أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2019
2976
التاريخ: 2-2-2015
7496
التاريخ: 12-02-2015
3278
التاريخ: 8-02-2015
3448
|
سنة عشر من الهجرة؛ ونجران ببلاد اليمن كان أهلها نصارى ذكر المؤرخون هذا الوفد وذكروا سنة قدومه ولم يذكروا الشهر .
قال ابن الأثير في حوادث سنة عشر : ذكر وفد نجران مع السيد والعاقب ثم قال واما نصارى نجران فإنهم أرسلوا العاقب والسيد في نفر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وأرادوا مباهلته فخرج ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين فلما رأوهم قالوا هذه وجوه لو أقسمت على الله ان يزيل الجبال لأزالها ولم يباهلوه وصالحوه على ألفي حلة ثمن كل حلة أربعون درهما وعلى ان يضيفوا رسله وجعل لهم ذمة الله تعالى وعهده ان لا يفتنوا عن دينهم ولا يعشروا وشرط عليهم ان لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به اه .
وفي وفد نجران نزلت آية المباهلة وهي قوله تعالى في سورة آل عمران { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران: 59 - 61] , قال الرازي في تفسيره أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت عند حضور وفد نجران عند الرسول (صلى الله عليه واله) وقال الواحدي في أسباب النزول : قال المفسرون قدم وفد نجران وكانوا ستين راكبا على رسول الله (صلى الله عليه واله) وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول امرهم فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون الا عن رأيه واسمه عبد المسيح والسيد امامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وامامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول الله (صلى الله عليه واله) ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب الحبرات جبات وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ما رأينا وفدا مثلهم وقد حانت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) دعوهم فصلوا إلى المشرق فكلم السيد والعاقب رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال لهما أسلما فقالا قد أسلمنا قبلك قال منعكما من الاسلام دعاؤكما لله ولدا وعبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير قالا إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه وخاصموه جميعا في عيسى ثم روي أنهما قالا للنبي (صلى الله عليه واله) ما تقول في عيسى فسكت ونزل القرآن وفيه {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إلى قوله {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية فدعاهما رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى الملاعنة اه .
وقال ابن طاووس فيما رواه في كتاب الاقبال ان أبا حارثة اسمه حصين بن علقمة وهو من بكر بن وائل والعاقب اسمه عبد المسيح بن شرحبيل والسيد اسمه الأهتم أو الأيهم بن النعمان ، فإذا كان الله تعالى قد خلق آدم وابدعه من التراب بغير أم ولا أب فخلق عيسى (عليه السلام) من أم بدون أب أقل غرابة ، وعن عائشة ان رسول الله (صلى الله عليه واله) خرج يعني إلى المباهلة
وعليه مرط مرجل من شعر اسود فجاء الحسن فادخله ثم جاء الحسين فادخله ثم فاطمة ثم علي قال انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ومثله في تفسيري النيسابوري والرازي وزادا ويطهركم تطهيرا ثم قالا وهذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث انتهى وقال في الكشاف : وفيه دليل لا شئ وأقوى منه على فضل أصحاب الكساء (عليه السلام) وفيه برهان واضح على صحة نبوته (صلى الله عليه واله) لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف انهم أجابوا إلى ذلك انتهى وقال الرازي : قالوا يا أبا القاسم رأينا ان لا نباهلك فقال فإذا أبيتم المباهلة فاسلموا فأبوا قال فاني أناجزكم القتال فقالوا ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك الخ ما مر وقال الواحدي في أسباب النزول : قال الشعبي أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم اه .
