أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2593
التاريخ: 3/10/2022
2412
التاريخ: 22-1-2018
2520
التاريخ: 25-4-2022
2332
|
مرحلة الطفولة الوسطى... إنه وقت الإبداع المعرفي والطموح العظيم، عندما يقترب العقل من حجمه البالغ ويمكنه التركيز على جمع خيوط خدمة الشبكة الداخلية خاصته - أي يصير قادرًا على تنظيم وتضخيم وتحليل عشرات المليارات من المشابك العصبية التي تسمح لخلايا المخ ... بالتواصل». - ناتالي أنجير
في سن السادسة تقريباً، تبدأ الغدد الكظرية بإغراق الدماغ بهرمون الديهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEA) وغيره من الهرمونات، مما يشير إلى بدء عنفوان التكظر، أو مرحلة الطفولة الوسطى. ترتبط التغييرات المصاحبة في الدماغ بقفزة هائلة إلى الأمام في المنطقية، تشمل القدرة على التحكم في الاندفاعات العاطفية والتخطيط وتقييم العواقب. ستستمر هذه القدرات في النضوج حتى سن الرشد، لكن الطفل في عامه السادس يكون أقدر بدرجة ملحوظة على استخدام التفكير المنطقي لإدارة نفسه، مقارنة بنفسه في السابق. في حين يتوقف الدماغ عن النمو، يحتفظ الجهاز العصبي بمرونته، ويوجه نفسه صوب التعلم بجميع أنواعه: القراءة والرياضيات واللغات والمهارات البدنية والقيم وحتى العادات. وبينما ينتقل الدماغ من النمو إلى تنظيم نفسه يكتسب الطفل مهارات ضبط النفس والعزم التي يحتاج إليها في سعيه نحو الأهداف التي تهمه على الرغم من أن اهتماماته ستتطور وتتغير على مدى سنوات المراهقة فإن ثقته باستكشاف مواطن شغفه وإتقانها تتبلور الآن هذه أيضًا هي السنوات التي يتعلم فيها الطفل مباهج المساهمة والاستقلالية، إذ يتولى المسؤوليات وأشكال العناية بالذات المناسبة لعمره. السنوات من الخامسة إلى التاسعة هي الفترة التي يبدأ فيها الطفل عد نفسه قادرًا على الإتقان. لتر كيف يمكن للأبوين تطوير ممارسات نصب السقالات التي نستخدمها منذ مرحلة الرضاعة لتشجيع تطور حس الإتقان لدى الطفل في سن المدرسة.
1. تقديم نموذج. صارت دروس إدارة الذات عاطفياً و(كيفية فعل الأشياء) التي كنت تقدم نموذجًا لها منذ البداية أكثر تعقيدا الآن، نظرا إلى ازدياد تعقد المهارات التي تعلمها طفلك بوضوح، بدءًا من كيفية رفض دعوة لمناسبة اجتماعية إلى كيفية أداء الأعمال المنزلية...
ما علاقة القيم بالإتقان؟ تُشكل القيم نظرتنا إلى العالم وكيف نتعامل فيه. تشمل ما نعتز به مثل التعاليم الروحية، والصفات التي نعتقد أن التحلي بها مهم مثل الصدق. بعض القيم – مثل حب التعلم والإنصات إلى دليلنا الداخلي والعمل بجد والمثابرة والفضول والمرح - تسهم بصورة مباشرة في تطور حس الإتقان. ويتعلم أطفالنا القيم من خلال مراقبتهم لما نفعله وتوصلهم إلى استنتاجات حول ما نعتقد أنه مهم في الحياة بصرف النظر عما نعلمه لطفلتنا عن وعي، فسوف تفهم قيمها وتشكلها بناءً على ما ترى أننا نفعله. إذا أخبرتها بأن كرة القدم تدور حول المتعة والمهارات والتمرين والعمل الجماعي (جميع سمات الإتقان)، لكن سؤالك الأول ظل يدور حول من ربح المباراة، فسوف تتعلم أن الفوز هو حقا ما يهم.
