أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-05
653
التاريخ: 2024-08-19
580
التاريخ: 2024-08-22
478
التاريخ: 2024-01-25
1187
|
أما الحادث الذي تلا هذه الموقعة فهو نشوب موقعة في «قرقميش»، وقد كان الاستيلاء على هذه المدينة معناه فتح الباب لأحسن طريق ممكن لعبور نهر الفرات، وقد تمَّ للفرعون عبور هذا النهر بقوارب بناها على مقربة من «ببلوص» (جبيل) بأخشاب من غابات لبنان، ثم نُقِلت بطريق البر إلى «قرقميش» على عربات تجرها ثيران، والمفروض في هذه الحالة أن هذه القوارب كانت قد حُمِلت أجزاء منفصلة على هذه العربات، ثم رُكِّب بعضها مع بعض في «قرقميش»؛ وذلك لأنه يكاد يكون من ضروب المستحيل نقل القوارب برمتها غير مفككة الأجزاء مسافة طويلة مثل هذه برًّا، في ممرات وعرة كانت تستخدم طرقًا وقتئذٍ، وهذا أول استعمال لعربات النقل المصرية التي تسير على عجلات؛ إذ كانت قبل ذلك تنقل الأشياء على زحافات مثل الأحجار وغيرها، وهذا النوع من العربات مميَّز عن عربة الركوب التي كان يجرها الجياد، وهي العربة ذات العجلتين، وهذا التجديد في وسائل النقل مثال آخَر يضاف إلى الأمثلة الكثيرة التي تدلُّ على عبقرية «تحتمس» في الفنون الحربية. والواقع أن هذه العربات كانت جديدة على المصريين لدرجة أنهم أطلقوا عليها اسمًا جديدًا «وررت» ومعناها «العظيمة»، يضاف إلى ذلك أن موضوع نقل الجنود الغزاة في قوارب يعبرون بها النهر يُعَدُّ المثال الأول في تاريخ العالم. أما الحرب التي حدثت بين الفريقين بعد اقتحام المصريين نهر الفرات، فلا نعرف منها إلا الشيء القليل، اللهم إلا أن الحرب انتهت كالعادة بانتصار المصريين، ولدينا فقرة مهشمة في تاريخ تحتمس تقدِّم لنا بعضَ التفاصيل: «وقد اقتفى أثرهم بمسافة نحو «إتر» (مقياس طول غير محدَّد يتراوح بين كيلومترين وعشرة كيلومترات ونصف) في النهر، ولم يفلت واحد منهم خلفهم، بل فروا مثل قطعان الصيد؛ لأن الخيل كانت تعدو (؟) …» ومن ذلك يظهر أن الجيش المصري بعد أن عبر نهر الفرات، سار مع مجراه منحدرًا مع التيار مسافة قصيرة ليشتبك مع العدو الذي أَبَى الوقوف لمنازلة الجيش المصري.
غنائم هذه الموقعة
وممَّا يلفت النظر أن المصريين لم يقع لديهم في الأسر إلا ثمانون أسيرًا، أما باقي الأسرى الذين سلَّموا أنفسهم، فهم ثلاثة أمراء مع أولادهم ونسائهم وعبيدهم، ويبلغ عددهم جميعًا ستمائة وستة وثلاثين نسمة، وقد ولى ملك المتني الأدبار إلى بلاد أخرى وهي بلاد بعيدة، وقد وصفت بلاده بأنها بلاد نهرين التي تركها سيدها خوفًا، في حين أن «تحتمس» استولى على مهل على الأراضي الواقعة شرقي نهر الفرات مباشَرةً، قبل أن يعود لنصب لوحته التذكارية على الشاطئ الأيمن من النهر بجوار لوحة «تحتمس الأول»، والظاهر أن «تحتمس الثالث» لم يوغل في داخل أراضي المتني إلى مسافة بعيدة، ولم يصل إلى عاصمتها «واش شوجاني»، ولو كان وصلها لما فاته قط أن يدوِّن مثل هذا العمل العظيم على نقوش لوحته التذكارية، ومن الجائز أن الأرض الأخرى التي هرب إليها ملك المتني ليست إقليمًا بعيدًا عن دولته، وذلك أنه كما يشير الأستاذ «جاردنر» (1) كانت أرض «المتني» عبارة عن اتحاد من البلدان، وأنه يُحتمَل أن نهرين لم تكن إلا إقليمًا من هذه الدولة.
...............................................
1- راجع: Gardiner, Ibid. I. p. 178.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|