العلاقات العامة في الوطن العربي

ربط بعض الباحثين العرب ظهور العلاقات العامة في الوطن العربي ( في مصر - مثلاً) بظهور الأحزاب السياسية، مثل الحزب الوطني الذي أسسه «مصطفى كامل» في  1906 و «حزب لأمة» بزعامة «أحمد لطفي السيد»، وغيرهما من الأحزاب.

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية تنبه المصريون إلى أهمية استخدام الوسائل الإعلامية. كما اهتمت بها المؤسسات الاقتصادية الأجنبية التي كانت تعمل في مصر وقد اتسمت هذه الفترة برواج الصحافة، فظهرت في مصر - مجلات مثل «المصور» و «روز اليوسف» لشرح الجوانب السياسية والعسكرية للجماهير. كما أنشأت بعض الوزارات مكاتب لمناقشة الأخبار التي تنشرها الصحف والرد عليها.

وتعد هذه المكاتب أول شكل من أشكال العلاقات العامة التي أنشأتها الحكومة، ثم تطورت هذه المكاتب الصحفية بالوزارات، إلى أن أصبحت إدارات مهمة للعلاقات العامة.

أما أعمال العلاقات العامة للدولة المصرية عقب ثورة (يوليو) 1952 فقد كانت تقوم بها إدارات الاستعلامات التابعة لوزارة الإرشاد القومي التي أنشأت في 1952

وفي 1957 انفصلت إدارة الاستعمالات عن وزارة الإرشاد القومي وأصبحت مصلحة مستقلة تابعة لرئاسة الجمهورية. وبعد ذلك انضمت إدارة الاستعمالات إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي. وفي 1967 تحولت هذه الإدارة إلى هيئة عامة يرأسها نائب وزير الإرشاد القومي.

لم يقتصر الاهتمام بموضوع العلاقات العامة على مصر بل إن دولاً عربية أخرى اهتمت بذلك. ولعل السبب في ذلك عائد إلى تزايد عدد القوى البشرية الإعلامية والثقافية التي تقوم بدور كبير في دفع عملية العلاقات العامة. ويحظى إعداد الكوادر الإعلامية باهتمام الحكومات المختلفة، ولعل الهدف منها العمل على قيام علاقات قوية وطيبة مع مختلف طبقات الجماهير، وتزويدهم بالمعلومات الضرورية من جهة، وتلقي آرائهم واقتراحاتهم حول مختلف المواضيع من جهة ثانية. إلا أن بعض الأنظمة وبخاصة في العالم الثالث، يمكن أن يسيء إلى هذا الهدف ويخلط أهداف العلاقات العامة بأهداف الدعاية (Propaganda).