أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2022
1903
التاريخ: 19-7-2016
1833
التاريخ: 19-7-2016
1758
التاريخ: 2024-03-18
1024
|
ومنها [أي: الفضائل] كبر النفس، أي: استحقار ما في الدنيا من المكاره والملاذّ، فيتساوى لديه حالتا الشدّة والرخاء والسرّاء والضرّاء، فلا يفرح من استيفاء لذّاتها، كما لا يجزع من فقدانها. قال تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 77].
ولا يعجز عن تحمّل آلامها، ولا يفشل من مصابها وأحزانها؛ لأنّه ينظر إليها بعين الخساسة والحقارة.
وفي الخبر: «من كبرت عليه نفسه هانت عليه شهوته» (1).
وفي كلام مولانا علي (عليه السلام): «إنّ دنياكم هذه أهون عليّ من عفطة عنز» (2).
وفي الخبر: أنّ الحسن بن علي (عليه السلام) خطب الناس فقال:
«أنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه» (3).
وعن الباقر (عليه السلام):
«أعظم الناس قدراً من لا يتناول (4) الدنيا في يد من كانت، فمن كبرت عليه نفسه صغرت الدنيا في عينيه، ومن هانت عليه نفسه كبرت الدنيا في عينيه.. الحديث» (5).
وفي حديث همام في صفة المؤمن: «لا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه.. ولا يفشل في الشدّة، ولا يبطر في الرخاء» (6).
وعن الصادق (عليه السلام): في صفته: «لا يرغب في عزّ الدنيا ولا يجزع من ذلّها» (7).
وعن الباقر (عليه السلام): «ما يبالي من عرفّه الله هذا الأمر أن يكون على قلّة جبل يأكل من نبات الأرض حتّى يأتيه الموت» (8).
وممّا ذكر ظهر أنّ تفسيره بملكة التحمّل للشدائد وقوّة المقاومة للآلام والمصائب غلط (9)، وإن كانت من فروعه وآثاره، وإنّما يسمّى هذه الملكة ثباتاً وصبراً، ويقابلها الاضطراب من حصولها المتفرّق على صغر النفس وضعفه، كما أشرنا إليه سابقاً.
قال الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
وأمّا الثبات في الايمان أي طمأنينة النفس في عقائدها وعدم اضطرابها وتزلزلها بالشكوك والشبهات، كما قال الله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، فله جهتان:
إحداهما: كبر النفس باستحقار ما يعرض عليه من الشكوك والشبهات، فلا تعجز عن دفعها وتقوى على مقاومتها ومنعها، فمن هذه الحيثية يكون من أفراد مطلق الثبات الذي هو من فضائل القوّة الغضبية.
والأخرى: كما المعرفة وشدّة اليقين، ومن هذه الجهة يكون من لوازمها وفضائل القوّة العقليّة.
وكيف ما كان هو من أركان تحصيل الكمال وفضائل الأعمال، إذ ما لم تستقرّ النفس على عقائدها في المبدأ والمعاد لم تعزم على تحصيل ما يتوقّف فائدته عليها، ولذا تجد المتّصف بهذه الصفة شائقاً إلى تحصيلها راغباً إلى نيلها مواظباً عليها من دون كسل وفتور، وأمّا من لم يتّصف به فهو كالّذي استهوته الشياطين في الأرض حيران لا يهتدي سبيلاً إلى تلك الأمور.
_________________
(1) نهج البلاغة: الحكمة 449، وفيه: «كرمت عليه نفسه».
(2) راجع نهج البلاغة: الخطبة3، وفي النسخ «عطفة».
(3) الكافي: 2 / 237، كتاب الايمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 26.
(4) كذا، والظاهر: «لا يبالي».
(5) لم أجده.
(6) الكافي: 2 / 230، كتاب الايمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 1.
(7) الكافي: 2 / 231، كتاب الايمان والكفر، باب المؤمن وعلاماته، ح 4.
(8) الكافي: 2 / 245، كتاب الايمان والكفر، باب الرضا بموهبة الايمان، ح 3.
(9) إشارة إلى ما في جامع السعادات، 262 1 / 260.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|