{صِراطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضَّالِّينَ} |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18
![]()
التاريخ: 2024-01-10
![]()
التاريخ: 22-12-2014
![]()
التاريخ: 2024-03-26
![]() |
{صِراطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} :
هُو بَدَلٌ مِن الصِّرَاط الـمُستَقِیم، وهوَ في حُکمِ تَکرُر العَامِل، فکَأَنَّه قَالَ: إهدِنَا صِرَاطَ الَّذینَ أَنعَمتَ عَلَیهِم، وفَائدَةُ البَدَل التَّوکِیدُ، وِالإِشعَارُ بِأَنَّ الطَّریقَ الـمُستَقِیم بَیَانُه وَتَفسِیرُه صِرَاطَ مَن خَصَّهُم اللهُ بِعِصمَتِه، وَأَمَدَّهُم بِخَواصِّ نِعمَته، وَاحتَجَّ بِهم عَلی بَرِیَّته، وَفَضَّلَهُم عَلی کَثیرٍ مِن خَلِیقَتِه، فَیَکُونُ ذَلكَ شَهَادَةً لِصِرَاطِهم بِالإِستِقَامَةِ عَلَی آکَدِ الوُجوهِ.
کَما یُقالُ: هَل أَدلُّكَ عَلى أَکرَمِ النَّاسِ فُلَانٌ؟ فَیکُونُ أَبلَغُ في وَصفِه بِالکَرَمِ مِن قَولِكَ: هَل أَدُلُّكَ عَلى فُلانٍ الأَكرَم؟ لأَنَّك بَیَّنتَ کَرَمَهُ مُجمَلَاً أَوَّلاً، وَمُفصَّلاً ثَانِیاً، وَأَوقَعتَ فُلَاناً تَفسِیرَاً لِلأَکرَمِ، فَجَعَلتهُ عَلَمَاً لِلکَرَمِ، فَکَأَنَّك قُلتَ: مَن أَرَادَ رَجُلاً جَامِعَاً لِلکَرَمِ، فَعَلیه بِفَلانٍ، وَهوَ الـمُعَیَّنُ لِذلِكَ غَیرَ مُدَافَعٍ؛ أَي: غَیرَ مُمَاطَلٍ. وَأَطلَقَ الإِنعَام لِیَشمَلَ الجَمِیع[1].
قوله: {غَيْرِ ٱلْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} :
بَدَلٌ مِن الَّذینَ أَنعَمتَ عَلیهِم، عَلی مَعنَی: أَنَّ الـمُنعَم عَلَیهِم هُم الَّذینَ مَن سَلِمُوا مِن غَضَبِ اللَّـهِ وَالضَّلَالِ، أَو صِفَةً عَلی مَعنَی: أَنَّهُم جَمعُوا بَینَ النِّعمَةِ الـمُطلَقَة؛ وهي: نِعمَةُ الإِیمَانِ، وَبینَ السَّلَامَةِ مِن غَضَبِ اللَّـهِ وَالضَّلَالَة.
وَیَجوزُ أَن یَکُونَ {غَيْرِ} هاهُنا صِفَةً، وإن کانَ {غَيْرِ} لَا یَقَعُ صِفَةً لِلـمَعرِفَةِ، وَلَا یَتعَرَّفُ بِالاضَافَةِ إِلی الـمَعرِفَة؛ لأَنَّ: {الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} لا تَوقِیتَ فِیهِم؛ وَلأَنَّ الـمَغضُوبِ عَلِیهِم وَالضَّالِّینَ خِلَافَ الـمُنعَمِ عَلَیهِم، فَلَیسَ في{غَيْرِ} إِذ الإِبهَامُ الَّذي یَأَبَی أَن یَتَعَرَّف[2].
وقیل[3]: أَنَّ الـمَغضُوبِ عَلَیهِم، هُم: الیَهُود؛ لقَولِه: {مَن لَّعَنَهُ اللّـهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ}[4].
و {الضَّالِّينَ} : النَّصَارَی؛ لقَوله: {قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ} [5].
ومَعنَى: غَضَبِ اللَّـهِ: إِرَادَةُ الإِنتِقَامِ مُنهُم وَتَعذِیبَهُم، وَأَن یَفعَلَ بِهِم مَا یَفعَلُه الـمَلِكُ إِذَا غَضِبَ مَن تَحتَ یَدِه، وَحَملُ عَلَیهِم الأُولَی: نَصبٌ عَلَی الـمَفعُولِیَّة، وحَملُ عَلَیهِم الثَّانِیَة: رَفعٌ عَلی الفَاعِلِیَّة[6].
وَأَصلُ الضَّلَالِ: الهَلَاكُ [7] ومنه: {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [8] أي: أَهلَکَهَا، والضَّلَالُ فِي الدِّینِ: الذِّهَابُ عَن الحَقِّ[9].
[1] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/58، زبدة التفاسير، الكاشاني: 1/31.
[2] الكشاف عن حقائق التأويل، الزمخشري: 1/58، جوامع الجامع، الطبرسي: 1/59، مجمع البحرين، الطبرسي: 3/431.
[3] الجامع لأحكام القرآن، القرطبي: 1/149، الدر المنثور، السيوطي: 1/16.
[4] المائدة: 60.
[5] المائدة: 77.
[6] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/59.
[7] الصحاح، الجوهري، مادة (ضلل) 5/1749.
[8] محمد: 8.
[9] التبيان في تفسير القرآن، الطوسي: 1/46.
|
|
تحذير من "عادة" خلال تنظيف اللسان.. خطيرة على القلب
|
|
|
|
|
دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ؟!
|
|
|
|
|
شركة اللواء العالمية تعرض منتجاتها في الأسبوع الزراعي السادس عشر في بغداد
|
|
|