الأسرة، وفي عهده توحد القطران ثانية كما أسلفنا، أما الصورة التي ظهرت خلفه فموضوع إشكال عند المؤرخين، فقال بعضهم إنها زوجة «منتو حتب» الثاني، وأم «أنتف» وهذه فكرة في ظاهرها خلابة، ولكن يعترضها أن قد كتب فوق هذه السيدة أم الملك لا زوجته، ووضعها بهذه الكيفية يدل على أنها كانت تنسب إليه، ويجب أن تكون والدته، (1) ويحتمل أنها إحدى حظيات والده لا زوجته الشرعية، كما يحتمل أنها أم «نفرو» التي أصبحت زوجة أخيها الملك «منتو حتب الثاني»، وقد دفنت بجواره بالدير البحري كما سنرى، ورغم أن «اعح» كانت في هذه الفترة متقدمة في السن فإن ذلك لا يمنع زيارتها مع ابنها هذا المكان. على أن «أنتف» ابن الشمس كان كذلك موضوع حدس كبير فقد قيل عنه إنه أمير نوبي من أتباع الملك «منتو حتب الثاني» جاء ليقدم خضوعه لسيده (Meyer Ibid I. P. 277) ولم نجد اسم أمير نوبي يحمل لقب «ابن الشمس عاش مخلدًا» يقف في حضرة الفرعون نفسه، وهو الممثل لإله الشمس على الأرض ومن جهة أخرى قال عنه «برستد»: إنه سلف مخلوع للملك «منتو حتب الثاني» وقد تُرك حيًّا إلى عهد هذا الملك (Breasted, A. R. I. P. 418, 424-25)، أو أحد مع أناتفة آخرين من النصف الأول من عهد الأسرة الحادية عشرة.
(Steindorff A. Z. XXXIII, P. 88 & Petrie History I, (1923) P. 141). كذلك عدَّ من هؤلاء الأناتفة (2) (المتوفين) في حضرة «منتو حتب الثاني» حسب رأي «فندييه «(Vandier B. I. F. A. O, Vol. XXXVI P. 114). ومن جهة أخرى قد سمي «أنتف» ابن «منتو حتب الثاني» ووارثه (Maspero, Dawn of Civilisation P. 462-63 & Naville, “XI Dynasty Temple”, I. P. 7, Gauthier, B. I. F. A. O, Vol. V, P. 30 & 35). وربما كان هذا الرأي هو التفسير المعقول لمنظر «شط الرجال»، وبهذه الصفة يكون لأنتف كل الحق في أن يسمى «ابن الشمس» «عاش مخلدًا»، كما يجوز له أن يكتب اسمه في طغراء ويلبس النمس والصل الملكيين … إلخ، غير أنه لم يكن ملكًا حاكمًا؛ لأنه لم يلقب بلقب التاج «ملك الوجه القبلي والوجه البحري» ولكنه كان يحمل مع ذلك اللقب الأكثر انتشارًا وهو: «الوالد المقدس؛ المحبوب من الإله»، ونحن نعلم أن الذي خلف «نب حبت رع» كان يطلق عليه «منتو حتب» أيضًا، فيحتمل أن الابن الأكبر الذي كان يحمل اسم «أنتف» وهو اسم أجداد الأسرة، قد مات قبل والده، وأنه دُفن في الدير البحري في مقبرة عظيمة لا تبعد كثيرًا عن قبر والده الملك وبالقرب من مقبرة الملكة «نفرو» كما سنرى (Winlock, M. M. A., Ibid) وقد كُتب فوق ذلك القبر على سور معبد الأسرة الحادية عشرة عدَّة مرات اسم «أنتف معطي الحياة»! والظاهر أن الذين كتبوا ذلك كانوا من المعاصرين له، وقد عرفوا حقًّا الفرد الذي أقام هذا القبر.
.....................................
1- Eisenlohre, P. S. B. A, (1881) PP. 99 ff & Petrie, Ibid 15, No. 489 & Winlock M. M. A. Feb 1928, p. 18 ff & 22
2- أناتفة جمع أنتف مثل رعمسيس ورعامسة.
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تؤكد أهمية المضي في طريق العفاف والاقتداء بأهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|