أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-07
457
التاريخ: 2024-11-09
520
التاريخ: 10-7-2019
2238
التاريخ: 23-12-2015
2652
|
يمتاز حوض البحر المتوسط بتنوع كبير في أنماط التربة نتيجة للتفاعل والتكامل بين العوامل الآتية :
أ- تنوع الاشتقاق الصخري فحوض البحر المتوسط بسهولة وهضابه وسلاسله الجبلية المتعددة العظيمة التفرع والتشعب، يمتاز بتنوع كبير في صخوره مثل الصخور الجيرية والرملية والنارية والجرانيتية والبركانية من لافا وبازلت وميكا وغيرها فأعطت مصدراً غنياً للتفتتات الصخرية التي تساهم في تكوين أنواع التربة.
ب ـ انتشار الأودية النهرية وشبكات الأودية الجافة: وكلها تساهم بفعل المياه النهرية الجارية وتدفق مياه السيول في الأودية الجافة ولاسيما في الشمال الأفريقى، في نقل التربة والتفتتات الصخرية من مكان ترسبها إلى مكان آخر مما أدى إلى خلق أنواع مما يسمى بالتربة المنقولة.
ج- انتشار البحيرات والسبخات الشاطئية والداخلية: ولا سيما في أطراف الدلتاوات والأنهار ودلتاوات الأودية الجافة وفي بطون الأحواض مما يؤدى إلى ترسيبات ملحية وخلق أنواع من التربة الملحية السبخية.
د ـ تباين توزيع الأمطار وتذبذب سقوطها في حوض البحر المتوسط فهو أكبر مناطق العالم تأثراً بهذه الظاهرة المناخية الهامة لأنه يشكل مسرحاً كبيراً لتحركات الأعاصير طول العام. فالشمال الإفريقي مثلاً تتفاوت فيه كميات الأمطار ما بين أكثر من 1000 مليمترا على مرتفعات الأطلسى الشمالية والبحرية إلى أقل من 100 مليمتر على خليج سرت وأقل من خمسين مليمتراً في الواحات الداخلية. كذلك يلاحظ أن كميات الأمطار تتذبذب بشكل كبير في نفس الأقاليم من سنة إلى أخرى فهي على مرتفعات الجبل الأخضر مثلا تتراوح ما بين 200 إلى 800 هم من سنة إلى أخرى. ومعنى هذا تذبذب الرطوبة في الجو وهي في ذلك تؤثر على تركيب التربة ونسيجها.
ه ـ التباين في التوزيع الحراري وفقاً للموقع الجغرافي ومدى الارتفاع: إذ تنخفض درجات الحرارة تدريجياً ما بين السهول الساحلية والقمم الجبلية على طول السياج الجبلي الضخم الذي يحيط بالبحر المتوسط مما يؤدى إلى تفاوت كبير في مدى نشاط بكتريا التربة التي تمتص الأزوت من الهواء وتحوله إلى مادة فعالة في التربة.
و - النشاط البشري التكنولوجي: فالإنسان في العصر الحديث غير كثيراً في تركيب عناصر التربة من إقليم إلى آخر وذلك بالوسائل الفنية الآتية :
1- استخدام لدورات الزراعية العلمية.
2 - تنوع استخدام الأسمدة الكيماوية وفقاً لأنواع المحاصيل الزراعية.
3- تجفيف السبخات والأجزاء الضحلة من البحيرات وغسل التربة لتخليصها من الأملاح الضارة وإضافة عناصر عضوية ومعدنية إليها. كما حدث في شمال دلتا النيل وبعض سبخات الشمال الليبي.
4- التوسع في حفر شبكات من المصارف لكي تتخلص التربة من المياه الزائدة.
5- تنظيم الرى وفقاً لتقنين مائي دقيق حتى لا يأخذ النبات المزروع إلا القدر الذي يكفيه فى مراحل النمو وبذلك تقل جداً فرصة تكوين الأملاح الضارة الزائدة في التربة.
