المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12



قواعد النجاح في الحياة / تمتع بالهدوء والروية والتعقل  
  
115   09:14 صباحاً   التاريخ: 2025-01-07
المؤلف : حسن علي الجوادي
الكتاب أو المصدر : قواعد النجاح لمختلف الشخصيات
الجزء والصفحة : ص 40 ــ 44
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022 3268
التاريخ: 1-12-2016 2586
التاريخ: 2024-04-02 1023
التاريخ: 9-10-2021 2038

القاعدة تسهل لنا حفظ ما نريد، ونصل بها لأهدافنا بانسيابية فتحفظ لنا الطريق الذي نسلكه، وكلما استندنا على القواعد في مختلف شؤون حياتنا استطعنا ان نكون على درجة عالية من الالتزام والنجاح والرقي، تنفعنا القاعدة في الاستناد والثبات، فتكون مرجعاً ومستنداً نتكئ عليه، وكلما كانت القواعد صحيحة ورصينة كان البناء الذي يبنى عليها أكثر تماسكاً، اما اذا كانت قاعدتك بالوناً مملوءاً بالهواء فانه لا يحمل اي ثقل وسرعان ما ينفجر، فالحياة التي نعيشها تتطلب منا ان نجد القواعد التي إذا سرنا وفقها نجحنا في كل ما نريد، هذا اذا كان احدنا يفكر في النجاح، والا لم تنفعه اي قاعدة، حتى تلك القواعد التي تكون امام ناظره، فغاية وجودنا النجاح وليس الفشل، وهذا سجل الحكماء والعظماء لا يوجد فيه الفشل؛ لأن همهم كان النجاح.

وقد يسأل أحدنا: هل هنالك قواعد للنجاح تشترك في مجالات مختلفة في الحياة؟ ونستطيع ان نقول له: نعم، خذ التفكير السليم او التفكير الايجابي، فهو أحد أهم القواعد التي تكون منطلقاً إلى النجاح، وخذ الحذر واليقظة والانتباه، وغيرها الكثير، اطلب منك ان تقرأ هذه القاعدة بدقة.

ـ تمتع بالهدوء والروية والتعقل

يتقدم الانسان في اعماله فتنهال عليه الطلبات من كل مكان وجهة وصوب، وتأتي اليه الناس، ويسمع عشرات المدائح ومئات من كلمات الحب والتهاني، كل هذه الاشياء لأجل انه ابدع وانجز هذا كله لوهلة من الزمن، فان الناس كل يوم لهم رأي ولهم قرار فلا تتوقع انك تبقى بنفس الشعبية على مدار الحياة، يذهب قوم ويأتي آخرون، هكذا قوانين الحياة، والناجح من يحافظ على ادائه وعمله وانجازه، وليس بالضرورة ان يحافظ على جمهوره، فقد تخرجك مشاعر الناس من جهة وتدخلك في أخرى، فاحترام الناس لا يعني ان تتبعهم في كل شيء، بل انت من يقدم لهم عرضه وانجازه، وكلماتهم لا تغير من واقعك شيئاً في غير التحفيز، فكلما كنت أكثر عقلانية في ادارة مشاريعك المستقبلية كنت رائعاً جداً، الروية - ايها الماهر - تحتاجها دائماً تروى وتأمل قبل ان تقدم على اتخاذ قرارك، يشمل الكلام كل الناس، وهذه القاعدة لكل الناس وليست حصراً لفئة محددة، فان الهدوء عنصر جذاب في شخصية الانسان لا يختلف عليه الناس، ولا يعني ان يكون الانسان غالقاً لفمه طوال الوقت ولا يتكلم، بل اذا تكلم كان متزناً غير مثرثر ولا مجادل ولا معاند ولا متكبر، يتحدث بكل بساطة وشفافية وبكل اتزان، هذه شخصية الانسان الهادئ السوي رائع في كل شيء، في حركته وفعله وصمته وكلامه، كما ان التعقل سمة أهل الحكمة والمنطق والرقي وسمة كل انسان ناجح.

