المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



انتبه... فقد تحصل على ما تريد  
  
333   09:51 صباحاً   التاريخ: 2025-02-13
المؤلف : د. ديفيد نيفن
الكتاب أو المصدر : مئة سر بسيط من أسرار السعادة
الجزء والصفحة : ص63ــ64
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

غالبا ما نغفل أن نجلس ونفكّر من أين بدأنا وأين وصلنا الآن. فالميول البشرية هي الرغبة في المزيد دائما. وثمة مقاربة أفضل هي أن تتذكر من أين بدأت وأن تقدر ما أنجزته.

كان آرثر منفّذ إعلانات يعمل بجد، وبعد ثلاث ترقيات خلال خمس سنوات أصبح يعمل بجد أكثر من ذي قبل، واقترب أكثر فأكثر القمة، وأصبح يستمتع بذلك. فالعمل ستة أيام ساعات طويلة في الأسبوع لم تكن كافية، لذلك بدأ يحضر العمل إلى المنزل.

عندما أفاق في غرفة الإنعاش بعد عملية جراحية في القلب بدأ في إعادة تقويم الأمر. فخلال ثلاثة أسابيع من النقاهة رأته أسرته وأصدقاؤه المقربون أكثر مما رأوه خلال عقد من الزمن. لقد استمتع بالوقت.

زوجة آرثر سألته إذا كان من الضروري فعلاً أن يعمل حسب الجدول الذي عمل فيه سابقا، وهل كانوا يحتاجون لمزيد من المال في واقع الأمر؟ وهل كان فعلاً بحاجة إلى ترقية أخرى؟ وقرر آرثر أن يفكر بصورة واقعية في حياته، وهو أمر لم يسبق أن توفر له الوقت للتفكير فيه. وأدرك أن لديه أكثر مما يحتاج، وأن فرصة إعادة التواصل مع أسرته كانت أفضل هدية يحصل عليها.

في دراسة عن الاحترافيين ذوي التعليم العالي تبين أن ما يقارب النصف منهم لم يكونوا مقتنعين، حتى عندما حققوا أهدافهم المعلنة، لأنهم لم يدركوا إنجازاتهم، وبدلاً من ذلك فقد خلقوا صورة سلبية غير معقولة عن أنفسهم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.