وفي مجمع البيان : لما دعاهم رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا في غد فان غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته وان غدا بأصحابه فباهلوه فإنه ليس على شئ فلما كان الغد جاء النبي (صلى الله عليه واله) آخذا بيد علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يمشيان وفاطمة تمشي خلفه وخرج النصارى وتقدمهم أسقفهم فلما رأى النبي (صلى الله عليه واله) قد اقبل بمن معه سال عنهم فقيل هذا ابن عمه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه وهذان ابنا بنته من علي وهما من أحب الخلق إليه وهذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه ثم قال وأنفسنا يعني عليا خاصة ولا يجوز ان يكون المعني به النبي (صلى الله عليه واله) لأنه هو الداعي ولا يجوز ان يدعو الإنسان نفسه وانما يصح ان يدعو غيره وإذا كان قوله وأنفسنا لا بد ان يكون إشارة إلى غير الرسول وجب ان يكون إشارة إلى علي لأنه لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين علي وزوجته وولديه في المباهلة وهذا يدل على غاية الفضل وعلو الدرجة في البلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد إذ جعله الله نفس الرسول وهذا ما يدانيه فيه أحد ولا يقاربه ومما يعضده من الروايات ما صح عن النبي (صلى الله عليه واله) انه سئل عن بعض أصحابه فقال له قائل فعلي فقال انما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي وقوله (صلى الله عليه واله) لبريدة الأسلمي يا بريدة لا تبغض عليا فإنه مني وأنا منه .
وعاد وفد نجران بعد ان صالحهم الرسول على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما جيادا فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك وكتب لهم كتابا على ما صالحهم عليه وكان الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لنجران وحاشيتها في كل صفراء وبيضاء وثمرة ورقيق لا يؤخذ منهم شئ غير ألفي حلة من حلل الأواقي ثمن كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فبحساب ذلك يؤدون ألفا منها في صفر وألفا منها في رجب وعليهم أربعون دينارا مثواة رسولي فما فوق ذلك وعليهم في كل حدث يكون باليمن من كل ذي عدن عارية مضمونة ثلاثون درعا وثلاثون فرسا وثلاثون جملا لهم بذلك جوار الله وذمة محمد بن عبد الله فمن اكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتي منه بريئة وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا اه.
ثم إنه يستفاد من الآية الشريفة أمور .
الأول ان الحسن والحسين ابنا رسول الله (صلى الله عليه واله) وان ابن البنت ابن حقيقة ويؤيده قوله (صلى الله عليه واله) ابناي هذان امامان ان قاما وان قعدا .
وفي تفسير الرازي : هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين (عليه السلام) كان ابني رسول الله (صلى الله عليه واله) وعد ان يدعو أبناءه فدعاهما فوجب ان يكونا ابنيه قال : ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى ومعلوم ان عيسى (عليه السلام) انما انتسب إلى إبراهيم (عليه السلام) بالأم لا بالأب فثبت ان ابن البنت قد يسمى ابنا .
الثاني ان عليا أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لما سمعتو اعترف به الفخر الرازي في تفسيره .
الثالث فضل أصحاب الكساء عموما كما اعترف به الزمخشري .
الرابع انهم المرادون باهل البيت في آية التطهير ؛ واحتمال إرادة أزواج النبي (صلى الله عليه واله) وحدهم بقرينة ما قبل الآية وما بعدها ينفيه تذكير الضمير والأخبار الدالة على أن المراد باهل البيت أصحاب الكساء كالخبر السابق وغيره ؛ واحتمال دخول النساء فيهم وتذكير الضمير للتغليب ينافيه أصالة الحقيقة ؛ وما رواه الإمامان مسلم وابن حنبل من انكار زيد بن أرقم على حصين بن سبرة لما قال له أ ليس نساؤه من أهل بيته فقال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده كما بيناه في اقناع اللائم عند ذكر حديث الثقلين وما رواه الترمذي وصححه الحاكم على شرط البخاري من أنه (صلى الله عليه واله) جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الحديث وهو يدل على انحصار أهل البيت في ذلك الوقت في الخمسة وفي دلالة الآية على عصمتهم من الذنوب ما لا يخفى .
قال الشهيد أعلى الله درجته في مقدمات الذكرى لا يقال صدر الآية وعجزها في النساء فتكون فيهن قلنا يأباه الضمير وهذا النقل الصحيح والخروج من حكم إلى آخر في القرآن الكريم كثير جدا اه ومر في أدلة إمامته ما يرتبط بالمقام .
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|