المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12



مخاطبات بين ابن البناء ولسان الدين  
  
439   04:27 مساءً   التاريخ: 2024-08-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص: 128-129
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-09 1220
التاريخ: 2023-09-27 1438
التاريخ: 25-4-2022 2385
التاريخ: 4-7-2016 21196

مخاطبات بين ابن البناء ولسان الدين

ومما خوطب به لسان الدين لما تقلد الكتابة العليا قول أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن البناء الوادي آشي رحمه الله تعالى :

هو العلاء جرى باليمن طائره فكان منك على الآمال ناصر

 

                                                 128

 

ولو  جرى بك ممتداً إلى أمد الأعجز الشمس ما آبت عساكره لقد حباه منيع العز خالقه بفاضل منك لا تحصى مآثره فليزه فخراً فما خلق يعارضه ولا علاة مدى الدنيا يفاخره الله أو صافك الحسنى لقد عجزت من كل ذي لسن عنها خواطره هيهات ليس عجيباً عجز ذي لسن عن وصف بحر رمى بالدر زاخره هل أنت إلا الخطيب ابن الخطيب ومن زانت حلى الدين والدنيا مفاخره فإن يقصر عن الأوصاف ذو أدب فما بدا منك في التقصير عاذره يا ابن الكرام الألى ما شب طفلهم إلا وللمجد قد شدت مآزره مهلا عليك فما العلياء قافية ولا العلاء بسجع ولا المكارم طرساً أنت راقمه ولا المناقب طباً أنت ماهره ماذا على سابق يسري إلى سنن إن كان من رفقه خل يسايره سير حيث شئت من العلياء متئداً فما أمامك سباق تحاذره أنت الإمام لأهل الفخر إن فخروا أنت الجواد الذي عزّت أوافره ما بعد ما حزته من عزة وعُلا شأو يطارد فيه المجد كابره نادت بك الدولة النصري محتدها نداء - مستنجد أزراً يوازره حليتها برداء البر مرتدياً وَصُبْحُ يمنك فجر السعد سافره فالملك . يرفل في أبراده مرحاً قد عمت الأرض إشراقاً بشائره فاهنا بها نعمة ما إن يقوم لها من اللسان ببعض الحق شاكره وليهنها أنها ألقت مقالدها إلى زكي زكت منه عناصره فإنه بدر تم في مطالعهـا قد طبق الأرض بالأنوار ناثره

وقال لسان الدين : وأهدى إلي قباقب خشب جوز وكتب معها :

ها کها ضمراً مطايا حسانا نشأت في الرياض قضباً لدانا وثوت بين روضة وغدير مرضعات من النمير لبانا

 

                                                     129

لا بسات  من الظلال برودا         دونها  القضب  رقة  وليانا

ثم  لما أراد  إكرامها الله             وسنى  لها المنى والأمانا

قصدت  بابك  العلي  ابتدارا          ورجعت  في قبولك  الإحسانا

قال  : فأجبته:

قد  قبلنا  جيادك  الدهم  لما           أن  بلونا منها   العتاق  الحسانا

أقبلت  خلف  كل حجر  تبيع            خلعت  وصفها  عليه  عيانا

فعنينا  برعيها  وفسحنا                 في  ربوع  العلا لها  ميدانا

وأردنا  امتطاءها فاتخذنا              من  شراك  الأديم  فيها  عنانا

قدمت  قبلها  كتيبة سحر                من كتاب  سبت   به  الأذهانا

مثلما  تجنب  الجيوش المذاكي            عدة  للقاء مهما  كانا

لم يرق  مقلي  ولا  راق  قلبي            كعلاها   براعة  وبيانا

من يكن  مهديا  فمثلك  يهدي              لم أجد  للثنا  عليك  لسانا

وقال  لسان الدين  : ومن أبدع  ما هز به الى  إقامة  سوقه  ورعي  حقوقه

قوله:

يامعدن الفضل  موروثا  ومكتسبا           وكل  مجد الى عليائه  انتسابا

بباب  مجدكم  الأسمى أخو  أدب               مستصرخ بكم  يستنجد  الأدبا

ذل الزمان له طورا  فبلغه                        من بعض  آماله  فوق الذي طلبا

والآن  أركبه  من كل  نائبة                      صعب  الأعنة  لا يألو به نصبا

فحملته   دواعي  حبكم  وكفى                     بذاك  شافع  صدق يبلغ الأربا

فهل  سرى  نسمة من جاهدكم  فبها                 خليفة الله  فينا  يمطر  الذهبا





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.