6- تحويل المنحدرات إلى مدرجات وتثبيت التربية عليها لوقف جرف التربة كما يحدث الآن في منحدرات الجبل الأخضر بالشمال الليبي وكذلك في منحدرات جبال الابنين في شبه الجزيرة الإيطالية وجبال الألب الدينارية في غرب يوغسلافيا المطلة على البحر الأدرياتيكي. وكذلك في مرتفعات جبال لبنان وهكذا تتعاون هذه العوامل الجغرافية المختلفة في خلق عدد كبير من أنماط التربة في حوض البحر المتوسط ، نذكر العشر الرئيسية منها على سبيل المثال مع الإشارة إلى تصنيفها الجغرافي:
1ـ التربة الرسوبية الفيضية النهرية في الأودية الدلتاوات النهرية وهذه بدورها تصنف إلى عدد كبير من الأنماط ويكفي أن نشير أنه في دلنا النيل على سبيل المثال تقسم هذه التربة إلى ثمان عشره نمط رئيسياً. وهذه التربة الرسوبية هي أهم الأنواع من حيث التوزيع الجغرافي والأهمية الاقتصادية.
2- التربة السبخية الجيرية: وهذه تتناثر على طول السهول الساحلية حول البحر المتوسط كما تظهر حول البحيرات في الأحواض الداخلية الصحراوية مثل حوض الكفرة وحوض فزان فى الجنوب الليبي كذلك تظهر حول البحيرات في الأحواض الداخلية في كل من سوريا وتركيا والأردن كما نظهر حول البحيرات في النطاق الجبلى ومن أشهر أمثلة هذه القرية ظهورها حول بحيرة كومو وبحيرة ماجبورى وبحيرة جاردا في الشمال الإيطالي. وقد امتد الزحف الزراعي الحديث على مساحات كبيرة في الجنوبى الأوربي.
3ـ تربة الجزر النهرية وتغطى الجزر التى تنتشر في المجاري النهرية مثل الجزر النهرية إلى الجنوب من مدينة القاهرة وجزر شمال دلتا الرون وجزر أنهار السهل الأكراني فى الجنوب الروسى وتمتاز بخصوبتها وارتفاع نسبة المواد العضوية المتحللة بها.
4- تربة الجزر الشاطنية وهذه الجزر تنتشر أمام الشواطئ على طول السهول الساحلية للبحر المتوسط. وكانت في الأصول أشباه جزر قطعت بفعل تآكل الأمواج لها وتربتها من أصل قارى ولكن ترتفع بها نسبة التفتتات الموقعية البحرية مما يجعلها صالحة لنمو مختلف أشجار البحر المتوسط لاسيما أشجار الفاكهة والزيتون.
5- التربة الرملية الجيرية القويعية أو كما تسمى تربه ظهور السلحفاة. وهذه تميز بعض الدلتاوات النهرية مثل دلتا النيل ودنا الدانوب ودلتا الفجا ودلتاوات البحر الأسود وهذه الدلتاوات كانت في الأصل خلجانا بها بعض الجزر التي تشبه ظهور السلحفاة ثم ردمت هذه الخلجان بالرواسب النهرية وتحولت إلى دلتاوات وبقيت هذه الجزر القديمة ظاهرة فوق الدلتا بتربتها المتميزة والتى تشكل أجود أنواع التربة لزراعة الفاكهة في حوض البحر المتوسط.
6- تربة الكثبان الرملية: وهي ظاهرة يتميز بها الشمال الأفريقي بنوع خاص إذ تنتشر أشرطة من هذه الكثبان على طول السهل الساحلى ولاسيما حول خليج سرت وشمال إقليم مربوط وشمال شبه جزيرة سيناء بالشمال المصري. وفي المغرب العربي وتسمى بتربة العروق الصحراوية ولاسيما في الجنوب الجزائري. وتصلح هذه التربة لزراعة النخيل وأشجار التين.