العقل كنز الانسان الذي يريد النجاح في كل شيء، ومن تركه خلفه ترك كل شيء، فان الانسان يتميز عن غيره من الكائنات بهذه الجوهرة التي أودعها الله تعالى فيه، فالأب يدير عائلته واسرته وفق تدبره وتأمله، والمدير والمسؤول وصاحب الشركة وكل واحد من هؤلاء يقدم العقل اولاً قبل كل شيء، وينتظر همساته ولمساته في ايجاد الحلول او ايجاد طرق النجاح، ان العقل سلاح رئيس لكل شخص، لكن على الانسان ان يكون حكيماً وبصيراً ومنتبهاً، فقد يستخدم العقل لكن كجزء فقط، دون ان تكون هنالك استخدامات أخرى له في بعض القضايا، اذ يعتبر بعض الاشخاص ان بعض الجوانب عاطفية لا تحتاج الى عقل وروية وصبر وتأمل، وهذا أمر غير صحيح، فان الانسان كلما تأمل في حياته وما يحيط بها ادرك ان العقل هو النافع له تماماً، وما أكثر مشاكل البشرية اليوم التي تفتقر الى العقل والتفكر، الى جنب ذلك لا ننسى ان العقل اذا لم يكن معه أدب وخلق فانه لم يكن ناجحاً في كل شيء، فقد ينجح في التكنولوجيا وغيرها، الا انه في السلام والحوار والمدنية نراه يفشل فشلاً ذريعاً، لان الأدب رابط لا ينفك عن العقل، فيه يتزين حكم العقل، ومن كان حسن الخلق قائده وصل الى درجات رفيعة في حياته التكاملية، سواء اكانت مع الله تعالى ام مع العباد، فان الانسان يعكس ما توصل اليه من نتائج من جهة ادراكه ووعيه، فيحسب الواعي خطواته الرئيسة في دنياه، وتختلف أيدولوجية كل شخص حسب ما توصل اليه من قناعة تامة في مضمار عيشه وتأمله.

ـ الانسان العاقل هو من يصبح الشخص الرائع في مستقبل الايام، ولا يترك عقله خلفه، وبه يصل لما يريد، وبه يعرف متى يعمل ومتى يقف.

ـ إذا تأمل الانسان حياة الماضين فانه سيحصل على عدد من الفوائد منها، ان الذين سقطوا في محن الدنيا وركبوا شهواتهم كانوا لا يهتمون بالعقل ولا التدبر والتأمل والتروي، فذهبوا الى دار مخيفة لا راحة فيها.

ـ التعصب لا يحل لنا مشكلة، انما يصنع المشكلة، ويفاقم المشاكل، ويخسرنا رصيدنا المعرفي والثقافي والسلوكي، ومن أخذ طريق التروي والتعقل فقد حصد الشيء الكثير.

ـ إذا فعلت قاعدة الهدوء وشرعت في الانضمام لهذه القاعدة الرائعة، ستشعر أنك في عالم كبير من التأمل والوعي، فان الهدوء يفتح لك ألف باب من الرقي والابداع.

ـ دين الاسلام يعظم العقل، ويعطيه دوراً كبيراً في حياة الانسان المؤمن، ولا يمكن له ان يتخلى عنه كيفما كان، فالعامل الأكبر في اكتساب المعلومات للإنسان هو العقل، كما انه مركز مهم في توليد الابداع للإنسان في كل شيء.

ـ نسبة استخدام العقل عند البشر غير متساوية اطلاقاً، الاختلاف واضح جداً، قد يتعجب البعض من ان البشر قليل منهم من يستخدم عقله بشكل صحيح، لكن هذه حقيقة واقعية لا مفر منها، ففي ازمان انحصر استخدام العقل عند الفلاسفة وبعض الناس على عدد الاصابع، واما أهل الفنون وغيرهم فليس هذا عقلاً انما هو خيال فضفاض لسنا في محل نقاشه في سلبيته وايجابيته.

ـ الشيء الوحيد الذي لا يتخلى عنه الانسان بسهولة هو نفسه وذاته والانا، لكن الاغلب لا يربطون بين النفس والاهتمام بها، فلماذا لا ينتقل حب النفس الى الارتقاء والاهتمام بها؟

ـ أهل الابداع والشخصيات الخارقة لم يأتوا من زحل، ولا من المشتري ولا من مجرة أخرى انهم منا ويعيشون معنا، لكنهم يختلفون عنا بشيء واحد فقط، انهم احترموا وجودهم، فعرفوا ان الانسان لم يولد ليموت ولم يولد ليأكل وينام، ولم يولد ليلعب ويرتع، انما هو في رحلة عمل، وعليه اداء واجبات معينة، يرى من الضروري ان يتقنها والا فشلت صفقة العقد من الاساس، كل حسب الابعاد الفكرية التي يحملها عن الكون والحياة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.