المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

الترسبات الطحلبية Periphyton
21-7-2019
[كلام الحسين النير في الأمر بالمعروف]
18-3-2016
معنى كلمة حنث
10-12-2015
فوائد الزواج / الإستقرار النفسي
2024-06-04
Human lexeme-inators?
2023-12-18
تقدير كمية مياه الري
28-7-2020


بين ابن حسداي و يحيى الجزار  
  
843   11:33 صباحاً   التاريخ: 2024-02-24
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص: 152
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

بين ابن حسداي و يحيى الجزار

وكان يحيى السرقسطي أديبا فرجع إلى الجزارين فأمر

الحاجب ابن هود أبا الفضل ابن حسداي أن يوبخه على ذلك فكتب إليه :

تركت الشعر من عدم الإصابه                 وملت إلى التجارة والقصابه

فأجابه يحيى :

تعيب علي مألوف القصابه                 ومن لم يدر قدر الشيء عابه

ولو أحكمت منها بعض فن                  لما استبدلت منها بالحجابه

ولو تدري بها كلفي ووجدي                 علمت علام أحتمل الصبابه

وإنك لو طلعت علي يوما                     وحولي من بني كلب عصابه

لهالك ما رأيت وقلت هذا                     هزبر صير الأوضام غابه

وكم شهدت لنا كلب وهر                     بأن المجد قد حزنا لبابه

فتكنا في بني العنزي فتكا                     أقر الذعر فيهم والمهابه

ولم نقلع عن الثوري حى                       مزجنا بالدم القاني لعابه

ومن يغتر منهم بامتناع                         فإن إلى صوارمنا إبابه

ويبرز واحد منا لألف                          فيغلبهم وذاك من الغرابه

ومنها :

أبا الفضل الوزير أجب ندائي                   وفضلك ضامن عنك الإجابه

وإصغاء إلى شكوى شكور                       أطلت على صناعته عتابه

وحقك ما تركت الشعر حتى                 رأيت البخل قد أوصى صحابه

وحتى زرت مشتاقا خليلي                    فأبدى لي التحيل والكآبه

وظن زيارتي لطلاب شيء                    فنافرني وغلظ لي حجابه

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.