أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-08
1053
التاريخ: 2024-09-24
290
التاريخ: 2023-11-11
1248
التاريخ: 2023-10-29
1088
|
اكتمل انتقال فرنسا من عصر النهضة الى العصر الحديث في عهد لويس الرابع عشر وذلك بازدياد نمو البورجوازية الفرنسية الذي لازم تدهور النبالة. ووقف المنورون على عتبة القرن ومع ان لويس الرابع عشر قد حقق لفرنسا العظمة والمجد بتوسعاته العسكرية وبنائه للدولة القومية سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي الا ان الاضطراب الاجتماعي الذي تمثل بعدم المساواة في الثروات جعلت جميع الحقوق السياسية التي انتزعت فيما بعد لا تكون الا مظهراً عديم الجدوى لأن هذا التفاوت بحد ذاته ليس الا منبعاً للمناصب أو مصدراً للاضطراب. هذا ادانت فلسفة التنوير الملكية المطلقة. وأدانت معها سياسة الاضطهاد السياسي لها. واعتبرت العدالة المنبثقة عنها ليست سوى عدالة العبودية نفسها.
نهاية القرن الى قيام الثورة الفرنسية وبالتالي تسلم البورجوازية مقاليد الحكم حيث بدأت فرنسا تخطو نحو مرحلة جديدة هي عصر الاستعمار الفرنسي الذي ساهم نابوليون في رسم صورته الواضحة بإخضاع اوروبا للإمبريالية الفرنسية التي لم تتوقف عن النمو والازدهار على اختلاف اشكال الحكومات التي تعاقبت على حكم فرنسا طيلة القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
الملازم لقد أسقطت سياسة لويس الرابع عشر من حسابها جميع القيم والمشاعر الانسانية على حساب المجد العسكري الذي كان ينوء تحته الطبقات الفقيرة، وبذلك قدمت الملكية المطلقة في عهد لويس الرابع عشر مثالاً صارخاً للظلم والاستبداد بإلغاء مرسوم نانت والحجر على الفكر وحرية العقيدة ان مع رعايته للأدب والفن لم يكن يضاهيها رعاية حاكم آخر في جميع انحاء اوروبا. الا انها كانت جميعها تصب في قناة الأبهة والفخامة اللذين اضفاهما لويس الرابع عشر على حياته. لقد ردد الاسقف ماسيلون عند تأبين لويس الرابع عشر قوله: «ان الله وحده هو الكبير».
ومع ذلك كان عهد لويس الرابع عشر عظيماً على حد تصوير ديورانت لإيجابية ذلك العصر بقوله: «لم يشهد التاريخ من قبل حاكماً سخا مثل هذا السخاء على العلوم والآداب والفنون. لقد اضطهد لويس الرابع عشر الجانسيين والهيغونوت، ولكن في عهده كتب بسكال، ووعظ بوسويه، وعلم فينيلون. ولقد جند الفن ليخدم به مآربه ومجده، ولكن هذا الفن منح فرنسا بفضل تشجيعه روائع في العمارة والنحت والتصوير. ولقد حمى موليير من جيش من الخصوم، وآزر راسين من مأساة الى مأساة. ولم تكتب فرنسا من قبل مسرحية أفضل، ولا رسائل أفضل ولا نثراً أفضل مما كتبت في عهده. وقد أعانت عادات الملك المهذبة، وضبطه لنفسه. وصبره، واحترامه اعانت كلها على انتشار الآداب المحببة والمجاملات اللطيفة في البلاط، وعنه الى باريس وفرنسا وأوروبا. ولقد اساء استعمال بعض النساء. ولكن تحت حكمه بلغت النساء في الادب والحياة مقاماً اضفى على فرنسا ثقافة ثنائية الجنس يفوق جمالها اي ثقافة أخرى في العالم. وبعـد كـل التحفظات، وبعد الاعراب عن أسفنا لان هذا الجمال الكثير لوثته هذه القسوة الكثيرة، يحق لنا ان نضم صوتنا الى اصوات الفرنسيين في الاشادة بعصر لويس الرابع عشر بوصفه عصراً يقف على قدم المساواة مع اليونان في ايام بركليس، والرومان في ايام أوغسطس، وايطاليا في ايام النهضة، وانجلترا في ايام اليزابيت وجيمس الأول - يقف مع هؤلاء جميعاً قمة شامخة بين الشوامخ في مسار الانسانية المتعثر.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنظّم احتفالها المركزيّ بذكرى ولادة الإمام الجواد (عليه السلام) احتفالية الجمعة، 10 يناير 2025 في 8:58:02 م غرينتش+3 60
|
|
|