أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-06-2015
2628
التاريخ: 27-8-2021
2720
التاريخ: 23-12-2021
2495
التاريخ: 21-10-2014
4025
|
مقا- سوغ : أصل يدلّ على سهولة الشيء واستمراره في الحلق خاصّة ، ثمّ يحمل على ذلك. يقال ساغ الشراب في الحلق سوغا ، وأساغه اللّٰه جلّ جلاله. ومن المشتقّ منه قولهم : أصاب فلان كذا فسوّغته إيّاه. وأمّا قولهم هذا سوغ هذا : أي مثله ، فيجوز أن يكون من هذا ، أي انّه يجري مجراه ويستمرّ استمراره ، ويجوز أن يكون السين مبدلة من صاد ، كأنّه صيغ صياغته.
مصبا- ساغ يسوغ سوغا من باب قال : سهل مدخله في الحلق ، وأسغته إساغة : جعلته سائغا ، ويتعدّى بنفسه في لغة. وقوله تعالى : . {وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} [إبراهيم : 17] أي يبتلعه ، ومن هنا قيل ساغ فعل الشيء بمعنى الإباحة ، ويتعدّى بالتضعيف ، فيقال سوّغته أي أبحته. والسواغ : ما يساغ به الفضّة. وأسغتها إساغة : ابتلعتها بالسواغ.
لسا- وساغ الطعام سوغا : نزل في الحلق. وأساغه هو وساغه يسوغه ويسيغه سوغا وسيغا وأساغه اللّٰه ايّاه. ويقال أساغ فلان الطعام والشراب يسيغه وسوّغه ما أصاب : هنّأه ، وقيل تركه له خالصا. وسغته أسيغه وسغته أسوغه ، يتعدّى ولا يتعدّى ، والأجود أسغته إساغة يقال أسغ لي غصّتي أي أمهلني ولا تعجلني.
والسواغ : ما أسغت به غصّتك ، يقال سواغ الغصص. وشراب سائغ وأسوغ : عذب. وطعام أسوغ سيّغ : يسوغ في الحلق. وساغ له ما فعل أي جاز له ذلك ، وأنا سوّغته له أي جوّزته. وسوغ الرجل : الّذي يولد على أثره وان لم يك أخاه ، وسوغه أخوه لأبيه وامّه. وهذا سيغ هذا : إذا كان على قدره.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو ما يجري موافقا للميل والطبع. فمن ذلك الشراب السائغ : إذا كان وفق الذائقة وجهاز الهاضمة ، وهكذا الطعام السائغ : إذا كان موافقا وله جريان في جهاز الهاضمة ، بأن يكون طعاما رقيقا. وعمل سائغ : إذا كان له جريان موافقا للصلاح وعلى مقتضى الطبيعة الحقّة.
فالإباحة والتجويز والسهولة والاستمرار والامهال وأشباهها : قد تكون من لوازم الأصل وآثاره.
والفرق بين السوغ والصوغ : أنّ الصوغ يلاحظ فيه جهة التقدير والاختلاق. وفي السوغ جهة الجريان على وفق الطبع.
{نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ } [النحل : 66].
خالصا من دم وكثافة وكراهة ، وموافقا للطبع والذائقة ، لا يشابه الدم والفرث في لون ولا في طعم ولا في جنس.
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر : 12].
العذب يقابل الملح. والفرات يقابل الأجاج ، كالشجاع ولم يذكر ما يقابل السائغ ، فانّ الماء إذا كان ملحا وأجاجا مرّا : لم يكن سائغا للشارب ولم يوافق الذائقة بل يستكرهه.
{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} [إبراهيم : 16 ، 17].
الصديد القيح الخارج من الجروح وهو الخارج من تجسّم التجبّر والتعنّد .{ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى} [إبراهيم : 15 ، 16] فيشرب جرعة فجرعة ، ولا يتمكّن من جعله سائغا له ، ويتهيّأ له الموت وتقبل عليه أسبابه وشدائده ، وما هو بميّت ويبقى حيّا.
هذا بحسب ظاهر الآية الكريمة ومن جهة المفاهيم المادّيّة.
وأمّا من جهة عالم فوق المادّة ، قلنا إنّ التجبّر والتعنّد يتجسّمان متناسبين لتلك العالم ، ويتظاهر منها ما يكون كثيفا صديدا قيحا ظلمانيّا في عالمه.
والتغذّي منه والانس به والتلوّن والتكيّف به وتجرّعه وتحمّله في غاية الشدّة والكلفة ونهاية الزحمة وهو العذاب الأليم.
وهذه حالة ليس فيها نور ولا حياة ولا سعة ولا روحانيّة ولا رحمة ، وهم متوغّلون في آثار عالم المادّة ، أحاطت بهم ظلمات الأنانيّة ، وانّهم في إدامة هذه الحالة كالأموات-. { وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت : 64].
و هذا معنى قوله تعالى : . {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} [إبراهيم : 17].
فظهر أنّ السوغ يستعمل في المادّيّات والروحانيّات ، وهو أعمّ منها.
_____________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|