المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7475 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الكذب في الروايات الإسلامية
2025-01-24
الكذب وآثاره وعواقبه في القرآن
2025-01-24
الكذب وآثاره وعواقبه
2025-01-24
مفهوم الصدق
2025-01-24
دوافع الصدق
2025-01-24
تأثير الصدق في حياة الإنسان
2025-01-24

التمثيلُ في الآية (6-8) من سورة الزخرف
11-10-2014
لماذا من الخطأ التكلم عن الاحساس والادراك في الحشرات؟
9-2-2021
متوازي الاضلاع Parallelogram
3-12-2015
فضل سورة الفيل وخواصها
2-05-2015
مسألة جواز الخطب للمعدوم
2-1-2023
علي بن محمد بن وهب المِسعَري
29-06-2015


التعليـم الإلكتروني أهـم دعائـم مـجتـمـع المعـرفـة  
  
41   12:16 صباحاً   التاريخ: 2025-01-24
المؤلف : أ . د . ربحي مصطفى عليان
الكتاب أو المصدر : اقتصاد المعرفة
الجزء والصفحة : ص429 - 437
القسم : الادارة و الاقتصاد / الاقتصاد / مواضيع عامة في علم الاقتصاد /

التعليم الإلكتروني أهم دعائم مجتمع المعرفة : 

يركز عصر المعرفة على استغلال التقنيات الحديثة خير استغلال في شتى مناحي الحياة المعاصرة، ويتطلب الارتقاء بالرؤية المستقبلية، وإعادة النظر في أساليب العمليات التقليدية في كافة الأصعدة، فقد غدت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة حياة وليست مجرد أدوات رفاهية مقتصرة على مجال معين او نخبة اجتماعية. وفي هذا الإطار يبرز النظام التعليمي كأهم محرك لإحداث تغير جذري وثورة حقيقية في نمط الحياة والتفكير، فالأجيال الصاعدة دائماً هي الأقدر على تحقيق نقله نوعية ان توافرت لها سبل ووسائل التغيير، كما يعد التعليم بوابة مجتمع المعرفة، وأحد ركائزه الهامة وأحد جوانبه المشرقة، ويوفر التعليم أفضل الوسائل لكسر القيود التي كانت تعيق الإطلاع على المنجزات العلمية والمعلومات التقنية الحديثة. وهناك ظواهر حولت التكنولوجيا إلى قوة تقود تغييراً عميقاً في ميدان التعليم منها ما يلي(1):

1- الوسائط المتعددة وهي التي حطمت الحواجز بين وسائط المعلومات والاتصال والإعلام المختلفة.

2- الإنترنت وهي التي غيرت شروط التبادل بين الأفراد، وسهلت النفاذ إلى المعلومات، والإطلاع على المعرفة.

3- التكنولوجيا النقالة: وهي التي حررت الأفراد من قيود التواجد في مكان معين للاتصال والنفاذ إلى المعلومات العلمية وحيازتها، وجعلت بإمكان الأفراد في

المناطق النائية المنعزلة أن ينفذوا إلى أرقى المؤسسات التعليمية.

4- ثورة الاتصالات : وهي التي تسمح بمرور كميات أكبر فأكبر من المعلومات كل يوم عبر شبكة معقدة من التوابع الصناعية والكابلات الضوئية الأرضية والبحرية، مما وفر الإمكانية الواقعية لنقل كمية هائلة من المعلومات، بما في ذلك تسهيلات نقل المحاضرات من أماكن إلقائها إلى مناطق نائية من الأرض.

ويضيف "بسيوني (2) " بعض استخدامات الإنترنت في التعليم والدراسة مثل: البريد الإلكتروني email ، المجموعات الإخبارية Usenet news، وخدمة التشغيل البعدي تلنت Telnet، واجتماعات الشبكة Net MEETING والتحدي المطروح - اليوم - هو أن ننجح في الوصول إلى الاستثمار الأمثل لتكنولوجيا التعليم والمعلومات بهدف الإرتقاء بنوعية التعليم وتوسيع انتشاره وتحقيق تعميم المعرفة، وديمقراطية التعليم، دون أن يكون ذلك على حساب النوعية العالية والمعمقة للتعليم، أو على حساب التكلفة الفعلية ، فالتعليم في مجتمع المعرفة يعدنا بتكلفة أقل من كلفة الأساليب التقليدية في التعليم، وهذا يستلزم استكشاف واستخدام وتطوير طرق جديدة للتعليم تستثمر الميزات الفريدة للأدوات ووسائل التكنولوجيا المختلفة بهدف الاستجابة لحاجات متنوعة وواسعة جداً من المتعلمين.

