أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-22
![]()
التاريخ: 2024-06-11
![]()
التاريخ: 2024-02-23
![]()
التاريخ: 2024-08-11
![]() |
تحدَّثنا فيما سبق عن الأطوار التي مرت على العلاقات بين مصر وبلاد النوبة منذ أقدم العهود حتى دخل أهل السودان فاتحين مصر في القرن الثامن قبل الميلاد. وكان كل ما نعرفه عن الأسرة الفاتحة بعض أسماء ملوكها دون أن نعرف شيئًا عن أصلهم أو موقع ملكهم في بلاد كوش، وقد بقيت الحال كذلك إلى أن قامت الحفائر العلمية في بداية هذا القرن على يد الأثري العظيم الأستاذ «ريزنر» فأماط اللثام عن بعض مُعَمَّيَاتِ هذا الموضوع وقد قَفَاهُ بعض العلماء في البحث والتنقيب فأضافوا بعض معلومات جديدة هامة عن أصل ملوك الأسرة الخامسة والعشرين الكوشية.
وقد كان أول عمل وصل إليه الأستاذ «ريزنر» هو الكشف عن ست جبانات ملكية تقع كلها في محيطين عظيمين وهما محيط مدينة «نباتا» ومحيط مدينة «مروي» وتقعان على النيل، الأولى أقيمت أسفل الشلال الرابع والثانية في أعلى الشلال الخامس وينسب لكل منهما ثلاث جبانات ويمكن تحديدها بالنسبة للأخيرة.
وكانت مدينة «نباتا» القديمة عاصمة بلاد كوش في خلال عهد ثقافتها العتيقة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمعبد «آمون» العظيم الذي يقع عند سفح حافة صخرة بارزة من جبل «برقل» تعرف «بالجبل المقدس» في المتون المصرية القديمة «زووعب» ويقع هذا الجبل بالقرب من بلدة «كريمة» القريبة من الشلال الرابع. على أن تحديد الموقع الإداري لبلدة «نباتا» لم يعرف حتى الآن على وجه التأكيد، غير أنه لدينا براهين تشير إلى أنه كان يقع في ربوع مدينة «مروي» أو بالقرب منها (ويجب ألا نخلط هنا بين مدينة «مروي» هذه وسميتها الواقعة على مسافة أربعة أميال في انحدار النيل أسفل جبل «برقل» وتقع علي الشاطئ الشرقي للنهر وتُدْعَى الآن «مروي الجديدة»).
والجبانات الملكية الثلاث الواقعة في منطقة «نباتا» وهي:
(1) جبانة «الكورو» وتقع على مسافة ميل غربي النيل، وعلى مسافة عشرة أميال شمالي جبل «برقل».
(2) وجبانة «نوري» وتقع على مسافة ميل جنوب النيل وعلى مسافة ستة أميال جنوبي جبل «برقل».
(3) و«برقل» حيث توجد مجموعتان صغيرتان من الأهرام وتقع بالقرب من جبل «برقل» في الجنوب والغرب.
وكانت مدينة «مروي القديمة» تعد المركز الإداري لبلاد كوش في عهد ثقافتنا المتأخر وتُسَمَّى الثقافة المروية وهي تقع على الشاطئ الشرقي للنيل على خط عرض 15 ً,55 َ,16 ْ شمالًا وخط طول 30 ً,42 َ,33 ْ شرقًا وعلى مسافة 213 كيلو مترا بالسكة الحديد شمال الخرطوم، وتشغل الآن قرية البجراوية جزءًا من المدينة القديمة. وأهم أثر فيها الآن معبد «آمون».3 هذا وقد قامت بعثة جامعة «هارفرد» بحفر ثلاث جبانات في «مروي» وتقع كلها شرقي المدينة.