2. توفير الأدوات والاستراتيجيات. إن الانضباط الذاتي الذي صار الدماغ قادرًا عليه في مرحلة الطفولة الوسطى يجعل هذا الوقت مثالياً المساعدة الطفل في تطوير العادات والاستراتيجيات التي سيستخدمها طوال حياته. ضع في حسبانك كلا من الأعمال الروتينية – أداء الواجبات المنزلية وكتابة خطابات الشكر - وطرق العيش مثل المثابرة في مجابهة الصعوبات والاستكشاف الفضولي والنظر إلى العالم نظرة تفاؤلية تسهم كل تلك العادات في الإتقان.
3. التسلسل. (سنتناول وجبة خفيفة أولا ثم ننجز الواجب المنزلي، ثم يمكنك اللعب في الخارج، تماما مثل كل يوم. دائما ما ننهي عملنا قبل اللعب). فضلا عن مساعدة الطفل في تعلم التنظيم الذاتي وترسيخ عادات مثمرة، يساعده التسلسل على تطوير مهارات الأداء التنفيذي الذي يتضمن التخطيط والحفاظ على النظام والمواصلة حتى النهاية وإتمام المهمة وفق معايير معينة. يولد بعض الأشخاص بقدرات أكبر في هذه المهارات، لكن الروتين وغيره من أشكال التسلسل يساعد الطفل على صقل هذه القدرة.
4. دعم التنظيم العاطفي. في حين تختفي نوبات الغضب عادةً ويطويها النسيان ما إن يشق الأطفال طريقهم عبر المرحلة الابتدائية، إلا أننا نستطيع مساعدتهم على شحذ تنظيمهم الذاتي من خلال إشراك وظائف دماغهم العليا. تأمل الطريقة التي يمكن بها إنجاح هذا مع زاك، الذي بدأ صفه الثاني توّا، ويجد صعوبة متزايدة في إنجاز واجباته المنزلية. يقاوم الجلوس لإنجازها وكثيرا ما ينتهي به الأمر إلى الصراخ أو البكاء. يوصي بعض الخبراء الآباء بالانسحاب ببساطة من صراع السلطة هذا، ومنح الطفل مسؤولية إكمال تكليفات المعلم. لكن والدي زاك يريان أنه بحاجة إلى عون في إدارة المشاعر التي تسبب ثوراته أيما كانت حتى يمكنه الانخراط في دراسته لن يفيد الانسحاب إلا بتركه وحيدا من دون دعم باستخدام الأدوات المذكورة في فصل التدريب العاطفي، كثفا اتصالهما معه باللعب خلال عطلة نهاية الأسبوع لتوطيد ثقته بهما. ثم في يوم الاثنين، عندما اقترح الأب أكثر من مرة أن يبدأ زاك بإنجاز واجباته المنزلية وراح زاك يقاوم، شاكسه والده بمرح قائلاً: «تعالَ إلى هنا، أنت لا تؤدي الواجبات المنزلية أبدا، يا فتى أنت سننظر في هذا الأمر!». أخيرا، نظر الأب في عيني ابنه، وأعلن بلطف مشوب بالحزم: «حسنا يا زاك. لقد انتهينا من اللعب. حان وقت الجلوس والبدء بالواجبات المنزلية». انفجر زاك ببكاء غاضب بقي الأب مع زاك وهو يصرخ بأن الواجبات المنزلية غبية وأن معلمه غبي، وأن والده غبي. عندما هاجم زاك أباه قال: «على رسلك يا رفيق، لا أريد أن تقترب هاتان اليدان القويتان من وجهي. هيا، سأمد لك يدي لتدفعهما»، في حين احتج زاك قائلا: لا أريد يديك!»، كافح لدفعهما أخيرا، انهار زاك بين ذراعي أبيه، منتحبا. وبعد خمس دقائق رفع ناظريه إلى الأعلى قائلا: «أبي أنا لا أستطيع إنجاز تلك الواجبات. أنا مجرد غبي!». سواء كان زاك بحاجة إلى عوينات أو إلى بعض المساعدة الإضافية في تعلم القراءة، فإن مشكلة واجبه المنزلي في طريقها إلى الحل. والأهم من ذلك، أنه تعلم كيف يواجه العواطف التي تعوق تقدم كل طفل بين حين وآخر مع مرور الوقت سيصير مرتاحًا مع مشاعره إلى درجة تمكنه من السماح لها بالعبور، وتخطي الصراع، ومواجهة مخاوفه. إن مواجهة مخاوفنا أمر ضروري لحل مشكلاتنا ولاكتساب الثقة العاطفية اللازمة للإتقان.
