المسائل الفقهية المستحدثة المتعلقة باحكام القرآن : ترجمة القرآن لغير العربية |
1052
02:55 صباحاً
التاريخ: 2024-03-14
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-7-2016
3348
التاريخ: 2023-09-11
1427
التاريخ: 2024-08-15
481
التاريخ: 2025-01-05
120
|
المنحى الأول: ترجمته الى الاقوام الاخرى ليعرفوا عظمة الاسلام, وهذا الدين, فهو ضـرورة تبليغية يستدعيها صميم الاسلام وواقع القرآن, قال الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء (ت1373هـ): ( و لا شك ان الترجمة مهما كانت من القوة والبلاغة في اللغة الاجنبية فانها لا تقدر على الاتيان بها بلسان آخر, مهما كان المترجم قويا ماهرا في كلتا اللغتين العربية و الاجنبية, فاذا صحت الترجمة و لم يكن فيها اي تغيير و تحريف, فهي جائزة, بل نقلها واجب على المقتدر فردا كان او جماعة, لان فيها ابلغ دعوة للاسلام ودعاية للدين)[2], وقال السيد الخوئي(ت1413هـ): (لقد بعث اللّه نبيه لهداية الناس فعززه بالقرآن, و فيه كل ما يسعدهم و يرقى بهم الى مراتب الكمال و هذا لطف من اللّه لا يختص بقوم دون آخر, بل يعم البشـر عامة و قد شاءت حكمته البالغة ان ينزل قرآنه العظيم على نبيه بلسان قومه, مع ان تعاليمه عامة و هدايته شاملة, و لذلك فمن الواجب ان يفهم القرآن كل احد ليهتدي به و لاشك ان ترجمته مما يعين على ذلك, و لكنه لا بد ان تتوفر في الترجمة براعة و احاطة كاملة باللغة التي ينقل منها القرآن الى غيرها, لان الترجمة مهما كانت متقنة لا تفي بمزايا البلاغة التي امتاز بها القرآن, بل و يجري ذلك في كل كلام, اذ لا يؤمن ان تنتهي الترجمة الى عكس ما يريد الاصل و لا بد اذن في ترجمة القرآن من فهمه)[3].
المنحى الثاني: ما يترتب على ترجمة القرآن من آثار: وهذا تقدم ذكره في بعض موارد باب الصلاة, وغيرها من العبادات التي تحتاج الى قراءة القرآن, اما هنا نتكلم عن فوت غايته بالترجمة, وهنا نعرض بعض كلمات العلماء في ترجمة القرآن: يقول الشهيد الأول(ت786هـ): ( ان الغرض الأقصى من القرآن نظمه المعجز وهو يفوت بالترجمة)[4], وقال أبو الحسين بن فارس: (لا يقدر أحد من التراجم عَلَى أن ينقله – القرآن- إِلَى شيء من الألسنة, كما نُقل الإنجيل عن السريانية إِلَى الحَبشية والرُّومية, وترجمت التوراة والزَّبور وسائرُ كتب الله عزّ وجلّ بالعربية، لأن العجم لَمْ تتَّسع فِي المجاز اتساع العرب )[5].
فالترجمة لا تكون القرآن عينه من حيث الإعجاز والبلاغة, أما من جهة نقل معالم وتعاليم الدين الاسلامي فلا اشكال فيه بل ظاهر كلمات الاعلام هو الجواز ان لم يكن الوجوب, وخصوصا بعدما تعرض اليه الاسلام من هجمة شـرسة على أيدي الكفار والتكفيريين.
[1] ظ: العاملي: جعفر مرتضى: الصحيح من سيرة النبي الأعظم $ , ط5- 2005 م-1425 هـ , المركز الإسلامي للدراسات2: 266.
[2] نـقـلا عـن عبد الرحيم: رسـالـة القرآن و الترجمة, طبعة النجف الاشرف, 1375هـ : 3ـ4.
[3] الخوئي: ابو القاسم: البيان في تفسير القرآن, ط4- 1395 - 1975 م, الناشر: دار الزهراء , بيروت – لبنان: 505.
[4] الشهيد الأول: محمد بن جمال الدين مكي العاملي: ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة, تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث,ط1- 1419هـ, المطبعة: ستاره ,قم- ايران 3: 309.
[5] ابن فارس: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي: الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها, ط1- 1418هـ-1997م, الناشر: محمد علي بيضون:19-20.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|