أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
2507
التاريخ: 27-5-2018
3689
التاريخ: 2024-10-26
254
التاريخ: 17-10-2016
1801
|
بعد أن استولى أردشير بن بابك على «العراق» وقرض الدولة البرتية، وأسَّس الدولة الساسانية، أو دولة الأكاسرة الشهيرة في التاريخ؛ نظم إدارة البلاد العراقية وولَّى عليها الولاة، ولم يتعرض بديانة العراقيين ولا بعاداتهم، وأقرَّ قوانين البلاد على حالها، ولكنه اضطهد اليهود من أجل مساعدتهم للبرتيين أثناء الحروب التي قامت بينه وبين البرتيين في العراق، وأقرَّ على الحيرة وما يليها ملكًا على العرب جذيمة الوضاح، الذي كان محالِفًا له قبل فتح العراق ثم خضع لسيادته، وبسبب خضوعه هذا هاجَرَ كثير من العرب ولا سيما تنوخ التابعين لحكومة الحيرة، ونزلوا بادية الشام لأنهم أَبَوا الرضوخ للفرس.
وبقي العراق في هدوء حتى مات أردشير سنة 241م، بعد أن حكم خمس عشرة سنة (226–241)، ومن مبانيه في «العراق» مدينة «بهرسير»، بناها على «دجلة» تجاه «أكتسيفون» في الجانب الغربي، وعدة حصون وقلاع منها قلعة كبيرة بالقرب من موقع «البصرة» عدا ما حفره من الأنهار، وما جدَّدَه من المدن منها مدينة «سلوقية»، فإنه جدَّدَ بناءها فسُمِّيَتْ بعد حينٍ «أرداشير «.
مات هذا الفاتح والدولة الساسانية التي أسَّسَها في دورة التأسيس، ولم يفتح بعد العراق — بعد محو البرتيين والتغلُّب على مملكتهم — غير بلاد ما بين النهرين التي أعلن الحرب من أجلها على الروم في عهد القيصر ألكسندر سويروس، وأخذ منه جميع تلك البلاد، ثم وسَّع خلفاؤه المُلك بفتوحات جديدة، حتى صارت هذه الدولة من أعظم دول الأرض في تلك الأزمنة.
وتولى بعد أردشير الأول ابنه شابور الأول (241–272م) الذي أدخل القسم الأعظم من جزيرة العرب تحت حماية الفرس، وبنى في «العراق» مدينة «تكريت» التي صارت بعد حينٍ مركزًا للبعاقبة النصارى، وظهر في أيامه ماني المشهور الذي ادَّعَى النبوة في بلاد فارس، وشابور هذا هو الذي أسر ملك الروم والريانوس قيصر وأرسله أسيرًا إلى «بابل»، بعد حروب شديدة استمرت أعوامًا بين الدولتين، ولكنه اندحر أخيرًا أمام أذينة الثاني العربي ملك «تدمر» الخاضع لسيادة الرومانيين، حتى استردَّ منه باسم الرومانيين جميع بلاد الجزيرة، وظلَّ يطارده حتى دخل «العراق» وحاصَرَ مدينة «سلوقية» سنة 261م، ثم رجع بمَن معه من جيوش العرب والروم؛ لاختلال حدث في المملكة الرومانية.
وتولَّى بعده ابنه هرمزد — هرمز — الأول سنة 272م، ثم بهرام الأول سنة 273م، وهو الذي قتل ماني وسعى في محو مذهبه من بلاد فارس، وأعلن الحرب على الروم، فانخذل أمامهم فطاردوه إلى «العراق» واستولوا على مدينتي «سلوقية» و«أكتسيفون»، ثم رجعوا إلى ما بين النهرين. وخلفه بهرام الثاني سنة 276م، ثم بهرام الثالث سنة 293م، فلم يملك غير أربعة أشهر، فتولَّى في السنة نفسها نرسي بن بهرام الثاني، وهو الذي حفر في العراق بنواحي الكوفة نهرَ النرس الذي يأخذ من الفرات (1)، وفي أيامه جعل نهر «الخابور» حدًّا فاصلًا بين العراق والروم، أو بين المملكة الفارسية والمملكة الرومانية، وتولى بعده هرمزد الثاني (سنة 302–309م)، وفي كل هذه المدة لم يحدث في العراق اضطراب أو اختلال داخلي.
..........................................
1- وهو الذي كراه الحجاج بن يوسف أمير العراق في عهد الأمويين، فسُمِّي نهر النيل، وكان عليه عدة قرى من جملتها «نرس «.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|