7- التربة المفتتة محليا : وهذه تنتشر في مساحات كبيرة في حوض البحر المتوسط وتختلف من جهة إلى أخرى وفقاً لطبيعة الاشتقاق الصخرى ففي الشمال الأفريقى مثلاً تنتشر مثلاً التربة الجيرية فوق السهول والهضاب الشمالية بينما تسود التربة الرملية إلى الجنوب منها ولا سيما في نطاق المنخفضات الجنوبية مثل منخفض الكفرة ومنخفض فزان ومنخفض الحجار جنوبي الجزائر ومنخفضات الجنوب المصرى . وهي تربة فقيرة في عناصرها العضوية والمعدنية لانتشارها في النطاق الصحراوي.
8ـ تربة الأودية والدلتاوات الجافة، إذ تنتشر الأودية الجافة انتشاراً واسعاً في كل النطاق الصحراوى من حوض البحر المتوسط ما بين حوض العراق شرقاً حتى أراضى المغرب المطلة على المحيط الأطلسي غربا. ومن أشهر هذه الأودية وأدي العريش في سيناء ووادي الدواسر ووادي الرمة في هضبة نجد العربية وغيرها كثير. وهذه التربة هي نوع من التربة الرسوبية تنقلها مياه السيول وترسبها في جوانب هذه الأودية وفي نهاياتها على شكل دلتاوات أو مراوح دلتاوية . وهي تربة غنية بعناصرها وتستثمر حالياً على مستوى الوطن العربي في مشروعات التوسع الزراعي الحديث ويعطى الشمال الليبي مثالاً جيداً لهذا النوع من التربة وتستخدم المياه الجوفية في بطون هذه الأودية فى رى هذه الأراضى التى تزرع بالحبوب والزيتون والنخيل واللوز وبعض أنواع الفاكهة ولاسيما التين والمشمش والتفاح الأفريقي .
9- التربة البركانية وتتمثل في مساحات متناثرة حول البراكين القديمة نتيجة لتفتت الطفوح البركانية والتي تسمى لافا. وتظهر خاصة في الجنوب الأوروبي مثل القدم الإيطالي وجزيرة صقلية وفي شبه جزيرة البلقان وهضبة الأناضول وفى هضبة حوران في الجنوب السوري وعلى جانبي البـر الأحمر ولاسيما في الحجاز وتسمى بتربة الحارات في سهل التهاما الحجازي. كما تظهر في منخفض الأردن حيث السدود البركانية التي تفصل بين نهر الأردن ونهر الليطاني بوادي البقاع اللبناني وتظهر في الشمال الأفريقي في بقاع متناثرة ولاسيما في المغرب الأطلسي. وهي تربة معتدلة التماسك غنية في عناصرها المعدنية وتمتاز بسمك عميق.
10- التربة البنية الحمراء (وتسمي ترازوا) وهى من المعالم الرئيسية الحوض البحر المتوسط إذ تنتشر فى مساحات واسعة على والسهول هذا الحوض في الجنوب الأوروبى والغرب الآسيوى والشمال الأفريقي، ومن أشهر أمثلتها تربة سهول لبنان وشبه الجزيرة الإيطالية وسهل المرج في الشمال الليبي وتمتاز بسمكها العميق الذي يصل إلى أربعة أمتار في سهل المرج كما تمتاز بارتفاع نسبة أكاسيد الحديد بيا وهي التي أعطتها هذا اللون. وهي تربة معتدلة التماسك جيدة التركيب تندر بها القطع الصخرية الكبيرة مما يجعلها من أجود أنواع التربة صلاحية لزراعة الحبوب والزيتون والكروم والموالح من الأنواع الجيدة.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
قسم الحزام الأخضر الجنوبي ينظّم حفلاً بذكرى ولادة الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|