المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

A A Krishnaswami Ayyangar
10-7-2017
المناولة
2024-12-30
السمات والخصائص التي تتصف بها الدعاية ١ - الدعاية حقيقة وذات كيان
19-1-2021
Past, present, and future
2024-02-27
الوحدات المستعملة في التحاليل السريرية
17-8-2020
ايشيركيا القولون Escherichia coli
2024-01-16


حب المال والأخطار الأخلاقية  
  
538   09:37 صباحاً   التاريخ: 2024-09-05
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 228 ـ 229
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إذا استسلم عشاق المال دون قيد أو شرط لأهوائهم هذه فإنهم يتعرضون لأكبر المخاطر الأخلاقية والإنسانية. فهم للوصول إلى هدفهم ومبتغاهم، وهو المال، وجمعه أكثر فأكثر، يديرون ظهورهم للعدل والإنصاف والحق والفضيلة ويتنكرون لحب بني جنسهم، ويزيلون العواطف الإنسانية من أذهانهم.

{كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: 17 - 20].

إن حب المال أحياناً، وبفعل شدة التأثير على الإنسان يجعله لا يستحي من القيام بأي عمل، ولا يتورع عن ارتكاب أية جريمة، يرى الباطل حقاً، والقبيح جميلاً.

لقد حدث كثيراً، طوال تاريخ البشر أن عبيد المال، وفي سبيل الوصول إلى الثروة، قتلوا الكثيرين، وسفكوا الدماء، وداسوا الحرمات، وهتكوا الأعراض، وأحدثوا أضراراً لا يمكن تعويضها.

ولسوء الحظ فإن أمثال هؤلاء لشدة حبهم للمال، لا يشبعون منه أبداً، بل إنه كلما زادت ثرواتهم يشعرون بفقر ونقص، ويأملون في زيادة ثرواتهم، وبالتالي يكونون أكثر نهماً وحرصاً.

قال علي (عليه السلام): (الحريص فقير ولو ملك الدنيا بحذافيرها) (1).

عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) أنه قال: (من تعلق قلبه بالدنيا تعلق قلبه بثلاث خصال: هم يفني، وأمل لا يدرك، ورجاء لا ينال) (2).

مرض نفسي:

إن عشاق اكتناز المال مصابون بنوع من الأمراض النفسية والعصبية، وهم في هذا المجال مسلوبو الإرادة، ينجذبون لأهوائهم، التي تنشط في وجودهم رغماً عنهم، ولكي يبقوا بعيدين عن الأخطار، ولا يعتدوا على حقوق الآخرين، ولا ينحرفوا عن جادة الحق والعدالة، من الضروري أن يذكروا الله عز وجل دائماً، ويكبحوا هذه الرغبات المتمردة بقوة الإيمان وبموازين القانون والأخلاق، ويراقبوا أنفسهم في أن لا يخطوا خطوة خارج حدود الحق في سبيل الحصول على المال والثروة، ولا يتمرغوا في الخطيئة والخيانة، لئلّا يقعوا في مهاوي السقوط والتعاسة. والقرآن الكريم يوصي أتباعه في هذا المجال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المنافقون: 9].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، ص 61.

2ـ الكافي، ج 2، ص 320. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.