أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2022
2172
التاريخ: 7-12-2015
2656
التاريخ: 7-10-2014
2315
التاريخ: 22-04-2015
2916
|
كل من يخوف المؤمنين فهو شيطان
قال تعالى : {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران : 175].
أقول : هذه الآية تعقيب على الآيات التي نزلت حول غزوة « حمراء الأسد » « 1 » ولفظة « ذلكم » إشارة إلى الذين كانوا يخوفون المسلمين من قوة قريش ، وبأس جيشهم لإضعاف معنويات المسلمين . وعلى هذا الأساس يكون معنى هذه الآية هو :
إن عمل نعيم بن مسعود أو ركب عبد القيس من عمل الشيطان لكي يخوفوا به أولياء الشيطان ، يعني أن هذه الوساوس إنما تؤثر في اتباع الشيطان وأوليائه خاصة ، وأما المؤمنون الثابتون خطا فلا تزل أقدامهم لهذه الوساوس مطلقا ولن يرعبوا ولن يخافوا أبدا ، وعلى هذا الأساس فأنتم لستم من أولياء الشيطان ، فلا تخافوا هذه الوساوس ، ويجب أن لا تزلزلكم ، ولا أن تزعزع إيمانكم .
إن التعبير عن نعيم بن مسعود أو ركب عبد القيس ووصفهم ب « الشيطان » إما لكون عملهم ذلك من عمل الشيطان ومستلهم منه ومأخوذ من وحيه ، لأن القرآن يسمي كل عمل قبيح وفعل مخالف للدين بأنه عمل شيطاني لأنه يتم بوسوسته ، ويصدر عن وحيه إلى أتباعه .
وإما أن المقصود من الشيطان هم نفس هؤلاء الأشخاص ، فيكون « هذا المورد » من الموارد التي يطلق فيها اسم « الشيطان » على المصداق الإنساني له لأن للشيطان معنى وسيعا يشمل كل غاو مضل ، إنسانا كان أم غير إنسان كما نقرأ في سورة : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} [الأنعام : 112] .
ثم أنه سبحانه يقول في ختام الآية : وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ يعني أن الإيمان باللّه والخوف من غيره لا يجتمعان ، وهذا كقوله سبحانه في موضع آخر : {فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} [الجن : 13] ، وعلى هذا الأساس فإن وجد في قلب أحد الخوف من غير اللّه كان ذلك دليلا على نقصان إيمانه وتأثره بالوساوس الشيطانية لأننا نعلم أنه لا ملجأ ولا مؤثر بالذات في هذا الكون العريض سوى اللّه الذي ليس لأحد قدرة تضاهي قدرته .
وأساسا لو أن المؤمنين قارنوا وليهم ( وهو اللّه سبحانه ) بولي المشركين والمنافقين ( الذي هو الشيطان ) لعلموا أنهم لا يملكون تجاه اللّه أية قدرة ، ولهذا لا يخافونهم قيد شعرة .
وخلاصة هذا الكلام ونتيجته هي أن الإيمان أينما كان ، كانت معه الشجاعة والشهامة فهما توأمان لا يفترقان .
____________
( 1 ) بعد معركة أحد التي خص فيها الجرحى والمصابين وهي اسم مكان . ( راجع الأمثل : ج 3 ، ص 7 ) .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|