بحكم توطن الإنسان منذ أقدم العصور في مستقرات تقع على ضفاف المسطحات المائية وفي مقدمتها الأنهار للحاجة اليومية للمياه فقد اعتمد على تلك الأنهار للتنقل على طول مجاريها ، وأدى ذلك إلى إقامة حضارات بشرية عريقة مثل حضارات وادي الرافدين و وادي النيل و وادي السند في الهند والوادي الأصفر في الصين ، و قد استمر الإنسان في تطوير وسائل النقل النهري واعتماد التجديف اليدوي ثم الرياح كقوة دفع في مجال الحركة ، وصولاً إلى استخدام الطاقة البخارية ثم تلا ذلك الطاقة النفطية ، كل ذلك قاد الى زيادة حمولة الوسائل النهرية كالقوارب والعبارات والسفن كما ازدادت المسافات المقطوعة باستمرار ، تعتمد الملاحة النهرية الناجحة على عوامل عديده و كما يلي:

1- العوامل الطبيعية: ومنها طبيعة التكوينات للأراضي التي يجري عبرها النهر وسرعة جريانه، وكذلك درجة انحداره وحجم الإيراد المائي الناتج عن كميات التساقط في مجراه الأعلى وفي روافــــده.

2 - العوامل البشرية وتتمثل في تدخلات الإنسان في مجاري الأنهار ومن ذلك إقامة السدود دون توفير المعابر الممرات الخاصة بوسائط النقل المائي الأهوسة / Locks، وتوزيع مياه النهر إلى فروع أخرى والتي تضعف مستوياته وأعماقه الصالحة للملاحة النهرية، وان للعلاقات بين دول الجوار التي تمر عبرها الأنهار إثر في النشاط الملاحي سلباً أو إيجابا. كما ان لمرافق النقل النهري دور في تنشيطه ومنها، ومدى تكامل النقل النهر يتوفر المراسي وساحات الشحن والتفريغ مع النقل البري بالسيارات والقطارات.

إن للنقل النهري فوائد عديدة منها قلة تكلفة بناء مرافق النقل قياساً بالنقل البري كالسكك والطرق المعبدة، وتدني تكلفة استخدام مصادر الطاقة أيضا ، وعليه فان كلفة نقل الطن الواحد من البضائع يساوي واحد من عشرة مقارنة بالنقل البري بالسيارات ، لذلك فالنقل النهري صالح لنقل البضائع التي لا تتعرض للتلف ولمسافات طويلة مثل خامات الحديد والصخور و الأخشاب ، أما مساوئ النقل النهري فتتمثل في تدني معدلات السرعة قياساً بالوسائل الأخرى وطول المسافة ، واعتراض المعوقات الطبيعية كالشلالات ، والمنشآت البشرية كالجسور والسدود لعملية النقل وهذا ما يجعل من هذه العملية محدودة مكانياً دون أن تشمل كافة مساحة الدولة الواحدة ناهيك عن بقية الدول الأخرى ، و تعد انهار الدانوب في قارة أوربا والنيل في أفريقيا والنهر الأصفر في آسيا من ابرز الأنهار التي تستخدم لأغراض النقل النهري ، وفي العراق يعتمد نهر دجلة للنقل المائي ما بين بغداد والبصرة .