فنظم التعليم التقليدية لا تتناسب مع متطلبات مجتمع المعرفة، فهي لا تتيح للغالبية العظمى من الأفراد أن تتعلم وتفكر بشكل خلاق ومستقل، لذلك فهذه النظم القديمة محكوم عليها - سلفاً - بالتنحي وإتاحة الفرصة أمام مجموعة كبيرة ومتنوعة ومتطورة باستمرار للاستفادة من الأساليب والتطبيقات في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتعليم التي يعتمد عليها مجتمع المعرفة .

وفي ظل التوجه العالمي نحو اقتصاديات المعرفة والتي تعتمد بشكل أساس على التقنيات الحديثة لاستغلال المعرفة في رفع مستوى الرفاه الاجتماعي، واستغلال الموارد المختلفة خير استغلال أصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وسيلة بقاء وأداة لا يمكن الاستغناء عنها في ظل عالم مفتوح يعتد على القدرة التنافسية كمعيار للتقدم والازدهار.

وإدراكاً من المجتمعات بأهمية التعليم والتدريب لتحقيق التغير في نمط التفكير والذي يجب أن يسبق التحول المطلوب في نمط الحياة، فقد انصبت جهود بعض الدول - العربية في الحقب الأخيرة على تأسيس نظام تعلم معرفي يعتمد التقنيات الحديثة كوسيلة فاعلة لتحصيل وحفظ ونقل المعرفة بأشكالها المختلفة.

وعليه فقد تم تبني بعض الجامعات العربية استراتيجية للتعلم الإلكتروني، تنطوي على استغلال التقنيات الحديثة كوسيلة أساسية في نظام التعليم على جميع المستويات. ولكن مثل هذا الخيار الاستراتيجي يتطلب تغييراً جذرياً في بيئة وأساليب التعليم، ويحتاج إلى جهود كبيرة، ومصادر هائلة، مما يشكل تحدياً كبيراً لبلد نام محدود المصادر والثروات، إلا أن النتائج التي سيتمخض عنها تحقيق النقلة المطلوبة ستسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل مباشر وغير مباشر على المدى المنظور والبعيد، وستساعد الدول العربية على تجاوز العوائق المادية في الوصول إلى ما تصبوا إليه.

ويعد التعليم من أهم المقومات الأساسية التي ترتكز عليها الدول والحكومات في بناء مستقبلها في عصر المعلومات والإلكترونيات الذي نعيشه حالياً. ومع ظهور أجهزة الحاسبات الشخصية وبرامجها التشغيلية، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطورها المستمر خلال السنوات القليلة الماضية، ظهر التعليم

الإلكتروني وانتشر بشكل سريع وأصبح من الواضح أن له مستقبلاً كبيراً، إلى حد أن البعض يتوقع وربما يؤكد أن التعليم الإلكتروني سيكون هو الأسلوب الأمثل والأكثر انتشاراً للتعليم والتدريب في المستقبل القريب. وهناك جدل حول مفهوم التعليم الإلكتروني إلا أنه يمكن ان نستخلص بعض التعريفات المتفق عليها حول مفهوم التعليم الإلكتروني، فيعرفه مانك (3) بأنه: ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط المتعددة وشبكات المعلومات والاتصالات (الإنترنت) التي أصبحت وسيطا فاعلاً للتعليم الإلكتروني، ويتم التعليم عن طريق الاتصال والتواصل بين المعلم والطالب، وعن طريق التفاعل بين الطالب ووسائل التعليم الإلكتروني الأخرى، كالدروس الإلكترونية والمكتبة الإلكترونية والكتاب الإلكتروني وغيرها.

ويعرف أيضاً بأنه عبارة عن استخدام تقنيات الاتصالات والمعلومات في النشاطات المطلوبة لعملية التعليم لتشمل التعليم الإلكتروني، والتدريب الإلكتروني.

