أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-11-2020
2955
التاريخ: 2024-07-24
629
التاريخ: 2024-11-27
221
التاريخ: 2024-11-13
398
|
قال تعالى: {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ}:
ذُكِرَ في مرجع ضمير {وَإِنَّهُ} قولان، هما:
• إنّ مرجع الضمير إلى الإنسان. فيكون معنى الآية: إنّ الإنسان على كفرانه بربّه شاهد متحمّل للشهادة عن علم بكفران نفسه، فتكون الآية في معنى قوله تعالى: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}[1].
• إنّ مرجع الضمير إلى الله. فيكون معنى الآية: إنّ الله تعالى شهيد على كفران الإنسان بربّه وأنّ كفرانه (أي الإنسان) عن علم منه (أي الإنسان) بالكفران.
والقول الأوّل هو الأوفق باتّساق الضمائر في سياق الآيات، بخلاف الثاني الذي لا يلائمه اتّساق الضمائر[2].
[1] سورة القيامة، الآية 14.
[2] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص346-347.
تَدَبُّر: إنّ الشهادة من الإنسان على نفسه تتصوّر على وجهين:
- الأوّل: شهادة الأعمال والسيرة عليه, وهي أصدق شاهد عليه, حيث إنّه يصرف النعم الإلهيّة في غير مصرفها الحقّ, وهو ما يرضي الله تعالى. بل يصرفه في ما يسخطه تعالى. وهذه هي الشهادة العمليّة بأنّ الإنسان كفور.
- الثاني: إنّ الإنسان إذا ارتكب سوءاً, فإنّه بحكم الوجدان والضمير، وبإلهام فطريّ, يعلم أنّه عمل سوءاً، وإنْ كان لا يقرّ به لساناً، وهذا الإلهام من الحجج الإلهيّة للإنسان. فالخالق الباري ألهمه بالفطرة الخير والشرّ:
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾ (سورة الشمس، الآيتان 7و8). والإنسان المسيء مهما أتى بالمعاذير, لتبرير عمله، ولتبرئة نفسه عند الناس, فهو في ضميره ووجدانه معترف بإساءته. قال تعالى:
﴿بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ (سورة القيامة، الآيتان 14-15).
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|