5. التذكير. لأننا نرى أن أطفالنا صاروا قادرين على ما هو أكثر بكثير، نتوقع منهم المزيد. لذلك، غالبا ما تُحبطنا حاجتنا المستمرة إلى التذكير. ينبغي أن تضع في الحسبان أنه ما من سبب يدعو طفلنا إلى مشاركتنا أولوياتنا. نحن نعلم أن الأسنان لا بد أن تغسل كل يوم، لكن في أي لحظة، ستحمل مخططاته عشر أولويات منافسة أكثر جاذبية وتبدو أشد إلحاحا بالنسبة إليه إن كان لديك طفل يطور عادات راسخة بسهولة، فقد لا تضطرين إلى تذكيره بالأعمال الروتينية مثل غسل الأسنان أو تعليق سترته، لكنك أيضًا ستجدينه أقل مرونة حينما يتعلق الأمر بالتغيير. ماذا عن أغلب الأطفال؟ إنهم يحتاجون إلى تذكيرات صبور لفترة طويلة حتى تترسخ عاداتهم. ونظرًا إلى أن ذلك يُعد جزءًا من مسماكِ الوظيفي، فحري بك العثور على طريقة لتقبله والاستمتاع به، بدلا من الاستياء منه.
6. التشجيع. تزداد صعوبة منح الملاحظات المفيدة مع زيادة تعقد أطفالنا. تأمل كيف سيستجيب أغلبنا لهذا التساؤل الشائع من طفلته البالغة من العمر ست سنوات:
زوي: انظري يا أمي! هل تعجبكِ رسمتي؟ الأم: أحب رسمتك!
زوي: حقا؟ هل تعجبك أشجاري؟
الأم: إنها رائعة!
زوي: [تتأملها] يبدو ذلك... إنها غابة تخص ساحرة.
الأم: مدهش.
زوي: هل يمكننا تعليقها؟
الأم: بالتأكيد، بعد أن أنتهي من الطهي.
زوي: حسنا... سأرسم واحدة أخرى.
تقضي زوي دقيقتين في إنتاج نسخة أقل تفصيلا من رسمتها الأولى.
زوي: أمي، انظري! هل تعجبك هذه؟
الأم: إنها رائعة!
زوي: [تتأمل رسمتها في إحباط] إنها لا تعجبني... ليست جميلة.
الأم: بل هي جميلة بالطبع! لا تقولي هذا!
