أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2020
2554
التاريخ: 2024-08-05
723
التاريخ: 2023-03-23
1320
التاريخ: 2024-09-04
646
|
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141]
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ} : من الكروم .
{مَعْرُوشَاتٍ } : مرفوعات على ما يحملها .
{وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} : ملقيات على وجه الأرض .
{ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ } : أكل ذلك أي ثمره الذي يؤكل في اللون والطعم والحجم والرائحة .
{وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} : يتشابه بعض أفرادهما في الطعم واللون والحجم ولا يتشابه بعضها .
{ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ } : من ثمر كل واحد من ذلك .
{إِذَا أَثْمَرَ} : وإن لم يدرك ولم يينع بعد ، وقيل : فائدته رخصة المالك في الأكل منه قبل أداء حق الله .
أقول : وإنما يصح ذلك إذا خرص ما يأكل .
{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} : وقرأ بكسر الحاء .
في قرب الأسناد: إنه قرء عند الرضا (عليه السلام): فقال للقارئ : هكذا يقرؤها من كان قبلكم قال : نعم قال : افتح الفم بالحاء . كأنه كان يقرؤها : بالكسر ، وكأن القمي أيضا بهذا أشار حيث قال : كذا نزلت .
قيل : يريد بالحق : ما يتصدق به يوم الحصاد ، لا الزكاة المقدرة ، لأن الزكاة فرضت بالمدينة ، والآية مكية .
وقيل : بل هو : الزكاة أي لا تؤخروه عن أول وقت يمكن فيه الإيتاء ، والآية مدنية .
والمروي عن أهل البيت (عليهم السلام) : إنه غير الزكاة .
ففي الكافي ، والعياشي : عن الصادق (عليه السلام) : في الزرع حقان : حق تؤخذ به ، وحق تعطيه ، أما الذي تؤخذ به : فالعشر ونصف العشر ، وأما الذي تعطيه فقول الله عز وجل : ( وآتوا حقه يوم حصاده ) فالضغث [1] تعطيه ثم الضغث حتى تفرغ .
وعن الباقر عليه السلام : هذا من الصدقة تعطي المسكين القبضة بعد القبضة ، ومن الجذاذ [2] الحفنة بعد الحفنة [3] .
والقمي : عن الصادق عليه السلام : في هذه الآية قال : الضغث : من السنبل ، والكف من التمر إذا خرص .
والعياشي : عنه (عليه السلام) : فيها قال : إعط من حضرك من مشرك وغيره .
والأخبار في هذا المعنى : كثيرة .
وفي الكافي : عن الصادق (عليه السلام) : لا تصرم [4] بالليل ، ولا تحصد بالليل ، ولا تضح بالليل ، ولا تبذر بالليل إلى قوله : وإن حصدت بالليل لم يأتك السؤال وهو قول الله : {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} يعني القبضة بعد القبضة إذا حصدته فإذا خرج فالحفنة بعد الحفنة ، وكذلك عند الصرام ، وكذلك عند البذر ولا تبذر بالليل لأنك تعطي من البذر كما تعطي في الحصاد .
وعنه (عليه السلام) : في هذه الآية تعطي المسكين يوم حصادك الضغث ، ثم إذا وقع في البيذر ، ثم إذا وقع في الصاع العشر ونصف العشر .
والقمي : قال : فرض الله يوم الحصاد من كل قطعة أرض قبضة للمساكين ، وكذا في جذاذ النخل وفي التمر ، وكذا عند البذر ، وإن الرضا عليه السلام : سئل إن لم يحضر المساكين وهو يحصد كيف يصنع ؟ قال : ليس عليه شيء .
وأن الصادق (عليه السلام) : سئل هل يستقيم إعطاؤه إذا أدخله ؟ قال : لا هو أسخى لنفسه قبل أن يدخله بيته .
{ وَلَا تُسْرِفُوا} : في التصدق ، كقوله : {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ } [الإسراء: 29].
{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}: لا يرتضي فعلهم .
في الكافي ، والعياشي : عن الرضا (عليه السلام) : إنه سئل عن هذه الآية فقال : كان أبي يقول : من الإسراف في الحصاد والجذاذ أن يتصدق الرجل بكفيه جميعا ، وكان أبي إذا حضر شيئا من هذا فرأى أحدا من غلمانه يتصدق بكفيه صاح به اعط بيد واحدة القبضة بعد القبضة ، والضغث بعد الضغث من السنبل .
وعن الصادق (عليه السلام): إنه سئل عن هذه الآية فقال : كان فلان بن فلان الأنصاري وسماه كان له حرث ، وكان إذا أخذه تصدق به ، ويبقى هو وعياله بغير شيء فجعل الله عز وجل ذلك سرفا .
وفي الكافي : عنه (عليه السلام) : في حديث قال : وفي غير آية من كتاب الله يقول : {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141] فنهاهم عن الإسراف ، ونهاهم عن التقتير .
[1] الضغث بالكسر والفتح قبضة الحشيش المختلط رطبها ويابسها ويقال ملأ الكف من القضبان والحشيش والشماريخ .
[2] جذذت الشيء جذا من باب قتل كسرته وقطعته فهو مجذوذ والجذاذ ضما وكسرا والضم أفصح قطع ما يكسرالجداد بالفتح والكسر صرام النخل وهو قطع ثمرتها
[3] الحفنة بالفتح فالسكون ملأ الكفين من طعام والجمع حفنات كسجدة وسجدات وحفنت لفلان من باب ضرب أعطيته قليلا.
[4] الصرام وجذاذ النخل وهذا أول الصرام بالفتح والكسر والصرمة القطعة من النخل نحوا من ثلاثين . أمر بين أمرين لا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له .
|
|
خطر خفي في أكياس الشاي يمكن أن يضر صحتك على المدى البعيد
|
|
|
|
|
دراسة تكشف عن حياة "غريبة" في أعماق الأرض
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة يستقبل المتولّي الشرعي للعتبة الرضوية المطهّرة والوفد المرافق له
|
|
|