أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2019
1480
التاريخ: 2023-10-19
983
التاريخ: 15-11-2016
1981
التاريخ: 2024-10-30
335
|
لما تم فتح العراق بعد سقوط المدائن عاصمة الفرس على يد سعد بن أبي وقاص في سنة 16ﻫ الموافقة لسنة 637م؛ رتب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب العمال، وقدَّر رواتبهم، وأقر أبا موسى الأشعري على ولاية البصرة، وجعل له ستمائة درهم في الشهر، ووجه شريح بن الحارث على قضاء البصرة، وأجرى عليه مائة درهم وعشرة أجربة في الشهر (1).
وكتب إلى أبي موسى الأشعري بإبقاء الخراج بالمساحة باعتبار الجريب كما كان في أيام الفرس؛ على الجريب من الحنطة قفيز ودرهم — أو أربعة دراهم — وعلى الشعير درهمين، وعلى الجريب من النخل ثمانية دراهم، ومن الكرم — العنب — عشرة دراهم، ومن القصب ستة دراهم، ومن الرطبة خمسة دراهم، سواء زُرِعَت الأرض أم تركت — والجريب 3600 ذراعٍ مربعٍ، والقفيز عُشْر الجريب — أما الأراضي التي كانت للدولة الفارسية المنقرضة وهي التي صارت ملكًا للدولة الإسلامية؛ فإنه وضع عليها العُشْر كما وضع المكس على التجارة.
وأبقى الجزية على أهل الذمة كما كانت في عهد الفرس باعتبار درجات الناس ومقدرتهم، واستثنى نصارى العرب منها، وجعل عليهم الزكاة كالمسلمين؛ لأنهم نصروا جيوشه.
وبعد أن كان موضع البصرة معسكرًا للجيش الإسلامي تقيم فيه العرب مع نسائهم وأولادهم كما يقيم جيش الاحتلال في هذا العصر؛ صار ذلك الموضع مدينة كبيرة ذات أسواق واسعة وبيوت فخمة، وسُمِّيَت بهذا الاسم «البصرة» لأنها بنيت على أرض غليظة ذات حجارة رخوة بيضاء — إذ تسمي العرب مثل هذه الأرض البصرة — وأخذت عمارتها تزداد يومًا فيومًا منذ أيام عمر بن الخطاب.
ولما قُتِلَ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب في أواخر سنة 23ﻫ الموافقة لسنة 644م، وتولى بعده عثمان بن عفان؛ أقر أبا موسى الأشعري على البصرة، ثم عزله في سنة 29ﻫ وولاها عبد الله بن عامر بن كريز — وهو ابن خال عثمان — وكان حدث السن (2)،وفي أيامه في سنة 23ﻫ طعن أهل الكوفة في عثمان، وأنكروا عليه ولاية جماعة من أقربائه لا يصلحون للإمارة، ثم سكنوا، ولكنهم ظلوا ناقمين عليه سرًّا حتى إذا ما كانت سنة 35ﻫ ثاروا، واتفق معهم أهل البصرة وأهل مصر، وخرج خمسمائة رجل من الكوفة ومثلهم من البصرة ومثلهم من المصريين، واجتمعوا بالمدينة، وطلبوا من عثمان عزل عماله، وكان عثمان قد سار على سيرة الشيخين بادئ بدء، ثم غير سيرته فعزل أكثر الولاة القديرين، وولى أقرباءه؛ لأنه كان كلفًا بأهله مستسلمًا إلى أقربائه من بني أمية حتى نقم عليه أكثر أصحابه ونفروا منه. فكبرت الفتنة فحاصروه في داره، ثم هجموا عليه وقتلوه بعد حوادث طويلة، وذلك في 18 ذي الحجة سنة 35ﻫ الموافقة لسنة 656م.
وبُويِعَ بالخلافة الإمام علي في 25 ذي الحجة من السنة المذكورة، فعزل أكثر ولاة عثمان، منهم أمير البصرة عبد الله بن عامر؛ فإنه عزله في أوائل سنة 36ﻫ الموافقة لسنة 656م، وولى مكانه عثمان بن حنيف، فلما وصل البصرةَ الأميرُ الجديد ولى على شرطة البصرة حكيم بن جبلة.
..........................................
1- وبقي شريح على القضاء إلى أيام الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة 75ﻫ فاستقال.
2- قيل كان عمره حينذاك 25 سنة. ثم ولاه عثمان في سنة 31ﻫ على الجيش في بلاد فارس، وعهد إليه أن يتم فتحها، ففتحها، وانقرضت دولة الأكاسرة على يده في سنة 31ﻫ الموافقة لسنة 651م في أيام عثمان.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|