زوي: هل أنا رسامة ماهرة؟
الأم: بالطبع يا عزيزتي إنكِ رسامة رائعة! هل تريدين رسم المزيد ريثما أنهي العشاء؟
زوي: لا... لقد تعبت من الرسم أشعر بالضجر... هل يمكنني مشاهدة التلفزيون؟
تحاول والدة زوي جاهدة الإطراء بابنتها، ومنحها ملاحظات إيجابية. لكن ما الذي تعلمته زوي؟ تعلمت أنها، في كل مرة، تخربش فيها لوحة على عجل وتريها لوالدتها، يمكنها ضمان شعور لحظي بالرضا من إطراء والدتها، وليس بالضرورة شعورًا بالرضا تجاه عملها. وتعلمت أنها لا تستطيع الوثوق بحكمها الشخصي، ستقرر والدتها بحسن نية ما إذا كان عملها جيدًا بما يكفي. وتعلمت أن أمها مشتتة إلى درجة تمنعها من مناقشة العالم الداخلي (الذي هو غابة الساحرة في هذه الحالة)، الذي يلهمها أو يقلقها. وأنه على الرغم من أن لديها شكوكا حيال أشجارها، تعتقد أمها أنها رسامة بارعة - ربما لا تعرف أمها ما يكفي لمساعدتها صارت تشتبه سرا في أنها لا تستطيع رسم الأشجار، ولا تعرف كيف يمكنها التعلم، لذلك ربما يجدر بها ألا تحاول حتى الأمر الذي سيخلق فقط مزيدا من البراهين على عجزها. إن الضغط الواقع عليها للحفاظ على سمعتها بوصفها (رسامة ماهرة) يقوض بالفعل اهتمامها بالرسم. بالطبع تفعل والدة زوي ما كان ليفعله معظمنا، تحاول جاهدة تشجيع ابنتها. إنها فخور بموهبة طفلتها الفطرية، التي تبدو حقا غير عادية. سوف تُصدّم لو أدركت أنها تقلل من اهتمام طفلتها الناشئ بالفن. من سوء الحظ، يبدأ الأطفال الذين لا يكتسبون ثقة بقدرتهم على الإتقان بالإحجام عن الاستكشاف والممارسة، ويلتمسون العزاء في السعي الضحل نسبيًّا (والأقل إرضاءً) إلى الترفُّه أمام الشاشات، كما فعلت زوي هنا عندما قررت التوقف عن الرسم ومشاهدة التلفزيون.
لنقارن هذا بالملاحظات الأكثر مراعاة التي استخدمتها والدة جريس:
جريس: انظري يا أمي! هل تعجبك رسمتي؟
الأم: لاحظت أنك تعملين منذ وقت طويل على تلك الرسمة! حدثيني عنها.
جريس: إنها غابة تعيش فيها ساحرة.
الأم: يا للروعة!
جريس: إنها ساحرة شريرة، لكن إذا بقيت على الطريق الممهد فلن تتمكن منكِ.
الأم: هناك إذن طريقة للبقاء سالمين في الغابة؟
جريس: نعم، انظري، ها هو ذا الطريق.
الأم: هذا مريح. هل الساحرة مخيفة؟
جريس: بالطبع، إنها ساحرة. هل أعجبتك؟
الأم: لقد أحببت مشاهدتك تعملين عليها لأنك كنت تركزين بشدة، وبدا أنك تستمتعين بها. هل تعجبك أنت؟
جريس: يعجبني الطريق من السهل اتباعه والبقاء آمنة. لكن الأشجار لا تبدو صحيحة. لقد رسمت قمما مستديرة فحسب. من الصعب رسم الأشجار.
الأم: نعم... يمكن أن تكون الأشجار صعبة... الكثير من الرسامين يقضون حياتهم كلها في التدرب على رسم الأشجار. لنلق نظرة على بعضها في المرة التالية التي نزور فيها المتحف، اتفقنا؟ لنتفحص كل الطرق التي رسم بها مختلف الفنانين الأشجار. لا بأس برسمها بأي طريقة تريدين. ويمكنك تجربة طرق مختلفة.
جريس: حسنا سأرسم لوحة جديدة وأتدرب على رسم الأشجار. الأم [تبتسم] أحب استمرارك في التدرب على الأمور التي تريدين إجادتها!
ماذا تعلمت جريس؟ تعلمت أن أمها تقدر «التركيز الشديد» والاستمتاع بالعمل على شيء ما، وأن أمها مهتمة بساحرات عالمها الداخلي، وأن أمها تقدر العمل الذي تؤديه، لكن جريس هي من تقيمه، وأنه حتى البالغون المهرة يتدربون، وأن لعملها علاقة ما بعمل معلق في أحد المتاحف وأنها تستطيع أن تجرب طرقاً مختلفة، وأن تفعل الأمور بالطرق التي تريدها، وأن الإكثار من التدرب هو خيارها، لكنه سيمنحها النتائج التي تريدها في عملها، وأنها تستطيع أن تجد البهجة في البوح بعالمها الداخلي من خلال العملية الإبداعية تصل جريس إلى مواهبها الفريدة، وتصقلها، وتستمتع بعملية مشاركتها مع العالم إنها في طريقها إلى تطوير روح الإتقان.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|