أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2017
1894
التاريخ: 2024-07-31
733
التاريخ: 2024-12-14
231
التاريخ: 2024-03-21
896
|
كان عهد «رعمسيس الثاني» العظيم — على الرغم مما أنجزه من أعمال ضخمة داخل البلاد، وما سار عليه من سياسة خارجية قويمة، استردَّ بها كثيرًا من مجدها وسيادتها — يحمل في تضاعيفه عند نهايته بذور الوهن والضعف والركود، فقامت الثورات في أنحاء الإمبراطورية المصرية الآسيوية، كما طمع اللوبيون فأغاروا على الحدود المصرية الغربية، وناصرهم أقوام البحار بعد أن قويت شوكتهم وعظمت قوتهم، فهاجموا مصر في ممتلكاتها، وأغراهم بها أنهم ظلوا عهدًا طويلًا لم يروا جيوش الفرعون تكيل لهم الضربات وتنزل بهم الهزائم، وتشعرهم بقوَّة مصر ومنزلتها الممتازة بين دول الشرق بعامة.
شكل 1: الفرعون مرنبتاح.
ولا غرابة في ذلك، فقد كان «رعمسيس الثاني» في أواخر حكمه الطويل قد بلغ من العمر أرذله، كما أسرف في أموال الدولة ومواردها إلى حدٍّ بعيد لإشباع شهواته التي كانت لا تقف عند حدٍّ في إقامة العمائر الدينية، ونحت التماثيل الضخمة لنفسه ولآلهته، حتى ملأ بها البلاد وحشدها في المعابد، وقد أفضى ذلك إلى نضوب أموال الدولة في نهاية حكمه، حتى اضطرَّ في آخر أمره إلى نحت تماثيله وإقامة مبانيه من المواد الرخيصة التي لا تكلفه إلا قليلًا من المال الذي نضب معينه في البلاد، وقلَّ وروده من الخارج بصورة بارزة محسة؛ يمكن أن يُشاهدها المؤرخ بعينه ويلمسها بيده إذا وازن بين ما تمَّ في باكورة حكمه، وما أنجزه في أخريات أيامه من الأعمال الباقية. وتدل شواهد الأحوال على أن هذا الفقر المادِّي قد شعرت به البلاد المجاورة، كما فطنت له الممتلكات المصرية في آسيا وغيرها.
وقد زاد الطين بلة أن دولة «خيتا» القوية، التي يرتبط بها وبمصر مصير الشرق قد انحدرت في طريق الانحلال والانهيار، بعد أن كانت صاحبة السيادة على معظم ولايات آسيا الصغرى، فقد أعقب موت عاهلها «خاتوسيل» أزمة داخلية لم تحدثنا الآثار الباقية حتى الآن بشيء كثير عنها، بيد أنه من المحتمل جدًّا أن هذا التدهور قد يرجع إلى هجوم جديد قام به أقوام البحر.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|