أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
4787
التاريخ: 6-4-2022
2203
التاريخ: 11-5-2017
3503
التاريخ: 9-4-2022
2232
|
التدخل الإلهى في انسحاب قريش
لا نجد سبباً مادياً لسحب قريش جيشها من أحُد قبل أن تحقق هدفها في قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) واحتلال المدينة ، إلا التدخل الإلهي ! فقد بعث الله الملائكة فقاتلوا مع علي ( عليه السلام ) حتى انسحب المشركون ، ثم بعث علياً ( عليه السلام ) لاعتراضهم ليتأكد من أن وجهتهم مكة وليست المدينة !
غزوة حمراء الأسد خاصة بالمجروحين في أحُد
قال القمي في تفسيره : 1 / 124 : « فلما دخل رسول الله المدينة نزل عليه جبرئيل فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ، ولا يخرج معك إلا من به جراحة ! فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منادياً ينادى يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج ، ومن لم يكن به جراحة فليقم ، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها ! فأنزل الله على نبيه : وَلاتَهِنُوا فِى ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُمْ يألَمُونَ كَمَا تَالَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لايرْجُونَ . . فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح ، فلما بلغ رسول الله بحمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء ، قال عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام ، وعمرو بن عاص ، وخالد بن الوليد : نرجع فنغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم وكبشهم يعنى حمزة ، فوافاهم رجل خرج من المدينة فسألوه الخبر فقال : تركت محمداً وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب فقال أبو سفيان : هذا النكد والبغي قد ظفرنا بالقوم وبغينا ! والله ما أفلح قوم قط بغوا » . أي إرجعوا يكفينا انتصارنا .
وفى شرح الأخبار : 1 / 282 : « وخرجوا معه ( صلى الله عليه وآله ) من غد يوم الاثنين حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهى من المدينة على ثمانية أميال ، فأقام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء ، ومر به معبد بن أبي معبد الخزاعي ، وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عَيبَة نصحٍ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بتهامة لا يخفون عنه شيئاً بها ، ومعبد يؤمئذ مشرك ، فقال : يا محمد والله لقد عزَّ علينا ما أصابك في أصحابك ، ولوددنا أن الله عز وجل عافاك فيهم ، ثم مضى يريد مكة ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحمراء الأسد ، فلقى أبا سفيان ومن معه بالروحاء وقد اجتمعوا للرجوع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه وذلك أنهم اجتمعوا هنالك وقالوا : والله ما صنعنا شيئاً ، أصبنا جل القوم وقادتهم وأشرافهم ثم نرجع قبل أن نستأصلهم ! فلما رأى أبو سفيان معبداً قال له : ما وراءك يا معبد ؟ قال : محمد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقاً ، وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم ذلك وندموا على ما صنعوا ، وبهم من الحنق عليكم شئ لم أر مثله قط !
قال : ويلك ما تقول ؟ قال : والله ما أرى أن ترحل حتى نرى نواصي الخيل ! قال : فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم حتى نستأصل بقيتهم . قال : فإني أنهاك عن ذلك ، فوالله لقد حملني ما رأيت أن قلت أبياتاً أردت أن أبعث بها إليك ، ثم جئت بنفسي . قال : وما قلت ؟ قال :
كادت تهد من الأصوات راحلتي * إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
تردى بأسد كرام لا تنابلةٍ * عند اللقاء ولا ميلٍ معازيل
فظلت عدواً أظن الأرض مائلة * لما سموا برئيس غير مخذول
وقلت ويلُ ابن حرب من لقائكم * إذا تغطمت البطحاء بالجيل
إني نذير لأهل الحزم ضاحية * لكل ذي إربة منهم ومعقول
من جيش أحمد لا أحصى قنابله * وليس يوصف ما أنذرت بالقيل
فساء ذلك أبا سفيان ومن معه ! وقال لهم صفوان بن أمية بن خلف : إن القوم قد حزبوا أي غضبوا ، وقد خشيت إن عاودتموهم أن يكون لهم قتال غير الذي كان ، وقد أصبتم ما أصبتم فارجعوا ! فرجعوا .
ولقى أبو سفيان ركباً من عبد القيس يريدون المدينة يمتارون منها ، فقال : هل تبلغون عنى محمداً رسالة ، وأنا أحمل لكم جمالكم إذا انصرفتم زبيباً بعكاظ ؟
قالوا : نعم . قال : تخبروه أنا أزمعنا الرجوع إليه وإلى أصحابه لنستأصل شأفتهم ، فمروا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو بحمراء الأسد فقالوا ذلك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده لقد سومت لهم حجارة لو صبحوا بها لكانوا كالأمس الذاهب وانصرف إلى المدينة » . ونحوه البحار : 20 / 110 ، عن تفسير النعماني .
أقول : أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) معه دليلاً وأرسل أمامه ثلاثة رجال لاستطلاع العدو ، فأمسك المشركون اثنين وقتلوهم فدفنهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما وصل إليهم ونجا الثالث .
كما استعمل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إيقاد النيران المتعددة العالية لنشر خبر مسيره وتخويف المشركين ، وروى أنهم أشعلوا خمس مئة نار ، مع أنهم كانوا نحو سبعين ! وهذا يكشف عدد الثابتين مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبضمنهم الذين رجعوا من الفرار وشاركوا في دفن شهداء أحُد ، وهم عشر السبع مئة الذين ذهبوا إلى أحُد .
هذا ، وقد ذكر رواة السلطة أسماء صحابة في حمراء الأسد ، وجعلوا فيهم فارين ولم يكونوا جرحي ! راجع : الصحيح : 6 / 302 ، المناقب : 1 / 167 والطبقات : 2 / 49 وعيون الأثر : 2 / 7 .
وفى هذه الغزوة نزل قوله تعالي : « الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ . إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » . آل عمران : 172 - 175 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|