وأهم هذه الجبانات الواقعة في محيط «نباتا» هي جبانة «الكورو» التي كشف فيها عن أهرام أربعة ملوك من فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين، وقد كان لهذا الكشف دَوِيٌّ عظيم في الأوساط الأثرية، إذ لم يكن من الْمُتَوَقَّعِ أن يُعْثَرَ على قبور ملوك هذه الأسرة في تلك المنطقة وبخاصة بعد أن كشف «ريزنر» في عام 1917 عن مقبرة الملك «تهرقا» في جبانة «نوري» الواقعة على المشارف الجنوبية لمدينة «نباتا».
وهذه الأهرام الأربعة للملوك الآتين: «بيعنخي» و«شبكا» و«شبتاكا» ثم «تانوتآمون». وبهذا الكشف الجديد أصبح معروفًا لدينا مقابر أربعة من الملوك الذين حكموا مصر وكوش. وهؤلاء هم المعروفون بملوك الأسرة الخامسة والعشرين، هذا إلى الكشف عن قبر جدهم العظيم «كشتا» فاتح مصر. وكان المفروض قبل هذا الكشف أن كلًّا من الملكين «شبكا» و«شبتاكا» قد عاش في مصر ودُفِنَ فيها، ولكن قد أصبح من الواضح الآن أن موطن الأسرة الخامسة والعشرين القوية السلطان هو بلدة «الكورو» التي كانت تُعَدُّ مقرهم الرئيسي. والواقع أنه في هذا المكان وطدت الأسرة أركان حكمها في كوش قبل عهد «بيعنخي» بأجيال، ومن هذه البلدة النائية أخذ ملوكها يفتحون ويحكمون مملكتهم العظيمة التي امتدت شهرتها إلى أنحاء العالم القديم المتمدين فقد كان يقوم من «الكورو» السعاة رجال البريد حاملين الرسائل باسم ملك كوش إلى عواصم غربي آسيا، والواقع أنه عُثِرَ في السجلات الملكية في «نينوه» عاصمة «آشور» على طابع خاتم من الطين باسم الملك «شبكا» منذ عدة سنين؛ ومن المحتمل أن هذا الطابع كان جزءًا من رسالة الملك «شبكا» إلى عاهل «آشور» «سرجون الثاني»، كما أنه يحتمل أن الرسالة كانت ردًّا على خطاب قد أُحْضِرَ إلى «نباتا»، ومن الجائز أنه لا يزال مدفونًا حتى الآن في إحدى المباني الخربة من زمن العاصمة القديمة، وتنتظر معول الحفار لإماطة اللثام عنها. ومن الغريب أنه قبل الكشف عن هذه المقابر الملكية في «الكورو» كان علماء الآثار يقولون بوجود أربعة ملوك باسم «بيعنخي» أو أكثر كما قالوا بوجود ملكين باسم «كشتا» وكلهم حكموا مصر. وهذا القول الذي لم يكن يرتكز على أساس أثري قد وُضِعَ له حَدٌّ بعد الكشف عن مقابر «الكورو»؛ فقد دلت الآثار على أنه لم يوجد إلا ملك واحد باسم «كشتا» وآخر باسم «بيعنخي» على أغلب الظن. هذا وقد أضافت لنا الكشوف بعض التقدم بإماطة اللثام عن تاريخ العصر الذي يقع بين آخر نائب ملك لمصر في كوش وحكم الملك «كشتا».
والخطوة الرئيسية في الموضوع الذي نتحدث عنه هي الكشف عن الأصل اللوبي لأول أسرة كوشية ملكية. ولما كانت النتائج التي وصلنا إليها قد اسْتُنْبِطَتْ من الآثار التي كشفت عنها أعمال الحفر في هذه الجهة فإنه من الضروريات الهامة أن نفسر سلسلة الحقائق التي أسفرت عنها الحفائر.
|
|
منها نحت القوام.. ازدياد إقبال الرجال على عمليات التجميل
|
|
|
|
|
دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة القلب
|
|
|
|
|
ضيوف الخارج: حفل تخرج (بنات الكفيل) يرسخ معايير وقيم العفة والأخلاق
|
|
|