كما يرى البعض بان التعليم الإلكتروني هو البيئة التعليمية العلمية التي يتم فيها توظيف التقنية بشكل مدمج مع العملية التعليمية وتستخدم فيها الحواسب والأوعية المعلوماتية الأخرى إلى جانب شبكات الاتصال . 

ويمكن وصف التعليم الإلكتروني بأنه: " نظام تقديم (Delivery) المناهج (المقررات الدراسية) عبر شبكة الإنترنت أو شبكة محلية أو الأقمار الصناعية أو عبر الاسطوانات، أو التلفزيون التفاعلي للوصول إلى المستفيدين، وهناك من يدخل في مفهوم التعليم الإلكتروني عناصر أخرى مثل تصميم المحتوى، والإدارة، والدعم الفني، كما نجد أن المحتوى (المنهج) وفق هذا المفهوم، يعد على هيئة ملفات إلكترونية نصوص، صور، صوت ، ويقدم عبر وسائط إلكترونية ليأخذ طريقه إلى المتعلم الذي يتعامل معه بواسطة أجهزة إلكترونية.

ومن الممكن تقديم التعليم الإلكتروني كفصل افتراضي يدمج مجموعة من أدوات التدريب الحديثة، مثل دليل دراسي ولوحة إعلانات، ومنتدى للطلبة والمراقبة من خلال شبكة الإنترنت، ومكتبة برامج دورات دراسية تفاعلية متعددة الوسائط، والموجهة ليس فقط للفرد والشركة والموظف، لكنها موجهة أيضاً لمسئولي ومديري  التدريب. يقدم الفصل الافتراضي الكثير من فوائد الفصل التقليدي بينما تستمتع بالميزات الرئيسية للتدريب المقدم عبر الإنترنت والذي يمكن الدخول إليه في أي وقت ومن أي مكان.

ويمكن أن نقدم من خلال تعريفات السابقة تعريفا شاملاً للتعليم الإلكتروني بأنه : طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسب والشبكة، والوسائط المتعددة، وبوابات الإنترنت من أجل إيصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت وأقل تكلفة، وبصورة تمكن من إدارة العملية التعليمية، وضبطها، وقياس وتقويم أداء المتعلمين في مؤسسات التعليم العالي كالجامعات. وتشمل خطوات التحول نحو التعليم الإلكتروني للمقرر على خطوات إعداد المحتوى التعليمي، وتحديد خطة  المحاضرات، وتحديد مجموعات الطلاب المتلقية للتعليم الإلكتروني، وإدارة العملية  التعلمية، وتقويم الطلاب، وإعداد التقارير والإحصاءات(4).

ومع تطبيق مفهوم التعليم الإلكتروني ظهر فريقان ما بين مؤيد ومعارض وكان لكل فريق حجته وأسانيده، وبالرغم من العيوب التي أوردها البعض، إلا أن الشواهد تؤكد نجاحه في ضوء ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحالية والاتجاه المتزايد نحو المجتمع المعلوماتي الرقمي (مجتمع المعرفة).

ويمكن للتعليم الإلكتروني أن يحل بعض العقبات أو المعيقات التي تحول دون تحقيق أسس مجتمع المعرفة في المجتمعات العربية من أهمها: ارتفاع نسبة الأمية، ارتفاع نسبة البطالة، انخفاض مستوى المعلمين ، تدني جودة التعليم ، التوزيع الجغرافي المتنوع للطلاب مع ملائمة متطلبات سوق العمل للمؤهلات المتوفرة.

ولكن لماذا التعليم الإلكتروني؟ يمكن الإجابة على هذا التساؤل في ثلاث نقاط رئيسية هي :

الأولى: تغيير فلسفة التعليم من تعليم المجموعة إلى تعليم الفرد :

ففي التعليم التقليدي يتم تقديم المادة العلمية نفسها لجميع الطلاب في وقت واحد من قبل معلم واحد، رغم تفاوت المستويات بين الطلاب، أما في ظل التعليم الإلكتروني ستكون لديه الفرصة في الحصول على معلومات أكثر وأشمل من المعلومات المقررة في الكتاب من خلال موقع المقرر على الإنترنت ، وسوف يتمتع الطالب بحريته في اختيار ما يتناسب مع قدراته الفردية وخبراته السابقة. كما انه نظام مناسب لتعليم الكبار وتدريب الموظفين الذين قد لا تسمح لهم ظروفهم بالتوجه للمدارس والجامعات او التدريب في معاهد التدريب التقليدية.

الثانية : فتح مجالات للتواصل مع المجتمع

عن طريق تقديم برامج او دورات على الإنترنت في كافة المجالات لخدمة المجتمع المحلي دون الحاجة إلى وجود معلم.

الثالثة: تراكم الخبرات

فأي جهد مبذول سواء في إعداد مقرر دراسي أو برامج دراسية متنوعة لن تستفيد منه - فقط - الجهة المنفذة، بل جميع الطلاب والمؤسسات داخل المجتمع . 

ويمكن حصر خصائص التعليم الإلكتروني كما أشار إليها أبو عمة (5) فيما يلي :

1- القدرة على تلبية الاحتياجات الاجتماعية والوظيفية والمهنية للملتحقين به.

2- القدرة على تحسين نوعية التعليم، وتحسين نوعية التدريس وإمكانية تطوير

أجزاء محددة من المقرر الدراسي، وتحديث معلوماته او بياناته .

3- استثمار التقنيات الحديثة إلى جانب أن يوفر الدافعية للتعلم والمرونة في بيئة التعلم من خلال ما يلي :

- يعد أسلوب التعلم الإلكتروني من وسائل التعلم مدى الحياة، لأنه تعويد للمتعلم بشكل عام الاعتماد على نفسه، والبحث والاستقصاء والاستقلالية، وغرس روح التعاون والتحادث والمناقشة لدى الدارسين في مواقع النقاش والحديث للمجموعات التخصصية، والقدرة الاستيعابية الكبيرة للطلبة في برامج التعليم الإلكتروني مقارنة بإمكانات الجامعات المحدودة .

- تبسيط عرض المعلومات باستخدام الحاسب، وإمكانية الحاسب للقيام بدور أداة متعددة الوسائل بعرض الرسوم، وسماع الصوت، وإظهار الصورة والطباعة، وإمكانية الحاسب في الاتصال بالشبكات المحلية والإقليمية والدولية والشخصية الأخرى.

- أصبح البريد الإلكتروني سريعاً وقليل التكاليف والبديل الأفضل عن البريد المعتاد.

- الشبكة العنكبوتية تفتح لكل جامعة او مؤسسة تعليمية صفحة تعرض ما لديها من برامج تعليمية أو تدريبية.

- يمكن للطالب أن يتحادث عبر الإنترنت مع زملائه الآخرين أو مع أستاذ - المقرر أو الباحثين وذلك لبحثهم على مناقشة موضوع ذي صلة بالفصل. وإنشاء لوحة فصل أو مجلة إعلانات للفصل الدراسي. ويمكن تطوير صفحة داخلية للفصل تحتوي على معلومات عن محتويات المقرر والتمارين والمراجع وسيرة الأستاذ.

هذا النوع من التعليم يشتمل على مجموعة من الوسائط، والتي تم تصميمها لتكمل بعضها البعض، والتي تعزز التعلم وتطبيقاته، ويمكن ان يشتمل برنامج التعليم المدمج على العديد من أدوات التعلم مثل برمجيات التعلم التعاوني الافتراضي الفوري، والمقررات المعتمدة على الإنترنت ومقررات التعلم الذاتي، وإدارة نظم التعليم، وبالإضافة إلى ما سبق يمكن للتعلم المدمج ان يمزج أحداثا متعددة تعتمد على النشاط تتضمن التعلم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع المتعلم وجهاً لوجه، وكذلك التعلم الذاتي، وفيه مزج بين التعلم المتزامن وغير المتزامن  (waliathan. 2003) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

(1) عباس بشار  ، ثورة المعرفة والتكنولوجيا ص 23-24 .

(2)  بسيوني، عبد الحميد ، التعليم والدراسة على الإنترنت، ص21-24.

(3) Mank, David, Using data mining for e - learning, 2005, p.1.

(4) جامل عبد الرحمن، مصدر سابق، ص 16-17.  

(5) أبو عمة ، عبد الرحمن ، التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، ص 67.




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.